على وقع استمرار مسيرات العودة الكبرى والتي انطلقت في الثلاثين من آذار الماضي ومع دخولها أسبوعها الحادي عشر واصرار الفلسطينيين على المطالبة بحوقهم المتمثلة بالعودة إلى أراضيهم وفك الحصار «الإسرائيلي» عن غزة، تصاعدت مؤشرات الأحداث والمواجهة مع الاحتلال، وسط محاولات حثيثة لاحتواء التظاهرات السلمية والالتفاف عليها، بعد أن حظيت بدعمٍ محلي ودولي وإقليمي منقطع النظير.
مراقبون وقادة سياسيون في حديثِ لـ"فضائية فلسطين اليوم"، رأوا أن الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية والعلو والصلف «الإسرائيلي» يستوجب الحفاظ على سلمية مسيرات العودة بغزة وعدم الدخول في مواجهة عسكرية مع تفهمهم لرغبة المقاومة الفلسطينية في الرد على جرائم الاحتلال .
القيادي في حركة «حماس» الدكتور أحمد يوسف، شدد على ضرورة أن يكون للمقاومة الفلسطينية قياس موازين في القوة والضعف بينها وبين الاحتلال قبل الخوض في أي اشتباك مسلح .
ورأى أن العودة إلى المقاومة السلمية أخف وطأة من العمليات المفتوحة والدخول إلى عدوان واسع، فالاحتلال لديه كل وسائل الدعم الخارجي ليبرر فيها كل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وحول متطلبات المرحلة دعا القيادي في «حماس»، "المقاومة الفلسطينية لتوظيف كافة امكانياتها لاعتماد منهج اللاعنف وتأكيد سلمية مسيرات العودة؛ لأنها بذلك تعطي نتائج ايجابية في حشد الرأي العام الخارجي تجاه القضية الفلسطينية".
ولاستمرار "المسيرات السلمية " أكد يوسف، على ضرورة توحيد القرار الفلسطيني والقدرة على توظيف هذه الفعاليات بالشكل الذي يخدم القضية.
من جانبه، أوضح الدكتور إبراهيم أبراش الأكاديمي الفلسطيني ووزير الثقافة الأسبق، أن بعض الأطراف الاقليمية معنية في اشعال عدوان جديد بين المقاومة والاحتلال، إلا أن المقاومة كان لديها وعي كامل ونضوج في استدراك الموقف وعدم الانجرار وراء رغبات البعض .
ولفت، أبراش، إلى أن بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية لا ترغب في تصعيد الموقف ودخول الكيان الاسرائيلي في مواجهات عسكرية مع قطاع غزة، لأنها تسعى من خلال ذلك تمرير ما يسمى بـ"صفقة القرن".
ودعا أستاذ العلوم السياسية " المقاومة الفلسطينية بممارسة نضالها في اطار استراتيجية عمل وطني وليس فصائلي، مع ضرورة أن تنقل المقاومة إلى الضفة المحتلة وعدم الاكتفاء إبقائها في قطاع غزة.
ويواصل الفلسطينيون فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في الثلاثين من مارس/آذار الماضي عند السلك الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م ، لمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
يشار إلى أن عدد الفلسطينيين الذي استشهدوا برصاص واعتداءات قوات الاحتلال منذ 30 آذار/ مارس الماضي، إلى 120فلسطينيًا؛ بينهم 6 شهداء احتجز الاحتلال جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزرة الصحة، إلى جانب إصابة أكثر من 13 ألف آخرين، بينهم 350 في حالة الخطر الشديد.