قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. وليد القططي، إن حركة الجهاد الإسلامي لم تكن إضافة كمية للحركات الفلسطينية الموجودة آنذاك؛ بل كانت إضافة نوعية ورؤية تجديدية داخل الحركتين- الإسلامية والوطنية- الفلسطينية.
وأكد القططي في حوار خاص مع "قناة فلسطين اليوم" أن حركة الجهاد الإسلامي تحمل رؤية تجديدية داخل الحركة الإسلامية والفكر الإسلامي، وهي بمثابة صوت إسلامي فلسطيني يجمع ما بين الدوائر الوطنية والقومية والدينية في بوتقة واحدة تتجاوز الجمود الذي كان سائداً عند نشأتها لدى التيارين- الوطني والإسلامي.
وأشار القططي إلى أن هناك أربعة مرتكزات فكرية أساسية لحركة الجهاد الإسلامي هي السلفية، والمنهجية، والتجديد، والثورية، فالثابت في فكر وممارسة الحركة ثلاثة محاور هي: الإسلام ، فلسطين ، الجهاد أما المتغير فيها فهو فيما يتعلق بالتفاصيل وتغيرات الواقع ومستجدات السياسة على الساحة الفلسطينية
وأكد القططي أنَّ الدكتور فتحي الشقاقي من خلال فكره الرصين أعطى بُعداً حضارياً للصراع مع الكيان الصهيوني في إطار تصادم المشروعين: الإسلامي الحضاري والغربي الاستعماري، مشيراً إلى أنَّ اجتهاد الشقاقي الفكري والعملي في تفجير الثورة الإسلامية المسلحة ضد الكيان الصهيوني هو الذي غيّر طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني
وأشار إلى أن الحركة وقدمت إسهامات لإزالة القيود المسيطرة على العقل لإطلاق حريته في الابداع والتجاوز. ومن ذلك إزالة الخلط بين التراث والنص، والإسلام والفكر الإسلامي، والتاريخ الإسلامي والإسلام، فالتراث الإسلامي يختلف عن النص الديني، والإسلام ليس هو الفكر الإسلامي، كما أن التاريخ الإسلامي شيء والإسلام شيء آخر. وأزالت التناقض الوهمي بين الإسلام والوطنية، وكذلك بين الإسلام والقومية.
وعن محورية خيار المقاومة والجهاد قال القططي إن المقاومة خيار استراتيجي، فالإسلام يدعونا إلى رد العدوان والعقاب بالمثل، والانتصار بعد البغي، ورد السيئة بمثلها، وقتال الذين قاتلونا في الدين وأخرجونا من ديارنا... وهل يوجد عدوان وعقاب وبغي وسيئة أكثر من نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948
وأشار القططي إلى أن كل الخيارات البديلة عن المقاومة فشلت على أرض الواقع، ولنا في مصير مشروع أوسلو أسوة ومثل، كما أن المقاومة والجهاد هو خيار الأمة على مدار التاريخ لمواجهة المعتدين، بل وخيار كل الشعوب الحرة التي أحتلت أرضها. فالأصل في العلاقة مع المحتل هو المقاومة والجهاد، وما دونه استثناء.
وشدد الدكتور القططي على حرص الحركة "أن تكون بوصلة الصراع موجهة نحو القدس وفلسطين كي لا تغرق الأمة في صراعات داخلية- مذهبية وحزبية ومناطقية- تضيع أرواح ودماء وجهود وأموال العرب والمسلمين هباءً منثوراً".
وعن موقع الحركة في فكر ةممارسة حركة الجهاد الإسلامي قال القططي، إن فكر الحركة وسطي معتدل يذهب باتجاه المساواة بين المرأة والرجل وإعطاء المرأة كامل حقوقها في إطار ضوابط الشرع التي تحفظ للمرأة إنسانيتها وكرامتها وأنوثتها، وينادي بدور أكبر للمرأة في الثورة والنضال الوطني كشريك للرجل في مشروع التحرير، وأن يكون للمرأة مكانة أفضل في المجتمع والعمل الاجتماعي، ومشاركة سياسية فاعلة في العمل السياسي. واعتبر الشقاقي أن حجاب المرأة إضافة إلى أنه التزام ديني فهو رمز حضاري وهوية ثقافية ومقاومة للاستلاب.