تضاعف المقاومة من مستوى ونوعية الضغط الميداني الذي تمارسه في محاور القتال، بينما تستشعر بأنها تخوض الأيام الأخيرة من معارك الالتحام المباشر التي ستسبق نهاية العمليات البرية الكبرى على الأقل، والتوجه إلى المرحلة الثالثة، حتى وإن لم تنضج صفقة تبادل الأسرى.
وسجّل أمس الإعلان عن ثلاث عمليات قتالية شديدة الجرأة، حيث أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها خاضوا اشتباكات من مسافة صفر، مع جنود العدو المتحصنين داخل أحد المباني. وأظهرت المشاهد التي وزّعها الإعلام الحربي، المقاومين وهم يقتحمون المنزل نفسه الذي يتحصن فيه الجنود الذين سمع المقاتلون أصواتهم، وصعدوا إليهم في داخل الشقة السكنية، وفتحوا النار من أسلحتهم الفردية من مسافة أمتار، ثم سُمع صراخ الجنود. كما أظهرت مشاهد في المقطع المصوّر نفسه، دماء الجنود الذين أعلنت «السرايا قتلهم».
وفي حدث آخر، أفادت «كتائب القسام» بتنفيذ أكبر عملية إغارة منذ بداية الحرب، وقال الإعلام العسكري التابع لها إن عدداً كبيراً من المقاومين أغاروا على مقر قيادة عمليات العدو في جنوب شرق حي السلطان في مدينة رفح، مستخدمين القذائف ضد التحصينات والقذائف المضادة للأفراد وعمليات القنص والأسلحة الرشاشة المتوسطة. وأكّدت «القسام» أنها أوقعت عدداً من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، كما أعلنت أن مقاوميها العائدين من خطوط القتال أبلغوا عن تمكنهم من الإجهاز على عشرة جنود إسرائيليين في عملية مركبة شرق شارع النزاز في حي الشجاعية. ووفقاً لبيان الكتائب، فقد استهدف المقاومون مبنى تحصّنت في داخله قوة صهيونية بقذيفة «تي بي جي»، ثم تقدموا نحوه وأجهزوا على بقية أفرادها من مسافة صفر، وخلال انسحابهم فجّروا عبوة ناسفة داخل المبنى، قبل أن يتدخل الطيران المروحي لإجلاء الجنود القتلى.
وفي حي الشجاعية، أعلنت «كتائب القسام» أن مقاوميها تمكنوا من تفجير دبابة «ميركافا 4» بقذيفة «الياسين 105» شرق شارع النزاز، فيما أفادت «سرايا القدس» بأن مقاوميها قصفوا بـ«الهاون النظامي الثقيل» تحشدات العدو وآلياته شرق حي الشجاعية. أيضاً، أعلنت «السرايا» أنها قصفت مع كلٍّ من «كتائب الأنصار» و«كتائب شهداء الأقصى» تحشدات الجنود في الحي نفسه، ومقر قيادة العدو في موقع «ناحل عوز».
كذلك، ذكرت «القسام» أنها تمكنت، بمشاركة «ألوية الناصر صلاح الدين» من قصف مقرات قيادة العدو في محور «نتساريم» برشقات من «صواريخ 107».
أما في رفح، فقد أظهرت مشاهد متنوعة سجّلها مواطنون في مناطق انسحب منها جيش الاحتلال، ترك الأخير آليات ثقيلة معطوبة ومدمّرة خلفه، فيما أعلنت «كتائب القسام» هناك قنص جندي في منطقة تل زعرب، توازياً مع تمكن الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة من استهداف تحشدات العدو في ذلك المحور بالعشرات من قذائف «الهاون».