دعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، المجاهد زياد النخالة، المقاومين والمجاهدين لليقظة والاستعداد والتأهب لصد أي عدوان قد ينفذه العدو الصهيوني ضد غزة، مبينا أن الاحتلال لا يستطيع تمرير صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية دون أن يحاول إنهاء المقاومة وتطويع الشعب الفلسطيني، ومؤكدا أن الخيار الوحيد الذي بقي للشعب الفلسطيني هو خيار المقاومة.
جاء ذلك في كلمة للمجاهد النخالة خلال مؤتمر وطني نظمته حركة الجهاد بغزة اليوم، حمل عنوان "فلسطين لا تقبل القسمة ولا التجزئة، وذلك تأكيدا على الموقف الفلسطيني الرافض لصفقة ترمب.
وحضر المؤتمر أعضاء من المكتب السياسي للجهاد وقيادات وكوادر الحركة، وأعضاء المكاتب السياسية وكوادر وقيادات فصائل العمل الوطني والإسلامي.
وأكد الأستاذ النخالة أن تهديدات قادة العدو التي يرددها صباح مساء؛ مرةً بالاغتيالات، ومرةً بتدمير غزة، لن تخيفنا، ولن ترعبنا، ولن تجعلنا نقبل بما سمّي بصفقة القرن، ولن تجعلنا نتخلى عن حقوقنا التاريخية في فلسطين وفي القدس موجها رسالته للعدو الصهيوني: لا مكان لكم في بلادنا، مهما امتلكتم من قوة، ومهما تلقيتم من الدعم والتأييد".
وشدد على أن سياسة الاغتيالات التي يهدد بها العدو، لن تجعل شعبنا يتنازل عن حقوقه، ولن تجعل المقاومة تنكسر، وسترد على أية عملية اغتيال في وقتها، مبينا أن أي عدوان على شعبنا في قطاع غزة، أو الضفة الغربية سيجد مقاومة لم يعهدها العدو من قبل.
وقال الأستاذ النخالة: هذا زمن فلسطين والقدس، وزمن المجاهدين الذين يحملون السلاح دفاعًا عن الأرض وعن المقدسات.. هذا زمن المقاومة التي تقف الآن متأهبة، لصد أي عدوان، يتحضر له العدو، على غزة القلعة التي ترفع راية عزنا وفخرنا...هذا زمن شعب فلسطين البطل المقاوم الذي يقف خلف مقاومته مؤيدًا وداعمًا".
وأضاف: إنهم الآن لا يستطيعون تمرير صفقة القرن، وتصفية القضية الفلسطينية، دون أن يحاولوا إنهاء المقاومة، وتطويع الشعب الفلسطيني، لذلك على المجاهدين ألاّ تغفل لهم عين، وعليهم أن لا يأمنوا مكر العدو، فالمعركة الآن في أوجها سياسيًّا، ومن المتوقع أن تصبح عسكرية في أية لحظة". داعيا إلى رفع الصوت عاليًا، والتحرك بلا ملل ولا كلل، لحماية القدس، والقضية الفلسطينية من التصفية.
وأكد الأستاذ النخالة أن كل كلمة مهمة، وكل فعل مهم، ومهما كان متواضعًا، سيكون له أثر، مضيفا: لا تستهينوا بقدراتكم؛ مهما علا الباطل، فنحن أصحاب الحق، ونحن أصحاب الأرض".
واستهجن الأمين العام للجهاد تسمية بعض أنظمة العرب للقرار الأمريكي، ووصفهم للغطرسة الأمريكية، بالدور الأمريكي، ودعوتهم للشعب الفلسطيني لعدم تضييع هذه الفرصة.
وزاد بالقول: يا للعار، يعتبرون معارضتنا لضياع فلسطين، وضياع القدس، فرصة يجب أن نستفيد منها حتى لا نموت! الضعفاء يبررون الهزيمة، والأقوياء يواجهونها، على هؤلاء جميعًا، يهودًا وعربًا وأمريكان، أن يدركوا أن شعبنا ما زال يؤمن بأن فلسطين هي حقنا في هذه الحياة، وما زالت القدس هي قبلتنا للجهاد... حتى لو دارت الأرض عكس دورانها، وحتى لو طلعت الشمس من مغربها".
وتساءل الأستاذ النخالة: أي فلسطيني هذا الذي سيبيع دينه بسنوات إضافية من حياة المهانة؟! وأي عربي وأي مسلم هذا الذي سيعلن أن فلسطين أصبحت إسرائيل، وأن القدس أصبحت أورشليم؟! هذا التحدي الذي أمامنا لا يكسره إلا القرآن الذي نردد فيه: "يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال".. هذا هو واجبنا اليوم، أن نحرض على القتال، والقتال فقط، عندما لا يوجد لنا خيار آخر.. ولنذهب إلى القتال كما نذهب إلى الصلاة، وكلاهما التقاء للروح بخالقها، وليفعل الله بعد ذلك بنا ما يشاء".
وأوضح أن القتلة والمجرمين لا يمكن مواجهتهم بأغصان الزيتون، وهم يحملون البنادق "فمهما كانت المبررات، ومهما كانت موازين القوى مختلفة، علينا أن ننظر لما نملكه نحن، من روح مقاتلة، ومن روح لا تقبل الذل، ولا تقبل المهانة... وثقوا بأننا نستطيع في هذه الحالة أن نحول ضعفنا إلى قوة، مهما علا شأن القتلة، ومهما علا شأن حماتهم".
واستطرد المجاهد النخالة بالقول: الذين يقرأون التاريخ يعرفون أن القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وبإعلان أن لا حقوق للشعب الفلسطيني في فلسطين لم يكن مفاجئًا؛ فأمريكا هي راعية المشروع الصهيوني منذ نشأته، وهي شريكة حقيقية لهذا المشروع، والذي هو في الواقع رأس حربة المشروع الغربي في منطقتنا، ولذلك لم يكن غريبًا أن تدفع أمريكا بكل ثقلها من أجل إلغاء كل القوانين الدولية، والبدء بإعلان صفقة القرن التي تنهي حقوقنا التاريخية والدينية في فلسطين، وتحولها إلى إسرائيل، بعد أن عملت لعقود طويلة على ترويض العقل الفلسطيني والعربي والإسلامي للوصول إلى هذا الهدف".
وقال: ماذا نتوقع نحن أصحاب الحق، بعد أن أقدمنا على ما أقدمنا عليه من اتفاقيات مع العدو، وما قيل عنه سلام، وتبين لاحقًا أنه أخطر من الحرب؟ لقد حولتنا هذه الاتفاقيات الملعونة إلى مرتزقة يخدمون في أجهزة حماية الاحتلال، وحماية المستوطنين، حيث أصبحت الضفة الغربية بكاملها مستوطنة كبرى" متسائلا: ماذا جنينا من أوسلو إلا الذل والعار والبكاء على الوهم؟! قدمنا تاريخنا وأبناءنا أضاحي على مذبح السلام الوهم، ولم نجنِ إلا الخيبة التي تمثلت بصفقة القرن".
وبيّن أننا الآن نواجه الحقائق كما هي؛ مضيفا: كانت هناك أوهام لدى البعض الفلسطيني أن بإمكانه عقد السلام مع العدو، وغاب عن الذين قادوا هذا المشروع أن هذا العدو قام على نفينا، وأن المشروع الصهيوني قام على فكرة أن الضفة الغربية، بما فيها القدس، هي يهودا والسامرة، وأنها قلب إسرائيل".
وزاد الأستاذ النخالة بالقول: الآن أوصلونا للحقيقة التي عملوا عليها طوال الوقت؛ هذه الأرض هي لإسرائيل، هم اليوم في هذه الصفقة يعالجون فقط موضوع السكان، وأين يذهبون بهم؟! ووجدوا الحل بأن يضعوهم في معازل للاستفادة منهم كأيدٍ عاملة في خدمة إسرائيل.. فمن كان من الذين رفعوا راية السلام مع العدو يتوقع أكثر من ذلك؟!"
وتابع يقول: إنهم جميعًا كانوا يعرفون الحقيقة، ولكنهم خشوا الفضيحة، واستمروا في بيع الأوهام... وللأسف ما زالت الأوهام تقود خطى الواهمين، ويركضون في كل الاتجاهات، كالذبيحة التي تهرب في باحة المسلخ. ولا يريدون أن يعودوا إلى صفوف الشعب الفلسطيني الذي قاوم على مدار الوقت، والذي لديه الاستعداد للمقاومة، والذي لن يتنازل عن حقوقه...لا يريدون التراجع، ولا يريدون المراجعة، ولا يريدون إلا أن يكون الشعب الفلسطيني مثلهم، وما زالوا يطلقون على سلوكهم لقب المشروع الوطني الفلسطيني".
وأضاف الأمين العام للجهاد: عندما تنازلوا عن 78% من فلسطين أسموه المشروع الوطني الفلسطيني، وعندما قبلوا بأن يعملوا على مدار أكثر من ربع قرن كحماة للمستوطنات، أسموه مشروعًا وطنيًّا.. والآن ما هو المشروع الوطني يا سادة؟ لقد بدأنا بشعار تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وانتهينا بلا شيء، بلا وطن، بلا هوية".
وشدد على ضرورة أن تقوم قوى المقاومة، وتجمع صفوفها، وتعيد حساباتها، لتتوحد من جديد، وتعود للبدايات.
وقال الأستاذ النخالة: ليكن واضحًا أمامنا أن مهرجان صفقة القرن الذي عقد في واشنطن انتهى، ولم يكن فيه فلسطيني واحد كما كان في مهرجان اتفاقية أوسلو... فهل لنا أن نعود لبعضنا على قاعدة أن المعركة الآن هي إما نحن، أو هم، في هذه الأرض المباركة؟ وإن كان بإمكاننا وباستطاعتنا الصمود طوال العقود الماضية، فإن باستطاعتنا أن نصمد أكثر، وسيشهد التاريخ أنهم كانوا أول من ينكسر، ولنستمر في طريق المقاومة، فلم يتركوا لنا خيارًا آخر".
وأضاف: لا يمكننا الاستمرار باتهام الآخرين ولومهم، لنهرب من واجباتنا ومسؤولياتنا! وكيف نطالب الآخرين بمقاطعة إسرائيل، ونحن نجلس في أحضانها، وننسق معها، وكتبنا نظريات، ووضعنا أسسًا، وقلنا الحياة مفاوضات؟! فلنتوقف قليلاً، ولنحاسب أنفسنا، فنحن الذين اخترقنا الجدار، وأصبح "ما يقبل به الفلسطينيون نقبل به" هو شعار المرحلة، وشعار كل الذين يريدون أن يُغطوا ضعفهم".
المصدر : المكتب الإعلامي