قال مدير عام مركز زيتونة للدراسات والاستشارات في لبنان د. محسن صالح، أن "النكبة الفلسطينية بدأت منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين وإنهاء الحكم الإسلامي، حيث هيأت للمشروع الصهيوني في فلسطين، معتبراً أن يوم 15 أيار عام 1948م اتخذ كرمز للنكبة الفلسطينية باعتبارهِ نهاية الاحتلال البريطاني لفلسطين وبداية تجلي المشروع الصهيوني.
وأوضح، صالح في حوارٍ خاص لـ"فضائية فلسطين اليوم"، " شعبنا الفلسطيني أفشل مشروع "بل" عام 1937م، والذي وعدت بريطانيا شعبنا بإنشاء دولة فلسطينية خلال عشرة سنوات بالإضافة الى وقف بيع الاراضي الفلسطينية لليهود ووقف الهجرة خمسة سنوات، إلا أن وتحت الضغوط الأمريكية ألغت بريطانيا مما وعدت به.
وبين، أن شعبنا بطبيعته شعب مقاوم له عزة وكرامة، لذلك هو أيقن أن بريطانيا هي أساس نكبتهم الى جانب المشروع الصهيوني ، حيث انتفض بالعمل الفدائي ضدهم ، واندلعت الثورة الكبرى عام 1936م، وثورة "القدس" عام 1920م، وثورة "يافا" عام 1921م وهي ثورة شملت معظم شمال فلسطين، وفي عام 1929م كانت هناك ثورة "البراق" التي شملت كل فلسطين مما اضطرت بريطانيا أن تستدعي كل قواتها من خارج فلسطين لتقمع الثورة .
وحول ادعاءات البعض أن الفلسطينيين قاموا ببيع الاراضي لليهود أوضح صالح، إن "ملكية اليهود في عام 1918 لم تكن تتجاوز 1.5% من أراضي فلسطين، لكن بريطانيا سلمت كافة الأراضي التي كانت تحت سيطرتها للاحتلال باعتبارها أنها أراضي عامة تابعة للحكومة، لافتاً أن العصابات الصهيونية استولت على جزء كبير من الاراضي من خلال ارتكاب المجازر والقتل وتهجير السكان الفلسطينيين
. واستدرك، مدير عام مركز زيتونة للدراسات والاستشارات بالقول "المشروع الصهيوني كان واضحاً منذ البداية، من خلال الحصول على دولة ولاكن؛ تم استخدام كلمة وطن قومي لليهود في فلسطين وليس دولة لتخفيف العداء والدخول في حالة من الغموض والتي من خلالها يتم بناء الحقائق على الأرض وباتجاه اقامة الدولة وتشجيع الهجرة اليهودية لفلسطين.
وأشار إلى أنه من أجل زيادة أعداد اليهود في فلسطين قامت الحركة الصهيونية على الجمع بين الفكر اليهودي كدين وبين القومية اليهودية في موضوع تحريض اليهود للهجرة الى فلسطين.
وتابع: في أيلول عام 1947م كان من المقرر أن يعرض قرار تقسيم فلسطين القاضي بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين للتصويت، لكن تم تأجيله لأكثر من مرة بضغوط أمريكية لإقناع الدول المترددة والتي لا ترغب في التصويت لصالح اليهود، إلا أن تمكن اليهود في الحصول على ثلثي التصويت في 29 نوفمبر عام 1947م وعليه تم الموافقة على هذا التقسيم. ولفت صالح،" عند انتهاء أي انتداب في بلدٍ ما فإن النظام وفقاً لميثاق الأمم المتحدة ينص على أن الشعب هو من يقرر مصيره، إلا أن القرار لم يُطبق على أرض الواقع، مما أدي لحرمان شعبنا الفلسطيني من اقرارِ حقه في تقرير المصير وأن تكون له دولته المستقلة، فلسطين.