افتتاحية الخليج مطلوب من العرب أن يدفعوا، وفق خطة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، للتسوية ثلاثمئة مليار دولار كتعويضات لليهود الذين تركوا الدول العربية والتحقوا بالكيان الصهيوني على مدى السنين الماضية.
الأمر يدعو للسخرية.. من يدفع لمن؟
ماذا عن الستة ملايين فلسطيني الذين شردوا من أرضهم وهجروا منها بالحديد والنار من جانب العصابات الصهيونية، وتحولوا إلى مشردين وتائهين في أربع رياح الأرض؟
ثم من أخرج اليهود من الدول العربية؟ ومن استورد ملايين اليهود من شتى أصقاع المعمورة إلى فلسطين بزعم أنها "أرض الميعاد"؟ وهل ستدفع دول العالم التي جاء منها اليهود تعويضات لهم لقاء تركهم بلادهم الأصلية والمجيء إلى فلسطين؟
أولاً، لم يتم إجبار اليهود على ترك الدول العربية بالقوة، هم خرجوا بمحض إرادتهم، وكلهم باعوا ما لديهم قبل الانتقال إلى فلسطين.
ثانياً: لقد مارست الحركة الصهيونية مختلف أساليب التضليل والخداع لحمل اليهود في الدول العربية على الالتحاق بالكيان، وكذلك فعلت مع يهود العالم، بعد أن عملت على رفض اندماجهم مع المجتمعات الأخرى، وأقدمت على خلعهم من جذورهم الأوروبية أو الأمريكية أو خلافها.
ثالثاً: كما لجأت الحركة الصهيونية إلى تخويف يهود الدول العربية من خلال عمليات إرهاب وتفجير واغتيال طالت أشخاصاً ومؤسسات يهودية، بغية إنجاز مشروع تهجير اليهود إلى فلسطين.
خطة التعويض هذه تشكل استفزازاً وإهانة لكل فلسطيني وعربي، لأنها تحمّل الضحية مسؤولية ما فعله الجلاد، بدلاً أن يكون العكس.
هي أمريكا هكذا دائماً، تنظر إلى قضايا الحق والعدل العربية بعيون صهيونية مفضوحة.
من يعوّض الشعب الفلسطيني عن أرضه وسنوات تشريده التي تكاد تطاول السبعين عاماً؟
كل ما تملكه أمريكا من مال وثروات لا يكفي لتعويض حبة تراب من فلسطين وقدسها.