رفضت القنصلية البريطانية في القدس المحتلة تسلم مذكرة احتجاج من شخصيات وفعاليات المدينة المقدسة على موقف الحكومة البريطانية المتمسك بإعلان بلفور في الذكرى الـ105 لوعد بلفور المشؤوم، ما اضطرهم إلى وضعها على بوابة القنصلية.
ونظم التجمع الوطني للمستقلين والمؤسسة الدولية لمتابعة حقوق الشعب الفلسطيني قانونيًا، الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام مقر القنصلية البريطانية في حي الشيخ جراح بالقدس، بمشاركة شخصيات وقوى وطنية مقدسية.
ورفع المشاركون خلال الوقفة شعارات باللغتين العربية والانجليزية بعنوان "تصريح بلفور .. لن نغفر ولن ننسى .. وستنتصر فلسطين"، و"على بريطانيا ان تعتذر للشعب الفلسطيني وتتحمل المسؤولية الكاملة عن نكبته ومعاناته"، و"إعلان بلفور وضع حجر الاساس لقيام دولة الاحتلال الاسرائيلي".
وقال رئيس التجمع الوطني منيب المصري: "نقف اليوم أمام القنصلية البريطانية لنقول لبريطانيا باسم الشعب الفلسطيني البالغ عدد سكانه 14 مليون، إنها ارتكبت جريمة بإعلانها عن وعد بلفور"، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية البريطاني ألغى برسالة كتبها كل حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف "سنرفع قضية ضدها لتعتذر وتعوض عما ارتكبته من جريمة كبيرة عرفها التاريخ الانساني والبشري بحق شعبنا الفلسطيني".
وأشار إلى أنه "سيتم تسليم مذكرة للقنصلية البريطانية وهي الثالثة لإيصالها لحكومتها، ونأمل من الشعب البريطاني الحر معرفة ما سببه إعلان بلفور من كارثة للفلسطينيين".
وأكد أننا سنثير القضية أمام مجلس العموم البريطاني ومجلس اللوردات لوضعهما في صورة ما سببه إعلان بلفور للشعب الفلسطيني.
بدوره، قال أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حاتم عبد القادر: إن" الجريمة التي ارتكبت قبل 105 سنوات لا تنشأ حقًا لإسرائيل في هذه الأرض ولا حقًا لبريطانيا أن تعطي حقًا لليهود".
وأضاف "نحن أمام جريمة ما زالت تداعياتها ماثلة أمامنا منذ 105 سنوات حتى الآن من خلال الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف كل مكونات الشعب الفلسطيني".
وأكد عبد القادر إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة النضال حتى تحقيق حقوقه المشروعة ونيل حريته بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
من جهته، أكد عضو هيئة العمل الوطني والأهلي بالقدس راسم عبيدات أن الوقفة الاحتجاجية تأتي في ذكرى إعلان بلفور المشؤوم الذي مر عليه 105 اعوام.
وأوضح أن بريطانيا تمعن في عدائها للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل تصريحات عدة مسؤولين عن نقل السفارة من "تل أبيب" إلى القدس.
وأشار إلى أن النكبة الفلسطينية التي ترتبت على إعلان بلفور ما زال شعبنا يدفع ثمنها من خلال المزيد من النكبات.
وقال عبيدات "كنا نتوقع من بريطانيا أن تعتذر عن إعلان بلفور الذي ما زال يسبب نكبات لشعبنا، لكنها لم تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية ولا القانونية ولا السياسية، لذا يجب ملاحقتها في كل المؤسسات والمحافل الدولية للاعتذار لشعبنا وتعويضه".