نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا أشارت فيه إلى إطلاق فيسبوك لتطبيق جديد يمكّن المستخدمين من تلقي الأموال مقابل الحصول على بياناتهم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن فيسبوك سيطرح قريبا تطبيقه الجديد "ستادي" في متجر غوغل للتطبيقات لتجنيد المستخدمين للمساعدة على دراسة التطبيقات المنافسة. وفي هذا الصدد، ستحاول شركة فيسبوك إقناع المستخدمين بتنزيل تطبيقها الجديد "ستادي"، الذي سيقوم عند تنزيله بنقل بيانات متعلقة بالتطبيقات الأخرى الموجودة على هواتف المستخدمين، والوقت الذي يقضونه في تصفحها.
تجدر الإشارة إلى أن الشركة قد أصدرت هذا التطبيق بعد أن اتخذت شركة آبل إجراءات صارمة ضد فيسبوك في مناسبتين، الأولى في شهر حزيران/ يونيو 2018، والثانية في كانون الثاني/ يناير 2019، لأنها دفعت لمستخدمين لا تتجاوز أعمارهم 13 سنة من أجل الحصول على بياناتهم.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التطبيق غير متوفر في متجر آبل للتطبيقات وغير قابل للتنزيل على أجهزة آبل لأنها ببساطة تحظر جمع معلومات عن التطبيقات الأخرى المنزلة على جهاز المستخدم. وفي إحدى منشوراته، كتب موقع فيسبوك: "نحن نعتقد أن هذا العمل مهم لمساعدتنا على تحسين منتجاتنا لا سيما تلك الموجهة لمستخدمي فيسبوك، كما أننا ندرك أنه لا بد من توضيح جميع الأمور المتعلقة بالتطبيق الذي سيشترك فيه المستخدمون، فضلا عن المعلومات التي سيتم جمعها والغرض من استخدامها".
وأوردت أن هذه الشركة لن تسمح للمستخدمين الذين لم يتجاوزوا 18 سنة بالتسجيل في هذا التطبيق. ولم يوضح فيسبوك قيمة التعويض الذي سيحصل عليه المستخدمون مقابل بياناتهم. وفي السابق، أصدر فيسبوك تطبيقا مشابها يحمل اسم "فيسبوك ريسارش"، يدفع للمستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و35 سنة رسوما شهرية تصل قيمتها إلى 20 دولارًا من أجل تعقب جميع المنصات الأخرى التي يستخدمونها.
لكن سرعان ما وقع حذف هذا التطبيق من متجر التطبيقات ليقوم فيسبوك بعد ذلك بإزالته بشكل نهائي. وبالإضافة إلى هذا التطبيق، قامت شركة آبل في حزيران/ يونيو 2018 بحذف تطبيق "فيسبوك أونافو في بي إن" من متجر تطبيقاتها.
ونقلت الصحيفة عن نايثن وينزلر، مدير الأمن السيبراني في شركة "موس أدامس"، قوله إن "إعلام المستخدمين بجمع بيناتهم منذ البداية هو أمر جيد للغاية، وينبغي على أي شركة تقوم بتسويق البيانات الشخصية لمستخدميها أن تنفذه". وأضاف وينزلر أن "الطبيعة البشرية تشير إلى أن تقديم أي نوع من المكافأة، مهما كانت صغيرة وبسيطة، يمكن أن يجعل الناس يقبلون بالتفريط في بياناتهم الشخصية".
وحسب الرئيس التنفيذي لشركة "بيغ أي دي"، ديميتري سيروتا، فإن إعادة التطبيق للعمل مجددا يظهر عدم اهتمام الشركة بالخلافات والمشاكل المتعلقة بالخصوصية التي تورطت فيها مؤخرا. وأضاف سيروتا أن سعي الشركة لإرساء الشفافية هو أمر إيجابي وأفضل بكثير من جمع وتتبع بيانات المستخدمين بشكل سري، لكن يبدو أن التوقيت الزمني الذي اختارته الشركة للإعلان عن التطبيق فضلا عن طريقة استخدامه هو ما يثير الشكوك.
ونوهت الصحيفة بأن شركة فيسبوك لم ترد على طلبها المتمثل في تقديم معلومات إضافية حول تطبيق "ستادي".