أجمع محللون سياسيون أنَّ رد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على الجرائم الإسرائيلي بحق شعبنا كان رداً ذكياً وحكيماً ومدروساً بدقة، وجاء في الوقت المناسب، ليصحح بعض المفاهيم فيما يتعلق بقواعد الاشتباك .
الرد عزز معادلة القصف بالقصف ..
الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي يرى أن " صواريخ المقاومة تؤكد أن مسيرات العودة وكسر الحصار ليست متروكة ولقمة سائغة للتغول الصهيوني ولعنتريات الحسابات الانتخابية الصهيونية الداخلية".
وبين لافي في حديث مع موقع "فضائية فلسطين اليوم" أن رد المقاومة بالصواريخ جاء في التوقيت المناسب, ليؤكد بأن غزة جاهزة لكل السيناريوهات؛ ليس بقوة أحد مهما كان أن يفرض عليها حلا لا يلبي حقها في كسر الحصار والحرية.
وشدد "أن رشقات الصواريخ باتجاه مستوطنات الاحتلال تعزز معادلة القصف بالقصف, ولا تكسرها في ذات الوقت فهي لم تتوسع لا في مديات الاستهداف ولا في نوعيات المقذوفات".
وأوضح المحلل السياسي أن غزة تقف بهذه الصواريخ لتعري ملوك اللهث وراء السراب "الاسرائيلي".
غرفة عمليات المقاومة إطار مهم ..
بدروه أكد المحلل السياسي إياد القرا أن" ما حدث يوم الجمعة الماضية واستشهاد خمسة مواطنين واصابة العشرات خلال قمع المشاركين في مسيرة العودة هو تجرأ جديد من الإحتلال ضد المتظاهرين، بخلاف ما تم الحديث عنه من قبل الجانب المصري الذي ناقش ضرورة توفير أجواء ملائمة للبدء في خطوات عملية لكسر الحصار وتخفيف حدة مسيرات العودة".
وأوضح القرا أن الفصائل حذرت خلال الأسابيع الثلاث الماضية من استمرار الإحتلال في عدوانه، وتحديدًا الجهاد الإسلامي.
وأشار إلى ان غرفة العمليات هي إطار مهم لفصائل المقاومة وبحاجة لتعزيز دورها، ومنع استفراد الإحتلال بفصيل دون الآخر، وهذا لا يمنع إمكانية المناورة والرد على الإحتلال.
ويرى المحلل السياسي بأن الأوضاع قد تذهب لتصعيد محدود ،تتحرك في اعقابه الأطراف لوقف العدوان الإسرائيلي والإسراع في مباحثات التهدئة، مشدداً في الوقت ذاته بأن الاحتلال هو من يتحمل نتائج عدوانه.
وتابع القرا: " القاعدة واضحة الهدوء وكسر للحصار عن قطاع غزة سيجلب الهدوء لـ مستوطنات "غلاف غزة"، والا ستستمر الأوضاع الحالية، بين تصعيد وآخر. كما قال .
رد المقاومة ذكياً وحكيماً ..
أما الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد الشقاقي أكد أنَّ رد المقاومة الفلسطينية كان ذكياً وحكيماً ومدروساً بدقة.
وأوضح الشقاقي أنَّ الرد الحكيم للمقاومة جاء لتصحيح بعض المفاهيم فيما يتعلق بقواعد الاشتباك، ومفاوضات تثبيت وقف إطلاق النار، خاصة أن بعض الأطراف اعتقدت أن مفاوضات تثبيت وقف إطلاق النار استسلام للاحتلال الإسرائيلي.
وشدد على أنَّ المقاومة أرسلت رسالة قاسية لإسرائيل وردت في الزمان والمكان المناسبين وهي حالة ميدانية تعكس جدية المقاومة في التعاطي والرد على الجرائم الإسرائيلية.
وقال الكاتب السياسي إلى أنَّ رد المقاومة تميز بالحكمة سواء على الصعيد الميداني أو السياسي، مبيناً أنَّ ضربات المقاومة تسير في سياقات مدروسة ومحسوبة بدقة.
وأشار في معرض حديثه إلى أنَّ السيناريو المتوقع يتمثل في رسالة المقاومة التي عبَّرت عنها سرايا القدس بشكل صريح وواضح أنها ستذهب بعيداً في التصعيد إذا ما استمر العدو الإسرائيلي بعدوانه تجاه غزة ومقاومته.
ويرى الشقاقي أنَّ المقاومة تمكنت من ارسال رسالة واضحة للاحتلال وللوسطاء أنَّ المفاوضة تحت النار لن تجعلها تتردد في حماية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع الجرائم خاصة فيما يتعلق بمسيرات العودة.