Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

خطة تقسيم الأقصى.. ماذا أنتم فاعلون

بقلم/ خالد صادق

مخطط تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا ليس جديدا, انما هو مخطط حاضر في العقلية الصهيونية باستمرار, وينتظر اللحظة المناسبة للتنفيذ, ومع تحكم الصهيونية الدينية في سياسات حكومة نتنياهو, ومساعيها الحثيثة والمعلنة لتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى, اصبح الحلم اكبر من أي وقت مضى للتطبيق, فقد كشف عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هاليفي عن خطة لتقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود، أعدّها بالتعاون مع أعضاء من حزبه، وفق ما نشره موقع «زمان يسرائيل», ويبدو ان نتنياهو «الثعلب» منع زعماء الصهيونية الدينية الوزراء في حكومته ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش من الإعلان عن هذا القرار لسببين, الأول ان بن غفير وسموتريتش منبوذان دوليا وهناك حساسية عربية على المستوى الرسمي في التعامل معهما لانهما يرفعان شعار الموت للعرب, ثانيها ان نتنياهو يريد ان يستثمر قرار التقسيم للأقصى لصالحه ولصالح حزبه «الليكود», لأنه سيعلي من مكانته ومكانة حزب الليكود في حال نجح في تنفيذ قرار التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى .وبحسب الخطة التي نشرتها وسائل إعلام عبرية، فإن «المسلمين سيستمرون في الصلاة في المسجد الأقصى، وسيحصلون على المصلى القبلي (الجهة الجنوبية) وملحقاته، ويستولي اليهود على المنطقة الوسطى والشمالية خصوصًا قبة الصخرة، بحجة أنها شيدت على أنقاض «الهيكل». ويقترح هاليفي في الخطة التي يعكف حاليًا على حشد التأييد لها في الكنيست، تجريد الأردن المنشغل بزفاف ولي العهد من الوصاية على المسجد الأقصى، والبدء في عملية من شأنها إزالة المكانة السياسية التي اكتسبتها المملكة على مر السنين، كجزء من الاتفاقات مع الحكومات التابعة للاحتلال الإسرائيلي. وبحسب خطّة عضو الليكود، هاليفي فسيتم تغيير جميع إجراءات اقتحام اليهود للأقصى، إذ يطالب بأن يُسمح لهم باقتحامه من جميع البوابات، وليس فقط بوابة المغاربة كما يحدث حاليًا، وكل خطوة ستليها أخرى وصولا لتقسيم الأقصى.

امام هذا الاجراء الخطير لتقسيم الأقصى كان الموقف الرسمي الفلسطيني والعربي والإسلامي دون المستوى, وخفت صوت أصحاب الوصاية على الأقصى, حيث لا زالت الأردن تحتفل بزفاف ولي العهد حسين بن عبدالله, اما المغرب ومليكها رئيس لجنة القدس, فتستقبل رئيس الكنيست الصهيوني على ارضها, وتبرم اتفاقيات التوأمة البرلمانية مع الكنيست الصهيوني, الذي ننتظر منه المصادقة على التقسيم الزماني والمكاني للأقصى, اما البقية المتبقية من الرسميين العرب فتشيح وجهها بعيدا عن القبلة الأولى وتغمض عينها عما يحدث, وكأنها لا ترى شيئا, وهى اجبن من ان تواجه سياسة الصهيونية الدينية وحكومة نتنياهو المتطرفة, فيما اعتبرت وزارة شؤون القدس الفلسطينية، أن مخطط تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود خطير للغاية، ويهدد بحرب دينية, وهو بمثابة عدوان صارخ على مشاعر وعقيدة المسلمين حول العالم، تعبير صارخ عن صلف وتطرف حكومة الاحتلال, وأشارت الوزارة إلى أن المخطط الذي تم نشره هو الأكثر خطورة، ويستهدف المسجد الأقصى منذ الاحتلال عام 1967، وهو مؤشر خطير على تصاعد استهداف المسجد بدءا بالاقتحامات عام 2003، ومرورا بدعوات التقسيم الزماني والصلوات والطقوس التلمودية، ووصولا إلى الدعوة الخطيرة بتقسيم المسجد ذاته, وقالت: «هم ينتقلون فعليا من انتهاك الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، إلى نسف هذا الوضع، وصولا الى التقسيم الفعلي للمسجد الأقصى كخطوة نحو مخططات أكثر خطورة». ودعت العالمين العربي والإسلامي ألا يقف صامتا إزاء هكذا مخططات خطيرة، وألا يترك الفلسطينيون وحدهم في مواجهة هذا الجنون الإسرائيلي، وأن على المجتمع الدولي الانتقال من مربع الإدانات والاستنكارات، إلى التحرك الفاعل لوقف هذا العدوان الإسرائيلي قبل فوات الأوان» ونحن نؤكد ان الخطاب إذا كان بهذا المستوى فان مخطط التقسيم سينجح.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن وبقوة، امام هذا المخطط الخطير ماذا أنتم فاعلون؟!، اذا كنا ننتظر الإجابة من الزعماء في العالم العربي والإسلامي، فإننا كمن ينتظر الماء من السراب، نحن قلنا واكدنا مرارا وتكرارا على ان الوصاية الحقيقية على المسجد الأقصى المبارك للمقاومة الفلسطينية وليس لاحد سواها, وانها وحدها القادرة على حماية الأقصى من أطماع اليهود, وهناك تفويض من الشعب الفلسطيني لمقاومته التي تقف في باحات الأقصى لتهتف للمقاومة ورموزها, فالشعب يدرك ان افشال مثل هذه المخططات العدوانية لن يتم الا بالفعل المقاوم, لذلك كونوا على يقين ان أحدا لن يحمى الأقصى الا بالمقاومة, والشعب الفلسطيني الذي احبط مخطط الاحتلال بتركيب كاميرات مراقبة في الأقصى, وفجر انتفاضة البوابات, والشعب الذي فتح مصلى باب الرحمة بالقوة, بعد ان اغلقه الاحتلال على مدار عشرين عاما امام المصلين, قادر على افشال مخطط التقسيم الزماني والمكاني للأقصى, والمقاومة التي أجبرت الاحتلال على تغيير مسار ما تسمى بمسيرة الاعلام, وتجنب دخول الاحياء العربية, وممارسة الطقوس التلمودية في باحات المسجد الأقصى, قادرة على افشال مخطط التقسيم الزماني والمكاني, والشعوب العربية والإسلامية لا تتخلى عن واجبها في الدفاع عن مقدساتها الإسلامية, والاحتلال لا يستطيع ان يقدم على أي خطوات لتقسيم الأقصى الا اذا ضمن حياد المقاومة والشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية, وقناعتنا الراسخة ان المسجد الأقصى خط احمر قولا وفعلا ولن يترك للاحتلال.