هتفت الحناجر باسمه البراق.. سار نعشه بين الحشود محمولاً على الأكتاف... ولبست الأرض ثوب زفافها.. فاليوم تستقبل عريس الثورة وشاعر الكلمة الحرة.. إبراهيم محمد صالح الشهير بـ(أبو عرب)
وهل يخفى الوجع.. وجع الحكايات وأنين البدايات وأهازيج البحر ومرايا الغربة والحنين إلى الوطن.. عربون وفاء كان صوته لشهداء الثورة الفلسطينية ولقادتها.. غناهم بكل الأسماء والصفات والألوان.. وغنى نجله في بكائيات للوطن حين ارتقى شهيداً..
أبو عرب شاعر الصمود، كوفيته كانت رمزاً للبقاء على موعد جديد لأمل لازال يكبر فينا بإصرار لا يلين ولا يكل أبداً، بأننا حتماً عائدون..
يا صاحب الحلم المسجى برياحين الانتظار الذي ما ملّ أبداً.. ويا شامخاً كالصخرة بوجه رياح القهر تلملم جراح الحائرين.. وترشدهم أن الاتجاه والبوصلة هي دوماً إلى فلسطين.. "أم البدايات وأم النهايات"..
في قرية الشجرة قضاء طبريا في فلسطين كان مولده وفي العام 1931 بالتحديد، ليكون شاهداً على ثورة القسام التي أنشد لها.. تنقل بين لبنان وسوريا وتونس ومخيمات الشتات في شتى البقاع.. ليستقر في سوريا هناك حيث عاش لحظات الحنين إلى فلسطين مع كل نسمة وكل حبة مطر وبسمة أمل.. وهناك كذلك حيث ارتقى عن عمر يناهر الـ83 عاماً، ليوارى جثمانه في ثرى مخيم العائدين في حمص..
اليوم يحتضن تراب الشتات علماً من أعلام فلسطين وحنينه أبداً إليها.. زيتونة من أرض الوطن نبتت في كل أرض، وألقت بحصاد ثمارها في كل البقاع.. فهنيئاً لك هذا الحصاد.. وهنيئاً لك هذا الرحيل وأنت شامخاً كالطود على جبين الأقحوان...