توجهت بهذا السؤال إلى صديق عزيز خبير القانون الدولي: خطر اليوم ببالي سؤال، ولا أجد له جواباً، إلا لديك، حسبما أعتقد، ما مدى إمكان قيام من تضرروا من عدوان "إسرائيل" على غزة من رفع قضايا تعويض على "إسرائيل" في المحاكم الدولية...؟
وكان الجواب: لا توجد في الوضع الدولي الراهن محكمة دولية يمكن أن تنظر في دعاوى تعويض يرفعها فلسطينيون متضررون من العدوان الأخير على غزة أقصد عزة، هذا مخيب للآمال طبعاً ولكنه حال القانون الدولي الذي يعلق عليه الكثيرون من غير المختصين آمالاً كثيرة ليست في محلها في كثير من الأحيان!
الجواب كان على قدر السؤال، وأنا أحترم وأجل رأي صديقي الخبير، ولكن ثمة وجهات نظر أخرى، تستحق أن تُقرأ، كتبها أصدقائي معلقين، على السؤال، والجواب، اللذين نشرتهما على صفحتي في «فيسبوك» ومنها:
كلامه ليس دقيقاً وهو مبني على رفض عباس التوقيع على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية.
أظن أنه نسي أن فلسطين دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة وأن كل سكان الكويت تم تعويضهم عن دخول القوات العراقية إليها.
القانون دائماً يكتبه المنتصر وهذه القاعدة العامة الكبرى في القانون الدولي، أعتقد أن على الأفراد المبادرة لرفع دعاوى تعويض أمام محاكم غزة، وأيضاً أمام محاكم أي دولة أخرى قانونها بقبول تسجيل الدعاوى، وعلى المحاكم أن تقوم بالفصل في هذه الدعاوى وتقديم أحكامها للسلطة والسلطة تقدم الأحكام للمحاكم الدولية، وتقوم بمتابعة أحكامها، طبعاً هذا الذي حصل في الكويت ودول أخرى، ودائماً إن لم يتحرك الأفراد لا تتحرك الدولة، التعويضات التي دفعتها ليبيا عن اتهام بعض موظفيها بإسقاط طائرات مدنية كانت الأحكام أمام محاكم الدول التي سقطت فيها الطائرات وتم تبني الأحكام من المحاكم والمنظمات الدولية المختلفة!
انتهت اقتباساتي، ولي من بعد عدة ملاحظات:
أولاً/ قد يسخر البعض من مجرد طرح هذا الموضوع، باعتباره ضرباً من العبث، ولكن الوقائع أثبتت جدوى مثل هذه التحركات، خاصة من قبل الصهاينة الأفراد، الذين رفعوا قضايا على السلطة الفلسطينية في الولايات المتحدة، كونهم تضرروا من العمليات الاستشهادية، وأعتقد أن بعضهم كسبها!
ثانياً/ لنتذكر هنا ملاحقة القانون البريطاني لقادة إسرائيليين، ومنهم ليفني، التي اضطرت للهرب من لندن، بعد صدور مذكرة اعتقال بحقها!
ثالثاً/ نعلم أن القوي هو من يضع القانون، لكن فيه من الثغرات ما تزعج المجرم، وتنغص عليه حياته، وقد تطارده حيثما حل، وكل هذا ليس بديلاً عن المقاومة، بل هو رديف لها، والأمر مطروح للنقاش، والاهتمام لدى من يهمه الأمر!.