Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

"إسرائيل" تتحدث عن إشارات سعودية: إغراءات اقتصادية.. وضجر عربي من فلسطين!... حلمي موسى

  أكثرت "إسرائيل" في الآونة الأخيرة من التلميح حيناً والتصريح حيناً آخر عن وجود قواسم مشتركة مع دول عربية وخصوصاً السعودية في مواجهة إيران والتطرف الإسلامي.

واندفعت القيادة الإسرائيلية اليمينية طوال الوقت للتأكيد أن الصراع العربي - الإسرائيلي ليس أساس الصراعات في المنطقة وأن هناك صراعات أخطر. وكثيراً ما جوبهت هذه التصريحات الإسرائيلية بنوع من الصمت الذي يوحي لمن يريد، بفهم ما يشاء من دون التزام لا بالنفي ولا بالتأييد.

لكن هذا الوضع تغيّر، على الأقل، في الأسابيع الأخيرة، وأيضاً على هامش مؤتمري دافوس الاقتصادي والأمن الأوروبي. فقد نقلت الصحف الإسرائيلية عن مسؤولين سعوديين كبار تصريحات ومواقف تعكس درجة كبيرة من التغيير على الأقل في السلوك العلني. وبينما كانت السعودية في الماضي تقاطع كل حضور إسرائيلي في المؤتمرات الدولية، فإن بعض مسؤوليها صاروا يشاركون ويمتدحون مسؤولين إسرائيليين، كما جرى مؤخراً من الأمير تركي الفيصل مع وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني. وكان الفيصل نفسه قد حضر في فرنسا قبل أسابيع منتدى بمشاركة إسرائيلية.

وكان الفيصل قال في مؤتمر الأمن في ميونيخ أنه «بوسع إسرائيل أن تكون لاعباً بالغ الأهمية في الشرق الأوسط، إن توصلنا لاتفاق سلام»، مطالباً «بالتقدم في هذا الشأن وعدم الانتظار 60 عاماً آخر». وامتدح الفيصل وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، التي تقود فريق المفاوضات مع الفلسطينيين، متسائلاً عن سبب عدم موافقة حكومتها على المبادرة العربية.

ومن الواضح أن الرغبة السعودية، وربما العربية عموماً، في تسوية القضية الفلسطينية كبيرة، وهي تنم غالباً عن ضجر من استمرارها ومن تواصل أعبائها. ولهذا السبب فإن العديد من القادة العرب يتحدثون أمام مسؤولين أجانب بطريقة مختلفة جداً عن الطريقة التي يتحدثون بها علناً أو أمام شعوبهم.

وشهد على ذلك رئيس «مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية» مالكولم هونلاين في مقابلة موسعة مع صحيفة «هآرتس»، حيث أشار إلى استنتاجه أن القادة العرب «ضجروا من القضية الفلسطينية». وبحسب الصحيفة، فإن هونلاين يلتقي الكثير من الزعماء العرب، لذلك فإنه يعرض كلامهم من دون نسبته لأحد، بل أنه أكد «أنهم أقسى بكثير من الإسرائيليين على القادة الفلسطينيين» حيث يتهمونهم بالفساد.

وأشار هونلاين إلى أن هؤلاء القادة، خصوصاً من دول الخليج، «ضجروا تماماً من الفلسطينيين. ولم يعودوا يثيرون موضوعهم». بل تحدث عن هؤلاء بوصفهم شهوداً محلفين في محاججاته حول تراجع دور أميركا في الشرق الأوسط والتغيير الموازي في مكانة إسرائيل. وقال «سمعت هذا من زعماء بأذني: إسرائيل هي أملنا الوحيد في مواجهة العدو. إننا ندينها علناً، لكننا نصلي لأجلها فعلاً». وأكد هونلاين أن «العدو» الأوحد والوحيد في نظرهم هو إيران.

وتحت عنوان «ماذا عرض رجال أعمال وحكام سعوديون في دافوس على نظرائهم الإسرائيليين؟»، كتبت صحيفة «سوف شفواع» أن السعوديين قالوا للإسرائيليين «نستطيع أن نفتح أمامكم سوقاً أكبر حتى من السوق الأوروبية» إذا قبلتم إبرام السلام. ونقلت الصحيفة عن رجل أعمال إسرائيلي شارك في مؤتمر دافوس قوله إن القصة الأكبر في دافوس كانت إيران واحتمال أن يفتح الاتفاق النووي في جنيف أبواباً لرجال الأعمال الأوروبيين لإبرام الصفقات. لذلك لم يكن غريباً أن يثير حضور الرئيس الإيراني حسن روحاني كل هذا الاهتمام الكبير من جانب المشاركين.

وفسّرت الصحيفة فرصة إيران هذه بأنها أيضاً تعتبر تهديداً لخصومها، وليس فقط لإسرائيل. وقالت إن «رجال أعمال إسرائيليين شاركوا في المؤتمر تحدثوا عن توجه عدد من رجال الأعمال المقربين من الحكم السعودي». وقال أحد كبار رجال الأعمال الإسرائيليين إن «هذه كانت مفاجأتي الأكبر في المؤتمر. فالسعوديون كانوا على الدوام يهربون ويتهربون حتى من لقاءات في الممرات. وهذه هي المرة الأولى التي يتوجه فيها مسؤول كبير في عالم الأعمال السعودي لي مباشرة ويقول: حان الوقت لنبرم أعمالاً معاً. بصفقة كبيرة واحدة يمكننا أن نفتح عصراً جديداً في الشرق الأوسط». وأضاف «ولا ريب عندي أن في خلفية هذا التوجه يكمن الخطر الإيراني، الذي يقلقهم ليس أقل مما يقلقنا، والتعامل الجديد من جانب الولايات المتحدة في الشرق الأوسط».

وروى الصناعي تسفي يميني، العائد من دافوس، عن انفتاح مفاجئ من جانب الذين يحتمل أن يغدوا شركاء إسرائيل الجدد في الشرق الأوسط. وقال إن «الرجل الذي تحدث معنا هو أمير سعودي لا أستطيع ذكر اسمه، لكن لا شك عندي في أنه يمثل النظام السعودي بأعلى مراتبه. لقد قال لي: إن بوسعنا أن نفتح أمامكم سوق 22 دولة عربية، وهي سوق أكبر من السوق الأوروبية».

غير أن رجال الأعمال الإسرائيليين أكدوا أن السعوديين يربطون تقدم العلاقات الاقتصادية بتوقيع اتفاق مع الفلسطينيين. وسبق أن تلقى الإسرائيليون في مؤتمرات دافوس السابقة إشارات من رجال أعمال سعوديين بفتح علاقات تجارية مع إسرائيل إذا تقدمت المفاوضات.