بقلم: خالد صادق
دعت جماعات «الهيكل المزعوم» المتطرفة، أنصارها من المستوطنين الى تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الاقصى المبارك خلال موسم الأعياد اليهودية الذي بدأ أمس الأحد ويتواصل على مدار 22 يوما، وقالت جماعات الهيكل للإسرائيليين عليكم افتتاح السنة العبرية الجديدة باقتحامات واسعة للأقصى لتأكيد سطوتكم عليه ولممارسة حقوقكم التلمودية في باحاته، وأعلنت جماعة «جبل الهيكل في أيدينا» المتطرفة أنها ستوفر حافلات مجانية للمستوطنين من أجل تشجيعهم على تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى. وتستعد «جماعات الهيكل» لتأدية كافة الطقوس التوراتية من لباس كهنة والنفخ بالبوق، وقراءة «سفر إستير» وصلاة «بركات الكهنة», ويلي «عيد رأس السنة العبرية» ما يسمى بـ «أيام التوبة» الذي ينتهك فيها المستوطنون الأقصى بالثياب البيضاء التوراتية، وصولًا إلى العيد اليهودي الثاني خلال هذه الفترة وهو ما يسمى «عيد الغفران» التوراتي في 25 سبتمبر. ويسعى المستوطنون فيما يسمى «عيد الغفران» بمحاكاة القربان، وتسجيل رقم قياسي للمقتحمين فيه للمسجد الأقصى وفي اليوم التالي له، وكذلك محاولة نفخ البوق في المدرسة «التنكزية», وبدأت أمس عمليات الاقتحام الاستفزازية للأقصى، بعد طرد الفلسطينيين المصلين من باحاته وسيطرة الشرطة وما يسمى بحرس الحدود وقطعان المستوطنين عليه، وعلى احياء البلدة القديمة التي افرغت من أهلها المقدسيين.
في مقابل هذا الفعل الصهيوني الاجرامي، وانتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك، وتدنيسه وممارسة الطقوس التلمودية في باحاته، وصل وفد صهيوني إلى العاصمة السعودية الرياض، لحضور اجتماع للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو», في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة جهود التطبيع بين الجانبين. ويضم الوفد الصهيوني رئيس سلطة الآثار، ونائب مدير عام وزارة الخارجية، وممثل الاحتلال لدى منظمات الأمم المتحدة في باريس, وقد اعتبر مراسل هيئة البث الإسرائيلية «مكان»، أميشاي شتاين، أن زيارة الوفد الإسرائيلي إلى الرياض «حدث تاريخي», ليتواصل التدنيس الصهيوني للمسجد الأقصى أولى القبلتين ويصل الى بلاد الحرمين, ولم يتوقف التمدد الصهيوني والانتشار عند هذا الحد, فقد نقل موقع «زْمان يسرائيل» الإخباري في تقرير نشره عن مصادر في مجلس الأمن القومي قولهم, يسعى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لعلاقات مع الصومال وضمها لدائرة التطبيع وتجنيدها لدعم «إسرائيل» في الهيئات الدولية، بينما يعارض مجلس الأمن القومي يعارض ذلك ولا يرى مصلحة لإسرائيل في الصومال. ونقل موقع «زْمان يسرائيل» الإخباري في تقرير نشره عن مصادر في مجلس الأمن القومي قولهم إنه لا توجد مصلحة ذات أهمية خاصة «لإسرائيل» في الصومال، كونها إحدى أكثر الدول فقرا في العالم، فالتطبيع العربي الإسرائيلي ان لم يكن له فائدة سياسية وامنية واقتصادية وعسكرية على الإسرائيليين فلا داعي له، فإسرائيل تريد البلاد العربية لخدمتها وخدمة مصالحها، وتحويلها الى التبعية المطلقة لها، ونهب خيراتها وثرواتها وفك عزلتها.
وفي المغرب تظاهر العشرات من النشطاء المغاربة أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، احتجاجاً على قبول رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، دعوة رئيس الكنيست لزيارة «إسرائيل»، ورفع المحتجون في الوقفة التي دعت إليها «مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين»، لافتات تدين الزيارة التي كان يعتزم رئيس مجلس المستشارين القيام بها للكنيست الإسرائيلي، معتبرين أنها «طعنة للمغاربة»، و»خذلاناً لقضية فلسطين». واعتبرت المجموعة، في بيان لها، خطوة قبول رئيس مجلس المستشارين المغربي دعوة رئيس الكنيست الصهيوني لزيارة الكيان أنها ‹»تطور خطير جداً», وأعلنت بابوا غينيا الجديدة فتح سفارتها لدى «إسرائيل» في مدينة القدس، لتصبح خامس دولة لها بعثة دبلوماسية كاملة في المدينة التي يمثل وضعها إحدى أكثر القضايا حساسية في الشرق الأوسط. وبهذه الخطوة، في مواجهة هذا التطبيع «المسعور» نظم عشرات الأفارقة واللجان الطلابية في مختلف أنحاء الدول العربية والإسلامية، حملة إعلامية إلكترونية تحت عنوان «الأقصى يُقاوم»، لتسليط الضوء على خطورة اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات الاحتلال تغيير الواقع داخله، تمهيدًا لبناء «الهيكل» المزعوم مكانه. وتأتي الحملة التي انطلقت بمشاركة شخصيات عاملة لبيت المقدس، تزامنًا مع تصاعد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه ضد الأقصى، وما سيشهده من محاولات لـ «نفخ البوق، وإدخال القرابين إليه، وأداء كامل الطقوس التلمودية هناك»، خلال موسم الأعياد اليهودية الأخطر على المسجد, كما تهدف إلى إبراز مخاطر الاقتحامات على الأقصى، ومخططات «جماعات الهيكل» المتطرفة وحكومة الاحتلال لفرض واقع جديد فيه خلال الأعياد, فالفرق واضح بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي من سياسة التطبيع التي يمارسها بعض الحكام العرب مع الاحتلال الصهيوني, وتبقى العلاقة الرسمية العربية «بإسرائيل» هي الفعل الأبرز الذي تواجهه الشعوب العربية ترفضه تماما, وهو الذي يوسع الفجوة بين المواقف الرسمية العربية ومواقف الشعوب التي ترى في إسرائيل عدوا مركزيا للامة, وخطراً داهماً على امن واستقرار المنطقة العربية برمتها, «فإسرائيل» لها أطماع معلنة في المنطقة تسعى لتحقيقها من اجل السيطرة عليها وخدمة أهدافها الاستعمارية وتعزيز وجودها واستقرارها في المنطقة لأنها تعيش هاجس العزلة وانها منبوذة وغريبة في المنطقة العربية, وستبقى كذلك حتى وأن طبعت واقامت علاقات مع كل الدول العربية, فالشعوب هي الأصل وهي التي تتعامل مع إسرائيل كعدو للأمة.