يختلف التناول النقدي كما أرى- بين تجربة وأخرى وبين عمر وآخر، صحيح أن هناك نواظم عامة للكتابة الأدبية لايمكننا تجاوزها
لكن من الصحيح ايضاً، أن البدايات ليست مكتملة تماماً بالضرورة. لذلك يجب أن يتم تشجيعها وإرشادها نقدياً- ان أمكن ذلك- لتتطور وتستمر وتنحو إلى النضج و الاكتمال.خاصة بعد ما أتاحته وسائل الإتصال وشبكات التواصل الاجتماعي من مساحات أمام كتابة لا حدود تقيدها ،ولا معايير تحكمها، سوى سياقات ما تفرزه عملية التواصل فيما بينها .فتلك الكتابة لم تعد بحاجة لجواز مرور في النشر، ومن الصعب تفحصها نقديا بالمعنى الحقيقي للكلمة ،لكن السرعة كما هو ملاحظ في إنتاجها واستهلاكها تجعلها عرضة للاستسهال في تقنيات تناولاتها ومعالجتها لحوار الحواس مع موجوداتها الداخلية والخارجية غالبا ، فتميل للتوقيع أو الومضة أو البرقية أكثر من كونها نصا متكاملا كتشيكل شعري ،ومن هنا لايمكن تطبيق ما يقال في النص المطبوع عنها ،وهذا لا يلغي طبعا وجود نصوص جيدة مقابل ذلك وتفوق أحيانا النصوص المطبوعة لكنها قليلة العدد،ومحدودة الانتاج ، ولا تشكل محاولتها مدخلا صحيحا لقراءة نقدية جادة قياسا بما حولها من هذر ولغو وتهويم ،فكيف يمكننا الموازنة بينهما واطلا ق احكام نقدية قاطعة لتجارب لا زالت تبحث عن صوتها الخاص وصورتها الابداعية
في اكوام من قش –إن صح التعبير – وللحديث صلة .
زاوية الأسبوع