خمسة أسابيع هي المهلة التي حددها اتفاق حركتي «فتح» و«حماس» لتشكيل الحكومة الفلسطينية الواحدة، وهي حكومة كما قيل، لن تكون حكومة محاصصة بل حكومة «محايدة» ومرضي عنها من الجميع،
لكي تشرف على إنجاز الانتخابات التشريعية أساساً، وحملة إعادة الإعمار والبناء، وإكمال مسيرة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي هي أمل شعبي فلسطيني طال انتظاره.
الفلسطينيون يضعون أيديهم على قلوبهم لجملة من الأسباب المعقولة: فشل الاتفاقات المبرمة سابقاً بين الحركتين في تحقيق المصالحة وصولاً إلى استعادة الوحدة الوطنية. الحرب المعلنة من الكيان الصهيوني والإدارة الأميركية على هذه الوحدة واعتبار أي حكومة فلسطينية تضم أفراداً من حركة «حماس» حكومة إرهابيين.
الحذر الشعبي الفلسطيني له ما يبرره من احتمال بروز مشكلات قد تعيق تحقيق الوحدة الوطنية. فالأسابيع الخمسة محفوفة بوجود عدد من القنابل الموقوتة والمصنعة محلياً وأميركياً وصهيونياً. فالموقف المطلوب كما يراه الرئيس الفلسطيني يقوم على أساس (وحدة في مواجهة العنت الإسرائيلي الذي يرفض الالتزام بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف). وخلال اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني يوم السبت الماضي أكد عباس هذه الحقيقة حين أوضح أن المحتلين لا يريدون دولة فلسطينية في حدود حزيران 67 كما أنهم يصرّون على اعتراف فلسطيني بيهودية الدولة الصهيونية وهو أمر كرّر الرئيس الفلسطيني رفضه.
مع ذلك لا بد أن نقرر مدى أهمية الالتفاف الشعبي الفلسطيني حول الاتفاق وإعلان دعمه له مع الاستعداد الشعبي الفلسطيني لما هو أسوأ. أما ردود الفعل عربياً فلم ترق حتى اللحظة لمستوى التحديات، ومنها الاستعداد العربي لتنفيذ قرارات عربية على أعلى المستويات لتقديم الدعم المالي للسلطة كي تنهض بواجباتها الأساسـية من رواتب وغيرها تعويضاً عن الأموال التي تتلقاها السلطة من الدول المانحة ومن أموال الضرائب والإدارة الأميركية.
إن أهم التحديات تكمن في: إنجاز خطوات عملية في الداخل وجسر الهوّة بين الطرفين والموقفين من المفاوضات ومن أشكال المقاومة الشعبية. لمواجهة الهجمة الاستيطانية وخطوات التهويد والأسرلة والحملات العسكرية العدوانية التي قد توجه ضد القطاع أولاً، ومن ثم المخاوف من هجمات عسكرية على مدن ومخيمات في الضفة الغربية. ويترتب على إعلان الحكومة الجديدة وإنجاز الانتخابات التشريعية وضرورة إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية وانتخاب مجلس وطني فلسطيني يضع استراتيجية المرحلة الحاسمة فلسطينياً.
أمام الفلسطيني فرصة انتظار الإنجاز بكثير من الحذر وقليل من الأمل.