مع اقتراب يوم الأسير الفلسطيني؛ والتحضيرات المتسارعة لإحيائه؛ لا يغيب عنا أن قضية الأسرى في سجون الاحتلال، تشكّل وجعاً وألماً دائماً لكل حرّ وشريف، كما هو ألم ووجع؛ ما يجري في مخيم اليرموك؛ من ذبح للاجئين الفلسطينيين، وما يجري على يد الاحتلال من اعتقالات ومصادرات وتهويد للضفة الغربية والقدس المحتلة.
أسرانا؛ كونهم يدافعون عن قيم الحرية والكرامة والعدالة، وكونهم يقدمون أغلى ما يملكون من حريتهم وزهرة شبابهم؛ يتحتم على الكل الفلسطيني نصرتهم على عدوهم وسجانيهم؛ ولو بأضعف الإيمان بالدعاء والذكر الطيب، والمشاركة الفاعلة في فعاليات نصرة الأسرى، في كل الأوقات والأزمان.
جدير بكل فلسطيني وحرّ وشريف؛ بأن يضحّي ويقدّم شيئاً لنصرة الأسرى؛ وعدم الاكتفاء بيوم الأسير لتذكرهم فقط ومن ثم نسيانهم طوال العام.
التضامن مع الحركة الأسيرة؛ هو ليس منّة من أحد؛ بل هو واجب وطني وديني وأخلاقي؛ ومن تلقاء نفسه يجري في دماء وعروق الأحرار الشرفاء، وكل فلسطيني وعربي ومسلم توجعه قضية الأسرى وبقاء المسجد الأقصى في الأسر.
لاحظ أن أسيرين من دولة الاحتلال لدى المقاومة في غزة؛ ملأت دولة الاحتلال الدنيا لهما صراخاً وعويلاً، ولم تنم ساعة واحدة ملء جفنيها وهي تفكر في كيفية خلاصهما من الأسر، وتحريرهما؛ رغم أنهما كانا يدافعان عن الباطل والظلم، وكانا يقتلان أطفال ونساء غزة بلا رحمة ولا شفقة.
أسرانا الأبطال؛ يذودون عن الأمة جمعاء؛ ويضحون لأجلها؛ ويعتبرون نقطة حساسة وساخنة لدى مختلف أطياف الشعب الفلسطيني، فما ندر أن نجد فلسطيني لم يذق طعم وعذابات الأسر؛ لتبقى قضية الأسرى حية في قلوبهم وعقولهم.
قضية الأسرى الموجعة؛ تجمع بشكل خلاق كل أطياف الشعب الفلسطيني وقواه، في بوتقة تحدي الاحتلال الظالم، ولا مجال للاختلاف أو التنازع في ظل احتلال لا يفرق بين لون وآخر من ألوان الطيف السياسي الفلسطيني.
الأسر؛ لمن لم يتذوق طعمه؛ هو عبارة عن موت بطيء؛ فالأيام تمرّ سريعاً خارج السجن؛ ولكن داخله تمرّ الثواني ثقيلة وبطيئة ومعها العذاب، والموت يلاحق الأسرى خاصة في العزل الذين لا يعرفون النهار من الليل.
مع يوم الأسير؛ كل فكرة يتبعها خطوة للتضامن مع الأسرى جديرة بالتطوير والتحسين، وحبذا لو تتطوّر وتصل عواصم العالم الغربي الذي يدعم الاحتلال؛ ليعرف حقيقة ما يفعله بأسرانا وأسيراتنا الماجدات.
تتصاعد آمال الحركة الأسيرة بعملية تبادل قريبة؛ على غرار عملية التبادل في صفقة وفاء الأحرار؛ صفقة "شاليط"؛ فشعار الحركة الأسيرة هو أن النصر ما هو إلا صبر ساعة، وهي لحظات صبر أقوى من الجدران والزنازين والأسلاك الشائكة، وإن النصر في النهاية لأصحاب الحق والأرض، وليس لمن قهروا وهجّروا شعب بأكمله إلى منافي الأرض، "ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا".