أفاد خبراء الأمن السيبراني بأن أصحاب الحسابات والصفحات الإخبارية المزورة على #فيسبوك يتعلمون من أخطائهم السابقة، وذلك بحسب تقرير وكالة رويترز، بحيث أصبح من الصعوبة تتبعهم، مما يطرح تحديات جديدة في منع استخدام المنصة للتضليل السياسي. وكان هذا واضحاً عندما حاولت شركة فيسبوك تحديد من أنشأ صفحات قالت إنها تهدف إلى زرع الخلافات بين الناخبين الأميركيين قبل انتخابات الكونغرس في تشرين الثاني/نوفمبر.
وقالت الشركة، في وقت سابق من هذا الشهر، إنها حظرت 32 حساباً وصفحة بفيسبوك وإنستغرام تشارك في سلوك منسق لتضليل الرأي العام السياسي في الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي تعمل فيه أميركا على تحسين جهودها لرصد هذه الاختراقات واستئصال جذورها، فإن المتسللين يواصلون تحسين مهاراتهم، وذلك وفقاً لما صرح به خبراء الأمن الإلكتروني.
وكان إعلان فيسبوك المرتبط بموضوع الحسابات المزيفة والصادر في نيسان/إبريل قد ربط بشكل مباشر بين مجموعة روسية تعرف باسم "وكالة أبحاث الإنترنت" IRA وعدد كبير من المشاركات والأحداث والدعايات التي تم نشرها على المنصة قبل انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2015.
ورفضت فيسبوك في المرة الأخيرة أن تتهم وكالة أبحاث الإنترنت، وقالت في بيان لها: "من الواضح أن الأشخاص الذين قاموا بإنشاء هذه الحسابات قد اجتهدوا لإخفاء هويتهم الحقيقية بالمقارنة مع وكالة أبحاث الإنترنت التي تتخذ من روسيا مقراً لها"، مشيرة إلى أن الأدلة التقنية لديها ليست كافية في الوقت الحالي لتوجيه اتهامات دقيقة، لكنها شاركت تلك الأدلة مع العديد من الشركاء من القطاع الخاص، بما في ذلك مختبر الأبحاث الجنائية الرقمية.
كما لفتت الشركة إلى أن استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة وخدمات الإنترنت والهاتف المحلي للدفع مقابل الإعلانات قد ساعد في تشويش مصدر الحسابات والصفحات، واستعانوا بجهات خارجية، رفضت فيسبوك ذكرها، لتشغيل الإعلانات ونشر المحتوى نيابة عنهم.
من جهته، قال كبار مساعدي الرئيس الأميركي، دونالد #ترمب، إن #روسيا تقف وراء محاولات للتدخل في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، وإنهم يتوقعون أن تستمر محاولات موسكو للتدخل في انتخابات عام 2020.
كما لفت إلى إنهم قلقون من أن يتم بذل محاولات لإثارة الارتباك والغضب بين مختلف المجموعات السياسية في الولايات المتحدة والتسبب في عدم الثقة في العملية الانتخابية.
وأوضح مسؤولان استخباراتيان أميركيان لوكالة رويترز أنه لا توجد أدلة كافية لاستنتاج أن روسيا كانت وراء حملة فيسبوك الأخيرة، وبالرغم من ذلك، فقد قال أحدهم إن "أوجه الشبه والأهداف والمنهجية المتعلقة بالحملة الروسية لعام 2016 مثيرة للغاية".
واعتبر الخبراء، الذين يتابعون حملات التضليل عبر الإنترنت، أن المجموعات التي تعمل على مثل هذه الجهود قد غيرت طريقة نشرها للمحتوى والمشاركات.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة غرافيكا Graphika لتحليل منصات التواصل الاجتماعي، جون كيلي، أن هؤلاء الأشخاص يتعلمون من الأخطاء السابقة، مبيناً أنهم لا يستخدمون نفس عناوين الإنترنت أو يدفعون بالعملة الأجنبية.
بينما قال أستاذ دراسات الإنترنت في جامعة أكسفورد ومدير معهد أكسفورد للإنترنت، فيليب هوارد، إن حسابات منصات التواصل الاجتماعي المشبوهة مثل تلك التي تم حذفها هذا الأسبوع كانت سهلة التحديد لأنها كانت تشارك نفس المعلومات من مصادر مثل شبكة أخبار Breitbart، لكن المحتوى الذي يشاركونه الآن أكثر تنوعاً وأقل قابلية للتمييز.
وكانت وكالات الاستخبارات الأميركية قد استنتجت أن روسيا تدخلت في حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016 باستخدام تكتيكات، منها الحسابات الوهمية على منصة فيسبوك، حيث اعتبرت وكالة أبحاث الإنترنت واحدة من ثلاث شركات روسية اتهمها المستشار الخاص الأميركي، روبرت مولر، بالتآمر للتلاعب في انتخابات عام 2016.