توالت ردود الفعل حول استشهاد الأسير في معتقلات الاحتلال حسين عطالله من نابلس، والمريض بالسرطان نتيجة الإهمال الطبي.
وحمّل رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير حسين عطالله (57عاماً)، وذلك جراء إصابته بمرض السرطان وانتشاره في أماكن مختلفة من جسده، وإهماله طبياً وعدم تقديم الرعاية اللازمة والضرورية له.
وطالب فروانة في تصريح له، المؤسسات الدولية بالتدخل العاجل لحماية الأسرى الفلسطينيين وتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف وفاة الأسير عبد الله.
وقال فروانة إن "إدارة" معتقلات الاحتلال تتعمد إلحاق الأذى بصحة وحياة الأسرى، وتسعى إلى الانتقام منهم وقتلهم ببطء عبر الإهمال الطبي وتحويل أجسادهم إلى جثث مؤجلة الدفن، مما يلحق الضرر بالأسرى عموماً ويشكل خطراً على حياتهم.
بدوره، أكد رئيس مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى ياسر صالح، أن إعدام الاحتلال للأسير حسين حسني عطالله داخل المعتقلات يدق ناقوس الخطر، ويشكل خطورة كبيرة على حياة المئات من الأسرى المرضى.
وأوضح صالح في تصريح له، أن استمرار سلطات الاحتلال في إتباع سياسة الإهمال الطبي سيجعلنا نُشيّع الكثير من الأسرى إذا لم نتخذ موقف قوي وحازم ضد الاحتلال خاصة في محكمة الجنايات الدولية.
وأشار إلى أن هيئة شؤون الأسرى تقدمت بالتماس لـ"محكمة" الاحتلال للإفراج المبكر عن الأسير عطالله لكن "المحكمة" رفضت، معتبراً الرفض دليل على إصرار الاحتلال لإنهاء حياة الأسير عطالله.
واعتبر صالح، الإهمال الطبي سياسة لإعدام الأسرى ببطئ، قائلاً: هناك أكثر من 1800 حالة مرضية داخل المعتقلات منها 26 حالة مصابة بالسرطان و84 حالة إعاقة بصرية وسمعية ونفسية، غير الأمراض المزمنة التي تُصيب الأسرى كمرض القلب والكلى والغضاريف، هذه الأمراض وغيرها الكثير زرعت في أجساد الأسرى و"إدارة" معتقلات الاحتلال لا تقدم لهم سوى المسكنات وهذا يشعرنا بالخوف والخشية على حياة الأسرى المرضى في المستقبل القريب".
وطالب صالح، السلطة الفلسطينية والفصائل الوطنية والإسلامية والمؤسسات الحقوقية لضرورة التشبيك مع مؤسسات عربية ودولية لتشكل يد ضاغطة ضد الاحتلال لوقف تجاربه بحق أسرانا الأبطال ولتقديم ملف مُحكم لمحكمة الجنايات الدولية.
واستذكر رئيس مؤسسة مهجة القدس، رفض الاحتلال للجنة طبية محايدة من منظمة الصحة الدولية دخول المعتقلات أو الإطلاع على ملفات الأسرى، وشدد صالح، على ضرورة تشكيل لجنة دولية والضغط على الاحتلال للسماح لها بالإطلاع على حياة الأسرى خاصة المرضى منهم.
في السياق، حمّلت حركة حماس الاحتلال مسؤولية استشهاد الأسير المريض حسين عطالله متأثراً باصابته بمرض السرطان داخل معتقلات الاحتلال.
وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في تصريح صحفي: "إن ارتقاء الأسير حسين عطالله المصاب بالسرطان في سجون الاحتلال شهيداً بسبب الإهمال الطبي المتعمد؛ جريمة وفق كل القوانين وتعكس وحشية الاحتلال، وسلوكه اللإنساني تجاه الأسرى وتحديداً المرضى منهم".
وأوضح القانوع أن الاحتلال يتحمّل مسؤولية استشهاد عطالله، لافتاً إلى أنه لو مرّت تلك الجريمة دون محاسبته ومعاقبته سيزيد من إجرامه وتنكيله بحق الأسرى ونحذر من ذلك.
هذا وأشار بيان صادر عن هيئة الأسرى ونادي الأسير إلى أن المعتقل عطا الله والمحكوم بالسّجن لـ(32) عاماً قضى منها (21)؛ اكتشف إصابته بالسّرطان منذ نحو 4 شهور في 5 أماكن من جسده، وهي: الرئتين، العمود الفقري، الكبد، البنكرياس والرأس.
ولفت البيان إلى أن محامي هيئة الأسرى كان قد تقدّم بأكثر من طلب للإفراج المبكّر عن المعتقل عطا الله؛ إلاً أن "محكمة" الاحتلال في الّلد بالداخل المحتل، رفضت الطلبات المتكررة رغم تقرير طاقم طبي من لجنة الصليب الأحمر وطبيب المعتقل بخطورة وضعه الصّحي.
وحمّلت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير سلطات الاحتلال و"إدارة" معتقلات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الصّحي للمعتقل عطا الله واستشهاده، ورفض الإفراج عنه لتلقّي العلاج في المستشفيات الفلسطينية وقضاء أيامه الأخيرة بين أفراد عائلته رغم قضائه ثلثي مدة المحكومية.