سحر النتشة؛ فلسطينية مسلمة من القدس المحتلة؛ تعد بألف رجل؛ فهي لم تحمل بندقية ولا حجراً؛ بل حملت عظمة وقوة الإيمان بالله، وحب المسجد الأقصى؛ فأبت أن ترى الأقصى يدنسه مستوطنون مستجلبون، غداً هم راحلون؛ فراحت تكبّر، وتقول الله أكبر على كل ظالم؛ فكان عقابها القيود والسجن والإبعاد عن الأقصى.
لو كان المعتصم بيننا ورأى سحر النتشة مكبلة بالقيود؛ لسيّر الجيوش؛ ولكن زعماء العرب اليوم يرونها ويتفرجون ولا يحركون ساكناً؛ ورويداً رويداً بات المسجد الأقصى مكبلاً بكل أنواع السلاسل وألوان الحزن، وقد نفجع غداً بتقسيمه أو هدمه؛ في ظل اكتفاء العرب بالشجب والاستنكار.
يبكي المسجد الأقصى المبارك؛ لأسر سحر النتشة وإبعادها وبقية المرابطات البطلات؛ وتبكي معه مدينة القدس – أرض الإسراء والمعراج - لشدة مصابها في مصيبة ممارسات المستوطنين؛ ودون أن تجد من تصيبه الحرقة والغيرة لمصابها والاكتفاء بالفرجة.
سحر خاص للمسجد الأقصى من لذة العبادة؛ والنفحات الإيمانية في باحات المسجد الأقصى للأسف باتت بحاجة لتصريح لها من قبل سلطات الاحتلال؛ أما المستوطنون فيدنسونه متى شاؤوا وبحماية شرطة وجيش الاحتلال.
ستتواصل قافلة الشهداء للذود عن حمى المسجد الأقصى المبارك؛ وسيبقى هناك أسود تدافع عنه وتفديه بالغالي والنفيس؛ فيما ستبقى هناك أمة من النعاج تراقب ولا تحرك ساكناً من أمة العرب التي تمرّ في أسوأ مراحلها.
للأقصى ربّ يحميه صحيح؛ وحماية الأقصى تجلت في أسود من المرابطين والمرابطات اللواتي يذدن عنه في زمن قل فيه الرجال من أمة العرب؛ التي تتفرج على تدنيس المسجد الأقصى المتواصل؛ وصولاً إلى تقسيمه كما حصل مع الحرم الإبراهيمي إن ظلّ الحال السيئ على ما هو عليه.
تذوق حلاوة الإيمان، والتنعم بهدوء النفس والروح في باحات المسجد الأقصى يدفع الكثيرين للمرابطة فيه؛ ومن يذق طعم وحلاوة النفحات الإيمانية داخل أروقة المسجد الأقصى يعرف وقتها أن الروح تبقى رخيصة في سبيل الدفاع عنه، وعدم السماح للمستوطنين بتدنيسه وتقسيمه لاحقاً زمانياً ومكانياً؛ وهو ما عرفته حقاً المرابطة سحر النتشة.
نفخر بفلسطيني الـ48 – رغم محاولات "الأسرلة" والصهر؛ فهم يشدون الرحال للأقصى ويحمونه ويفدونه بالروح والمال؛ ولو أتيح لأهالي الضفة نصرة الأقصى والمرابطة فيه لما قصّروا؛ وهذا ما يجعل أهالي القدس يشعرون بنوع من المؤازرة في رباطهم وحمايتهم للقدس، مما يغيظ الاحتلال ويملؤه قهراً.
ما لم يقدم المسلم والعرب وكل حر وشريف؛ شيئاً لمدينة القدس وتعزيز صمود أهلها؛ يبقى ضميره يؤنبه ويؤرقه؛ فأضعف الإيمان الدعاء بالصبر والثبات لأهالي القدس، وتسليط الأضواء على معاناتهم، من تهويد للمقدسات، وتهجير وطرد، وهدم للمنازل، وملاحقة حتى أطفالهم وسجنهم.
مستوطنون يستبيحون المسجد الأقصى كل يوم، وتعتقل الفتيات والنساء المرابطات، دون أن تخرج ولو مظاهرة واحدة من ملايين المدن والقرى الإسلامية منددة بهذا التدنيس واعتقال الحرائر، والمس بأكثر الأماكن قدسية وطهارة لدى الأمة الإسلامية.
لا يريد أهالي القدس تسيير الجيوش لتحريره في هذه المرحلة البائسة؛ ولا زيارته من قبل العرب والمسلمين تحت ظل علم الاحتلال؛ بل يريدون على الأقل دعمه ونصرته ولو بأضعف الإيمان؛ بالمظاهرات آو الاعتصامات، او طرد السفراء؛ للضغط على سلطات الاحتلال لوقف ما يقوم به في القدس والمسجد الاقصى؛ من ممارسات ظالمة وإجرامية تخالف القانون الدولي.
في المحصلة سينتصر المسجد الأقصى؛ بأهله من القدس المحتلة، والـ48 والضفة، وقطاع غزة، والشتات؛ ومعه كل أحرار العالم من العرب والمسلمين وغيرهم؛ وقد أزفت ساعة زوال الاحتلال، ومؤشر ذلك؛ تجازوه للخط الأحمر من ممارسات لا تطاق بحق المسجد الأقصى المبارك.