Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

العنوان انساني والهدف تمرير صفقة القرن

MAIN_GazaMay14.jpg

بقلم:  عامر خليل

كل هذا الاهتمام بغزة وحركة الوفود إليها سواء رسمية او غير رسمية يؤكد ان غزة الصغيرة التي تشكل%1.5 من مساحة فلسطين التاريخية  استطاعت ان تفرض نفسها على المشهد الاسرائيلي والعربي والدولي وتبرز غزة القضية الفلسطينية التي يراد تغييبها او تصفيتها وفق املاءات إسرائيلية وأمريكية تتضمنها صفقة القرن، ويشير كل هذا الحراك الى أنه لا يمكن تجاوز غزة كونها جزءا لا ينفصل من الصراع مع الاحتلال ومهما كانت ماهية ما تطرحه هذه الوفود فإن غزة باتت تشكل صمام أمان للقضية وحائط صد أمام المحاولات التي تبذل لتصفيتها وإنهائها.

غزة تعاني منذ أكثر من عشرة اعوام الحصار وشلل اقتصادها ومنعها من التواصل مع الاعلام في محاولة لترويضها كي تندمج في الوقائع التي خلقها اتفاق "اوسلو" ونقل تجربة "اوسلو" في الضفة المحتلة الى غزة لكن كل ذلك لاقى فشلا ذريعا ولم تنجح ثلاث حروب مدمرة على غزة في فرض الاستسلام لتعود هذه المحاولة مجددا بصورة اخرى تحت العنوان الإنساني بإغرائها بمشاريع توقف التدهور الحاصل في الوضع الاقتصادي الاجتماعي ورغم عدم جدية هذا التوجه ومحاولة إعطائه وجهتا إنسانياً فمن الواضح ان هناك ثمنا سياسيا مقابله يتعلق بتهدئة ما يسميه الاحتلال جبهة غزة الا ان هذا التوجه يبين بوضوح ان الجهد الاسرائيلي لتغييب غزة بالحصار وقتل الحياة فيها لم يؤت اكله.

لا يمكن فصل الحراك تجاه غزة عن مسيرات العودة التي تستمر للشهر الرابع على التوالي والتي فرضت واقعا سياسيا جديدا وادوات متجددة في مواجهة الاحتلال خلق حالة الارباك والقلق السائدة في دولة الاحتلال من النتائج التي آلت اليها مسيرات العودة الامر الذي استدعى ليس حراكا دوليا وعربيا بل اسرائيليا فرض ان يبحث المجلس الوزاري المصغر موضوع غزة وطرح مشاريع لتلافي ما يسمى الانفجار جراء مزيد من التدهور الحاصل فالاهتمام الحالي بغزة مرتبط بشكل اساسي بمسيرات العودة وما انتجته من حقائق باتت جزءا من المشهد الاقليمي وضمن ذلك تأتي زيارة عدنان مجلي لغزة ولقاء عباس مع سلام فياض واستعداد الاخير لزيارة غزة وطرح مشاريع سياسية تتعلق بالانقسام وبدء حراك جديد في المصالحة تقوده مصر مع دعوة وفد  من حماس لزيارة  القاهرة.

لا يخفى ان التحرك الامريكي المتعلق بصفقة القرن الذي يقوده كوشنير وغرينبلات لم يلق نجاحا وتجاوبا نتيجة الموقف الفلسطيني للمقاومة والسلطة الرافض لهذا  البنود الواردة في الصفقة التي تريد تصفية القضية فيما يتعلق بالأرض واللاجئين والقدس الأمر الذي جعله يعود بخفي حنين ويتراجع الحماس الأمريكي بهذا الصدد وتلعب مسيرات العودة دورا مهما في هذا الصدد وهي ترفع في جمعة الغد شعار اسقاط صفقة القرن اذ لا يمكن ان تفعل الصفقة في ظل المسيرات الرافضة لها والتصدي الفلسطيني الشعبي والرسمي لها ومن هنا فإن لمسيرات العودة ارتدادات ذات تأثير على المستوى السياسي واستمرارها يعتبر حائط صد ضد مخططات تصفية القضية.

في ضوء الدور السياسي لمسيرات العودة في افشال ما يسمى صفقة القرن يمكن فهم التحرك الحالي في الموضوع الانساني مع الادراك الامريكي ان مستقبل الصفقة هو الفشل فجاء تركيز كوشنير وغرنبيلات على موضوع غزة والتوجه نحو دول الخليج لتوفير اموال لمشاريع تتعلق بغزة وتمنع الانفجار ثم قدوم شخصيات رسمية وغير رسمية لتعرض مشاريع تتقاطع مع التوجه الامريكي في الموضوع الانساني مع طلب امريكي من دول الخليج لتوفير مليار دولار من اجل هذه المشاريع والتي يجب التعامل معها بمسئولية وليس مجرد ابر تخدير لتهدئة ما يسمى اسرائيليا جبهة غزة تمهيدا لتمرير صفقة القرن والتأكيد على رفع كامل وليس جزئياً للحصار عن غزة والسماح بحركة دون قيود للافراد والبضائع والغاء ما يسمى منع دخول المواد ثنائية الاستخدام.

من الواضح ان مسيرات العودة والقضية الفلسطينية تدخل منعطفا استراتيجيا الاسابيع القادمة في توجه واضح من اجل تدجين وترويض أطرافها لإتاحة مساحة مريحة للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتصفية القضية والتي ترى تل ابيب فيها فرصة تاريخية مع ادارة أمريكية تتبنى بالكامل المواقف الإسرائيلية التي تريد ضم القدس وتوطين اللاجئين وانهاء دور الوكالة وضم المستوطنات في منطقة "ج" التي تبلغ 62% من مساحة الضفة المحتلة وملامح هذه الرؤية تقوم سلطات الاحتلال بتطبيقها مع المخططات الواسعة للاستيطان ومصادرة الاراضي واقتلاع تجمعات سكنية كما في الخان الاحمر وفي ضوء ذلك فان مسيرات العودة بجانب انهاء اجراءات السلطة ضد غزة والولوج الى مسار حقيقي المصالحة ستساهم بشكل كبير في التصدي لهذه المخططات.