عادت "إسرائيل" وأكّدت الكلام الصادر عن أعلى المستويات في تركيا، بشأن قرب إتمام المصالحة بين الحكومتين خلال عشرة أيام إلى أسبوعين.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"الإسرائيلية عن مصادر سياسية عليا في القدس المحتلة، تأكيدها للتصريحات التركية، خصوصاً تلك التي أدلى بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة مع إحدى شبكات التلفزيون الأميركية. وكان أردوغان أكّد في المقابلة أن موضوع التعويضات لضحايا سفينة "مرمرة" التي كانت ضمن أساطيل الحرية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة قد تمت تسويته، من دون أن يذكر تفاصيل.
وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أن التوقيع على الاتفاق ممكن خلال أيام إذا لم يطرأ ما يعرقل ذلك في اللحظة الأخيرة.
وتنهي المصالحة بين تركيا وإسرائيل أزمة استمرت أربع سنوات بسبب اقتحام الجيش الإسرائيلي لسفينة "مرمرة" بالقوة وقتل وجرح عدد من الناشطين الأتراك، واقتياد السفينة وركّابها إلى ميناء أسدود في العام 2010. وقد علمت "يديعوت" أن الاتصالات بين الحكومتين اكتملت وأنه لم يبق سوى الحسم النهائي للأمر من جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي، كما يبدو، سيعرض الأمر على الحكومة أو المجلس الوزاري المصغّر في الأيام القريبة.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه وفق التسوية التي تمَّ التوصل إليها عبر مفاوضات مطوّلة من فريقي الدولتين وبمشاركة أميركية مكثّفة وعلى أعلى المستويات، فإن إسرائيل ستدفع لتركيا مبلغ 21 مليون دولار ستسلم لصندوق خيري يتولى دفع التعويضات لتسعة شهداء من ضحايا "مرمرة" وللجرحى على متنها.
وفي المقابل، فإن تركيا تلتزم بسنّ تشريع يضمن عدم تقديم ضباط ومسؤولين إسرائيليين للمحاكمة بتهمة تورطهم أو مشاركتهم أو مسؤوليتهم عما جرى في حادث اقتحام السفينة. كما تعهد الأتراك، بحسب الاتفاق، بإنهاء الإجراءات القضائية التي بدأت في إسطنبول بتقديم أربعة ضباط إسرائيليين للمحاكمة بتهمة مسؤوليتهم عن اقتحام السفينة.
ومعروف أنه تجري في إسطنبول محاكمة لرئيس الأركان الإسرائيلي السابق الجنرال غابي أشكنازي ولرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال عاموس يادلين ولقائد سلاح البحرية السابق أليعيزر ماروم ورئيس وحدة الاستخبارات في سلاح الجو سابقاً العميد أفيخاي ليفي.
وعند التوقيع رسمياً على الاتفاق، تعلن "إسرائيل" وتركيا عن التطبيع الكامل في العلاقات بين الدولتين بما في ذلك رفع مستوى العلاقات الديبلوماسية إلى المستوى الأقصى وهو تبادل السفراء.
وأكّدت "يديعوت" على ما كان أردوغان قد أشار إليه أيضاً، وهو أنه تجري حالياً مناقشة المسائل المتعلقة بالدور الإنساني التركي في قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن هناك اتفاقاً شفهياً بين الحكومتين على أن تسمح "إسرائيل" لتركيا بإنشاء مستشفى في غزة وأن تنقل للقطاع مساعدات إنسانية. ونقلت "يديعوت" عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى، قولها إن أردوغان "يشعر أن هذا هو الوقت المناسب لعقد المصالحة مع إسرائيل وإعادة العلاقات بين الدولتين إلى طبيعتها. وهذا بالتأكيد تطور إيجابي ينبغي الترحيب به. إن تركيا دولة مهمّة، ومن المهم جداً ترميم العلاقات معها، خصوصاً في هذه الفترة العاصفة في الشرق الأوسط".
وكانت أقوال رئيس الوزراء التركي قد أثارت ردود فعل متضاربة في "إسرائيل"، حيث شكك البعض فيها خصوصاً أنها ترافقت مع اتهامات بأن نتنياهو هو من يعرقل تنفيذ اتفاقية تطبيع العلاقات.
ويعتقد كثيرون أن الحديث هذه المرّة عن المصالحة التركية الإسرائيلية جدّي أكثر من أي وقت مضى، وأن المصالحة قد تجري كما قال أردوغان "خلال بضعة أسابيع"، وكما يقول إسرائيليون "خلال أقل من أسبوعين".
وقد أبلغ أردوغان تشارلي روز من شبكة "بي بي أس" الأميركية، "توصلنا إلى اتفاق، وأيضاً بشأن نقل مساعدات إنسانية إلى فلسطين"، مؤكداً أنه "عند اتمام هذه المرحلة يمكننا الانتقال إلى عملية التطبيع. لقد تحدثت إلى نظرائي في وزارة الخارجية وأعتقد أن الأمر يتعلق بأسابيع وآمل أن لا تحدث مشاكل مرة أخرى". ومعروف أن رئيس الحكومة الإسرائيلية كان قد اعتذر في آذار من العام الماضي رسمياً، خلال مكالمة هاتفية مع أردوغان، بوساطة الرئيس الأميركي باراك أوباما، عن اقتحام سفينة "مرمرة".