قد يكون التقليد أو التأثر بالأصوات الشعرية السابقة ما يدفع شبابنا باستثناءات محدودة إلى كتابة مألوفة ومنجزة لا تخرج عن سياق إعادة كتابة المكتوب مبنى ومعنى
في استغراق واضح للماضي ،فهي كتابة لا تغادر الماضي رغم ان زمن كتابتها هو الحاضر، ذاهبة في أسئلته، وقلقه، ومراياه، وبالتالي لا تضيف إليه ولا للحاضر او المستقبل شيئاً، إنها مطمئنة وراضية مرضية في تواصلها مع الموروث والمكتسب دونما تمحيص او تدقيق وتجاوز.. وهذا ليس وقفاً على القصيدة «الخليلية» أو «التفعيلية»-إن صحت التصنيفات -، بل يتعداه إلى ما يكتب في الراهن تحت مسميات مختلفة، سيما أن الشعر هو الشعر سواء اعتمد التفعيلة او لم يعتمدها، وهو يقاس بالشعرية فيه أولاً وقبل كل شيء آخر، فالتشكيل الشعري بيت القصيد في قراءته، وتفحصه ومحاكمته. وأية إحالة أخرى للشعر إلى ضرورات خارج الإبداع هي إحالة مزورة بالطبع، ولا يتم اللجوء إليها إلا عندما يفتقد الشاعر القدرة على البناء، لغياب الموهبة او لضعف أدواته وعجزه الفني، وقد استخدمت وما زالت تستخدم لافتات كثيرة للتغطية والتمويه عن هذا الضعف، ولنا في الكثير مما نطالعه هذه الأيام تحت عنوان"الشعر" دلالة لا تحتاج إلى برهان.
زاوية الاسبوع