فرضت المقاومة الفلسطينية نفسها في الميدان، رغم اشتداد القتل والموت والدمار الذي تحدثه آلة الحرب الصهيونية على قطاع غزة.. فرضت المقاومة نفسها بعملياتها النوعية والبطولية من قصف للمستوطنات والبلدات المحتلة واستهداف للمواقع العسكرية لجيش العدو وقتل العشرات من جنوده خلال التصدي للمحاولات الفاشلة للغزو البري على غزة.. بل ومن خلال عمليات بطولية ونوعة اقتحم المقاومون من خلالها مواقع وأهداف داخل عمق الكيان..
ولم يستطع العدو كسر إرادة رجال المقاومة ولن يستطيع مهما حاول، وسط حالة من الالتفاف الشعبي في القطاع مع أبنائه المقاومين رغم أنه يكاد لا يخلو بيت من شهيد أو جريح أو استهداف لمنزل بالقصف والتدمير..
وعليه ستفرض المقاومة شروطها المحقة، والتي أولها وقف العدوان والتدمير الصهيوني لكل مناحي الحياة في غزة، وبالإذن من تصريحات وتنبآت قيادات في السلطة الفلسطينية وعلى رأسهم نبيل أبو ردينة والذي ادعى بأن المقاومة غير قادرة على فرض شروطها على العالم معترفاً لها بحسن الأداء في الميدان.
نقول بل ونؤكد بأن المقاومة قادرة وستقوم فعلاً بفرض مطالب شعبنا المحقة، هذا حتى قبل أسر الجندي الصهيوني شاؤول أرون، فكيف بها بعد أن تمكنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس من أسر جندي للاحتلال.
نعم إن المشهد العام في قطاع غزة يدمي القلب من هول الدمار وارتفاع عدد الشهداء حتى قاربت الـ550 شهيداً حتى اللحظة فيما تجاوز عدد الجرحى 3500 مواطن، لكن ورغم ذلك لن تُكسر شوكة المقاومة ولن يتمكن الغزاة المحتلون من إخضاع صمود شعبنا الصابر المقاوم بكل ما أوتي من قوة.
وما سطرته المقاومة من بطولات في غزة يثبت بأنها أقوى من ذي قبل أكثر بكثير مما يتوقع العدو بل وحتى الصديق والذي لم يخف إعجابه الشديد بتطور أداء المقاومة في غزة.
وبناءً عليه يمكننا القول بأن المقاومة قادرة على فرض إرادتها وشروطها من مطالب شعبنا، والتي لابد سيكون من ضمنها الإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني الأسير.
وبكل الأحوال إذا ما اختار العدو توسيع هجومه البري وتكثيف هجماته الجوية والمدفعية على قطاع غزة، فلن يجني من وراء ذلك سوى المزيد من الهزائم، ولن يستطيع تحقيق أية أهداف، وسيواصل رجال المقاومة تمريغ أنف جنود العدو بتراب غزة وفلسطين وكل فلسطين.