يتلازم تبلور الحالات الابداعية الجديدة وتطورها -كما هو مفترض- مع مواكبتها نقدياً، بما يعنيه ذلك من توجيه وإرشاد واختصار لزمن نضجها وتحققها من جانب،
واحتكاكها المباشر وانفتاحها على بعضها البعض، وعلى الآخر فكرياً ومعرفياً وجمالياً أيضا من جانب آخر . ومن هنا تأتي أهمية دور المؤسسات الثقافية المعنية الرسمية وغير الرسمية في احتضان تلك التجارب ومتابعتها ،وربما تساهم فكرة المسابقات الإبداعية عموما والأدبية منها بشكل خاص في تسليط الضوء على نتاجاتها ،بما يتطلبه ذلك من معايير حقيقية في تشكلها وطبيعة تحديد نواظم لرؤيتها النقدية تأخذ بعين الاعتبار الحساسية الابداعية الجديدة لتناولاتها ،ومعالجتها المغايرة جماليا في حوار موجوداتها الداخلية والخارجية،لأن المقاييس أو التحديدات السالفة لم تعد وحدها قادرة على اعطاء حكم نقدي قيمي لسويتها الابداعية ، ولنا في الشعر مثالا واضحا إضافة إلى افتراض توفر جوائز مغرية للمشاركة وليس مجرد شهادة تقدير ،وتبقى سوية النقد أو القراءة النقدية لتلك النصوص هي بيت القصيد إذغالبا ما تكون ملتبسة النتائج ومؤسسة على احكام تخلط الابداع بمسائل ليست من متطلباته.
وهذه ربما تستدعي الحديث عن نقد النقد للجان التحكيم إن احتضان التجارب لن يكون كافيا ما لم يتوفر الحامل النقدي الثقافي الموضوعي لها، فاعادة انتاج الكتابة وتفريخ الأشباه لا يغير في القضية شيئا بل يضيف أرقاما جديدة إلى العطب الابداعي لا أقل ولا أكثر .
زاوية الاسبوع