تحدثت وسائل الإعلام عن حرب خفية تدور رحاها بين الأردن والسعودية بشأن محاولة الأخيرة فرض سيطرتها ووصايتها على القدس المحتلة.
الكاتب الإسرائيلي نداف شرغاي، قال إن المملكة الأردنية "تناور في صفقة القرن لتضمن استمرار الوصاية على الأماكن المقدسة، كضمانة لاستقراره".
وقال شرغاي بمقال له جاء في صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية، إن عمان تتعرض "لضغوط وإغراءات شديدة لمشاركة وصايتها على الحرم القدسي مع السعودية التي تزاحمها المطلب".
وقال شرغاي إن "القصر الملكي الأردني بات على قناعة بأن السعودية تزاحمه الوصاية على الأقصى بعد أن طلبت الولايات المتحدة منح السعودية دورا مركزيا في إطار ذلك بالقدس".
وقالت الصحيفة العبرية" إن الأردن يشعر بخيبة أمل كبيرة "فهو الذي يستند على إرث تاريخي يمتد إلى نحو مئة سنة في الحرم القدسي وليس أقل من ذلك إلى سلسلة من الاتفاقات والتفاهمات مع (إسرائيل)".
وأضاف الكاتب الإسرائيلي: "تضغط الولايات المتحدة منذ أشهر طويلة على الأردن كي يوافق على أن تنتقل الوصاية إلى السعودية، أو أن يتقاسم معها صولجان الوصاية على المكان الثالث في قدسيته للإسلام - المسجد الأقصى (وذلك إلى جانب استمرار السيادة الإسرائيلية في الموقع)، ويدور الحديث عن ضغط اقتصادي غير رسمي، متداخل وإغراءات اقتصادية في الغالب".
وأشارت تقارير غربية وإسرائيلية إلى أن المملكة العربية السعودية تسعى لسحب الوصاية الأردنية عن المسجد الأقصى، خصوصا في ظل تغيرات دولية تجري في المنطقة العربية، والاستعداد لإطلاق الخطة الأمريكية التي تسمى بـ" صفقة القرن" والتي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
وكانت صحيفة "القدس العربي" اللندنية قد كشفت في 19 ديسمبر من عام 2017 عن نشوب خلافات في الكواليس بين وفدي الأردن والسعودية، خلال مشاركتهما في أعمال الدورة الـ24 للاتحاد البرلماني العربي، التي عقدت في الـ17 من الشهر ذاته بالمغرب، وسط رفض سعودي لتأكيد الأردن على "الوصاية الهاشمية"، التي رأت فيها عائقاً أمام منح القدس "بُعداً إسلامياً".
الجدير ذكره أن الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس بدأت خلال عام 1924، تزامناً مع نهاية الخلافة العثمانية، وفي عام 1988 قرر ملك الأردن الحسين بن طلال فك الارتباط بين الأردن والضفة الغربية، باستثناء الأماكن المقدسة في القدس التي بقيت تحت الوصاية الأردنية، بطلب من الرئيس الراحل ياسر عرفات .