لا تسألوا الضحية إن حاولت أن تذود بكل ما أوتيت من عزة وكرامة عن لحمها وأرضها وعرضها.. إن حاولت أن تقف بوجه آلة القتل الصهيونية التي لا تميز بين بشر وشجر وحجر..
فاليوم أعلنها كيان الاحتلال حرباً شاملة على كل ما هو متحرك وما هو ساكن في أماكن تواجد الجرح الفلسطيني على امتداد فلسطين المحتلة (قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس وأراضي الـ48 وكل مكان)..
أطلق الاحتلال يد مستوطنيه للعربدة والقتل والتدمير وحرق البشر وهم أحياء؛ كما أحرقوا جسد الطفل محمد أبو خضير، ذلك الجسد الطاهر والبريء امتدت له يد الغدر الصهيونية.. مارس المستوطنون عادتهم وحرفتهم التي يتقنونها؛ فن القتل والترهيب، فيما مارست آلة الغدر الصهيونية كذلك (في البحر والبر والجو) حرفتها بالقتل والتدمير..
ويرتقي الشهداء مثنى وثلاث ورباع على امتداد أرض فلسطين في كل يوم، فيما الهجمة الصهيونية الشرسة تتصاعد، وتُسأل الضحية عن سبب مقاومتها للجلاد، ويُلام المنافحون عن لحمهم الحي، عن أطفالهم ونسائهم..
الآن وإذ تُخط هذه الكلمات تشهد الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة تحديداً تصعيداً خطيراً من قبل الجيش الصهيوني حيث تقرر توسيع العدوان وتكثيف الغارات على أبناء شعبنا، ليوغل المحتل في الدم الفلسطيني أكثر فأكثر، فيما العالم يتفرج علينا ونحن تزهق أرواحنا وتدمّر مقدراتنا على بساطتها، فالكل أسدل ستار الصمت على المشهد الفلسطيني من جديد، الجميع منشغلون بما هو أدنى، وتعاموا عن قتلنا وتدمير منازلنا وممتلكاتنا وحرق أراضينا.. فإلى متى يبقى هذا الجرح العربي في صمت وسبات وركود.. نحن لا نعوّل على حكام اضطهدوا شعوبهم وظلموها قبل أن يظلمونا، إنما نعوّل على أبناء لحمنا الحي على امتداد هذا الوطن العربي، وفي كل البقاع التي تنطق بلغة الدم والهوية المشتركة والهم الواحد والقضية الواحدة.. فعدونا واحد لا محالة.. ونكبتنا واحدة..
لا تتركوا فلسطين تكابد وحدها، لا تتركوا أبناءها عرضة للقتل والتشريد والتدمير دون أن تحركوا ساكناً، أنتم على موعد مع امتحان حقيقي، امتحان الكرامة والعزة والإباء.. وعليكم أن تثبتوا لشعبنا ولكل الأحرار في هذا العالم بأن فلسطين لن تبقى وحدها، وأن شعبها الذي يأبى الضيم لن يرفع الراية البيضاء للمحتل الغاصب مهما اشتدت نيران الحقد والقتل..
حذار حذار مما يخطط له قادة كيان الاحتلال، إنهم يريدون ذبح شعبنا في ليلة ظلماء والاستفراد به طالما أن الصمت سيد الموقف العربي كما أسلفنا.. لذا عليكم أن تنتفضوا كما انتفض أبناء فلسطين وتقولوا كلمتكم وتؤكدوا للعدو الصهيوني أن فلسطين ليست وحدها مهما حاولوا الاستفراد بها.. وحذار حذار فإن التاريخ لن يرحمكم إن تقاعستم أو تخاذلتم..