طالب مركز الميزان لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإلزام قوات الاحتلال الإسرائيلي وإجباره على التوقف عن استهداف المنشآت الحيوية وغيرها من المنشآت والأعيان المدنية في قطاع غزة، والعمل على وقف التدهور في حياة السكان المدنيين وإنهاء الحصار المفروض على القطاع.
وقال المركز في بيان صحفي أن قوات الاحتلال قصفت منشآت ومرافق حيوية لا غنى عنها لحياة السكان، بحيث نفذت هجمات جوية على بئري مياه يغذيان منازل سكنية في منطقتين يبلغ مجموع سكانهما حوالي (32) ألف نسمة، حيث تم تدمير مصادر ومرافق مياه الشرب والصرف الصحي.
ووفقًا لأعمال الرصد والتوثيق للمركز، فقد قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية في 08/08/2018، قسم المياه والصرف الصحي التابع لبلدية المغراقة، والمكون من مرافق حيوية تتضمن خزان مياه المغراقة المعلق، الذي تبلغ سعته (250 م3) من المياه.
وأشار إلى أن القصف تسبب في تدمير مبنى بلدية المغراقة القديم بشكل كامل، وهو يستخدم من قبل قسم المياه والصيانة في متابعة أعمال الصيانة والتشغيل لشبكات الصرف الصحي، وتدمير كامل لأثاث المبنى.
كما تسبب في انهيار الخزان المعلق وتدميره بشكل كلي، بالإضافةً إلى تدمير بئر المياه الذي يغذي بلدة المغراقة، وجميع الخطوط الناقلة والمغذية للخزان، بما في ذلك شبكات التوزيع والملحقات من عداد رئيس ومحابس وفلاتر المياه، ومضخة المياه.
وحسب بيان المركز، فقد دمر القصف المولد الكهربائي وهو بقدرة (110) بقدرة (KVA)، وخزان السولار وتقدر سعته ب(2800) لتر، وماكينة ضخ السولار، ودمر القصف ثلاث مركبات تابعة للبلدية وأدوات ومستلزمات وقطع غيار لسيارات بالإضافة إلى إلحاقه أضرارًا في المنازل السكنية المحيطة.
وأشارت معلومات المركز الى أن قصف المرفق الرئيس للمياه أدى إلى توقف عمليات ضخ المياه وحرمان (11,500) نسمة وهم عدد سكان القرية من الحصول على المياه الصالحة للشرب وتقدر ساعات وصول المياه للسكان بواقع (3) ساعات مقابل (98) ساعة.
وفي السياق، كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت بصاروخين في 9/8/2018، بئر مياه العطاطرة الواقع في منطقة العطاطرة التابع لبلدية مدينة بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة، ما تسبب في تدمير البئر بشكل كامل.
كما تعرضت جميع المحتويات الخاصة بالبئر من شبكة مياه وعدادات كهرباء إلى التلف، وتبلغ مساحة غرفة البئر حوالي 40 مترًا مربعًا، ويغذي حوالي 20 ألف نسمة بمياه الاستخدام المنزلي في كل من منطقة العطاطرة والسلاطين والقرعة الخامسة والسيفا في المدينة نفسها.
وأوضح مركز الميزان أن تدمير آبار المياه يأتي في ظل أزمة خانقة ونقص شديد في تزويد المنازل بمياه الاستخدام المنزلي، ومشكلات كبيرة على صعيد إدارة والتخلص من المياه العادمة.
وأعرب عن استنكاره الشديد للهجمات الحربية الإسرائيلية، مؤكدًا أنها مخالفات جسيمة ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني ترقى لمستوى جرائم الحرب.
وأشار إلى أن ممارسات قوات الاحتلال تنتهك أبرز مواد اتفاقية جنيف الرابعة ولاسيما نص المادة (53) من اتفاقية جنيف التي "تحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، أو بالدولة أو السلطات العامة، أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية".
واعتبر أن ذلك يشكل أيضًا انتهاكًا لنص المادة (54) من البرتوكول الإضافي الأول المحلق باتفاقيات جنيف التي تحمي الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان، وتحظر مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين ومثالها مرافق مياه الشرب وشبكاتها وأشغال الريّ.
ودعا مركز الميزان الدول المانحة والمؤسسات الإنسانية الى إيلاء التعاون الاهتمام الكاف وتقديم أشكال الدعم والمساندة للقطاعات الأساسية في غزة، لوقف التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية، والتهديد الدائم بعدوان عسكري.