سري القدوة
في ظل ما تشهده الساحة الدولية من مؤامرات تصفوية وهجمة أمريكية مبرمجة للنيل من الشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته العادلة بات من المهم في ظل ذلك أن تبدأ دول الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإعادة ترتيب البعثات الفلسطينية في دول الاتحاد الأوروبي كبعثات رسمية تمثل دولة فلسطين، والسعي إلى التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على العضوية الدائمة والدخول في كل المنظمات الدولية وأن هذا الأمر يشكل المخرج الواقعي والحقيقي للتصدي لصفقة القرن والمؤامرة الأمريكية، حيث يتطلب الاعتراف بحق الفلسطينيين بدولتهم المستقلة، وضرورة التصدي لمشاريع تدمير ما تبقى من عملية السلام ومواصلة العمل على توفير الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية، لمواجهة دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصري ووقف العدوان والحصار الإسرائيلي على القيادة الفلسطينية.
إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تمارس الانتهاكات والمخالفات الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني، وبات المطلوب من حكومات أوروبا وأحزابها وشعوبها العمل على قطع الطريق على خيار الابارتهايد والعنصرية القاتلة التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني من قبل حكومة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية، والإسراع في دعم الشعب الفلسطيني والاعتراف العاجل في حقه بإقامة دولته المستقلة.
إن تلك المواقف الأوروبية بات من الضروري تعزيزها لمواجهة التحديات التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية لتمرير مشاريع الوهم ودعم صمود الشعب الفلسطيني حيث تحملت دول الاتحاد الأوروبي المسؤولية المباشرة في توفير الدعم المالي لبناء المؤسسات الفلسطينية وسعت هذه الدول إلى توفير المناخ المناسب لإقامة الدولة الفلسطينية منذ البداية وكان لها موقفها الإيجابي والمهم في بناء مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية وإجراء التدريب للعناصر البشرية وتأهيلها لتأخذ موقعها القيادي لإدارة المؤسسات الفلسطينية ودعمت العديد من المشاريع الهامة في الضفة والقطاع والتي كان لها الأثر في حماية الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده فبات من المهم هنا ضرورة أن تأخذ دول الاتحاد الأوروبي موقفها من اجل الوصول إلى المستوى المطلوب وتشكيلها ضغطا على حكومة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية والتدخل بقوة وبشكل عملي للحد من هيمنة إدارة ترامب على الموقف الدولي وعملية السلام برمتها وكأنها هي الوصية الوحيدة في تقرير مصير شعوب المنطقة والعالم.
إن الخطة الفاشلة للرئيس الأمريكي ترامب المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، لن ولم تمر والهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حل الدولتين، لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتلك الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بشان الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ووقف دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا، والاعتراف بضم الجولان السوري المحتل، وفرص اتخاذ خطوة مماثلة في الضفة الغربية بضمها إلى إسرائيل ، كلها إجراءات وهمية لا يمكن للعالم أن يستسلم إلى هذا التطرف الأحمق والعنصرية التي تعزز الكراهية بين شعوب العالم .
إن السياسة الأمريكية الداعمة للحكومة الاحتلال وتلك السياسات الاستيطانية الإسرائيلية، وانعدام الحلول السياسية واستمرار الحصار المالي على أبناء الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية مما يزيد من فرص تفجر الأوضاع في المنطقة وتدمير أي امل بحل سلمي للصراع.
إن مواقف بعض دول الاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي وجمهورية الصين الشعبية التي أعلنت تضامنها مع موقف الإجماع الفلسطيني مهم لمواجهة صفقة القرن ووضع النقاط على الحروف وان سعى الولايات المتحدة إلى استغلال المؤتمرات من اجل فتح العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي وبالمجان يعد خطوة مجانية لتجميل وجه الاحتلال.
إن أي حل دون حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين على أساس القرار 194 سيكون مصيره الفشل، وأن أي حل اقتصادي بدون حل سياسي عادل لن يكتب له النجاح.
انه ومن اجل التأكيد على الحقوق الفلسطينية فإننا هنا نثمن عاليا مواقف الدول الرافضة لمشاريع الوهم الأمريكية وندعو إلى ضرورة دعم العلاقات الهامة مع المجتمع الدولي والتواصل مع الصين الشعبية وروسيا وجنوب أفريقيا والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الكبرى من اجل مواصلة العمل لعقد مؤتمر دولي حقيقي يضع آليات ومحددات واضحة وإيجاد حلول عادلة لتسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وفقا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.