Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

تنبؤات نتنياهو تُعزز الانقسام الأميركي

تنبؤات نتنياهو تُعزز الانقسام الأميركي

نجاة شرف الدين لم يكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يغادر واشنطن عائداً إلى الأراضي المحتلة، حتى انشغل الإعلام الأميركي بقضاياه الداخلية المتعلقة بهاجس عودة الحديث عن تصرفات عنصرية لموظفين في الشرطة على خلفية الأحداث في فيرغسون، وعودة مشروع أوباما الصحي مع مناقشته في المحكمة العليا، كما بفضيحة جديدة تتعلق باستخدام وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون حساباً شخصياً لبريدها الإلكتروني بدل حسابها الرسمي أثناء عملها في الخارجية.

 

انشغال الإعلام لا يعني بالضرورة غياب الجدل عما تركه نتنياهو من خطابه في أذهان الأميركيين، وكيفية التعامل مع مرحلة ما بعد الخطاب، كونها ستشكل سقفاً عالياً في السياسة الخارجية إذا ما تم التعامل معه. كما يحاول بعض الجمهوريين ومنهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور بوب كوركر، الضغط من أجل إدخال مشروع يُجبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، إذا ما تم التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، بالحصول على موافقة الكونغرس.

يجمع العديد من السياسيين والمراقبين ومن الجمهوريين والديموقراطيين على اعتبار الخطاب جيداً في بنائه، والبعض منهم وخاصة المعجب بطريقته الخطابية الأميركية المنشأ، لا يخفي دهشته بأسلوب نتنياهو كما فعل السيناتور الجمهوري تيد كروز، الذي وصفه أيضاً بـ «تشرشل».

أما السيناتور الجمهوري دان كوتس، الذي لم يخف أنه تعلم من الخطاب أن «ما يحصل سيّئ للولايات المتحدة»، فاعتبر أن الضغط سيساعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري للحصول على اتفاق أفضل «ليس فقط من أجل الولايات المتحدة بل الشرق الأوسط وإسرائيل». وفي رد على موضوع البدائل التي لم تُطرح في الخطاب قال إن «العقوبات الجديدة من أجل الضغط على إيران».

توسيع الفجوة بين الجمهوريين والديموقراطيين هو إحدى النتائج المباشرة لخطاب الكونغرس. وبرأي الباحث ديفيد مارك من «معهد الشرق الأوسط»، والذي شغل مناصب ديبلوماسية عدة في دول عربية عدة، والذي تحدث إلى «السفير»، فإن «الخطاب في هذه الظروف أوجد انقساماً في الداخل الأميركي كما تُشير إليه الاستطلاعات حول إسرائيل ودعمها».

مارك الذي اعتبر «الخطاب مكتوباً بطريقة جيدة جداً، وبدأ نتنياهو بهدوء من خلال التودد لأوباما ومن ثم الانتقال إلى الاتفاق»، رأى أن رد أوباما جاء سريعاً «بأنه لا يعرف ما يقوله ولا يعرف التفاصيل وبأنه إذا حصل الاتفاق، وهو ليس مؤكداً بعد، فسأكون قادراً أن أقول إنه جيد ولن أوافق على اتفاق إذا كان سيئاً. هذا يدل على الأزمة التي لا يمكن حلها بين الرجلين».

وأضاف مارك أن «هناك انقساماً كبيراً حتى بين اليهود. فهم منقسمون تجاه نتنياهو وهم كانوا دائماً مع الديموقراطيين، وأعتقد أن نتنياهو خسر من دعمه، وبالنسبة إلى الاتفاق، فهناك ثمن يجب أن يُدفع أيضاً من الإيرانيين وهم بحاجة إلى الحصول على تفويض من الداخل الإيراني لأنه ليس سهلاً».

ردود الفعل الأميركية على خطاب نتنياهو عكست حالة الانقسام التي كرّسها، وربما المثال الأبرز على ذلك، ما قالته رئيسة مجلس النواب السابقة وزعيمة الأقلية الديموقراطية نانسي بيلوسي، حيث وصفت ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه «إهانة لذكاء الأميركيين».

بدوره، اعتبر السيناتور الجمهوري جيمس ريتش، وهو الذي عبّر عن فخره بالاستقبال غير المسبوق الذي حظي به نتنياهو، أن «مقاطعة البعض للخطاب معيبة»، متبنياً ما قاله نتنياهو حول «المزيد من العقوبات القاسية التي تأتي بهم إلى الطاولة مع التنازلات»، وداعياً إلى «الحصول على موافقة مجلس الشيوخ قبل توقيع الاتفاق».

ربما تكون النتيجة الأبرز للخطاب، تحرك الجمهوريين للضغط على أوباما في محاولة للحصول على موافقة مسبقة من الكونغرس قبل التوقيع على أي اتفاق نهائي مع إيران، وهو موضوع انقـــسامي بامتياز بين الديموقراطيين والجمهوريين الذين يطالبون أيضاً بالتصويت بأكثرية عادية وليس بالثلثين، ما يعني الاستغناء عن الديموقراطيين للتصويت على مشروع ملزم كهذا.