شارك مئات المواطنين، مساء اليوم، في مسيرة شعبية انطلقت من أمام المنزل الذي اغتيل فيه الشهيد باسل الأعرج في مدينة البيرة بالضفة الغربية، تنديدا بجريمة قوات الاحتلال."الإسرائيلي".
وردد المشاركون في المسيرة هتافات تطالب السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال وقد انطلق المحتجون في مسيرة جابت شوارع رام الله.
أصدقاء الشهيد أكدوا أنه ليس شخصا استثنائيا بل هو مؤرخ فلسطيني ومن النخبة المثقفة التي قدمت الفكر للقضية الفلسطينية ولمقاومة الاحتلال.
وخلال مشاركته في الفعالية، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان أن دماء الشهيد باسل تمثل مظلومية كل شاب فلسطيني حر.
النائب في المجلس التشريعي خالدة جرار، بدورها، أكدت أن الشهيد باسل الأعرج هو ضحية التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والكيان "الإسرائيلي"، داعية إلى محاكمة الاحتلال دوليا على جرائمه.
العائلة تستحضر ابنها المثقف
محمود الأعرج والد الشهيد باسل الأعرج، أكد في وقت سابق أن نجله كان من الناشطين في مواجهة الاحتلال ومخططاته الاستيطانية ببيت لحم.
ووصف الوالد فترة اعتقال نجله من أمن السلطة وحتى ما بعد الإفراج عنه ومطاردته من الاحتلال بالصعبة للغاية.
وأما خالد الأعرج عم الشهيد فأكد أنه كان ملما بالثقافة والتاريخ ولاسيما المتعلق بالثورات الفلسطينية ورجالاتها، مشيرا إلى أن هذه الثقافة ولدت لدى الشهيد وعيا بمخططات الاحتلال الرامية إلى تقسيم فلسطين عبر جدار الفصل العنصري.
ردود فعل مستنكرة
وكانت الفصائل الفلسطينية دانت جريمة اغتيال باسل الأعرج وأكدت أنها نتيجة التنسيق الأمني بين الكيان الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية.
حركة الجهاد الإسلامي، من جهتها، طالبت بوقف التنسيق الأمني بين السلطة وسلطات الاحتلال، مؤكدة أنه كان سببا رئيسيا في استشهاد الأعرج.
وقال القيادي في الحركة أحمد المدلل إن عملية اغتيال الأعرج في رام الله، تؤكد أن انتفاضة القدس مستمرة، وأن إرادة الشعب الفلسطيني لن تنكسر.
بدورها، أكدت الجبهة الشعبية أن الوفاء لدماء الشهيد الأعرج يتطلب إنهاء اتفاق أوسلو وصوغ استراتيجية وطنية جدية وتفعيل الانتفاضة.
الأمين العام للجبهة أحمد سعدات ورفاقه في سجون الاحتلال نعوا الشهيد الأعرج ودعوا الشباب الفلسطيني الثائر إلى المضي على دربه والاستفادة من تجربته النضالية والثقافية الغنية.
بدورها، قالت حركة حماس إن استشهاد الأعرج يذكر ببشاعة سياسة التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة التي تنتهجها السلطة، وطالبت الفصائل الفلسطينية والمؤسسات الوطنية بجهد وطني مشترك لوضع حد للسلطة.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم حركة فتح للإعلام الدولي زياد أبو زياد إن إعدام الأعرج خطوة أخرى باتجاه التصعيد، محذرا من أن تـكرار الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق الفلسطينية سيؤدي إلى ردود فعل لا تـحمد عقباها..
وبدورها، دعت المبادرة الوطنية الفلسطينية إلى فرض المقاطعة والعقوبات على الاحتلال لردعه.
مشاهد توثق الاشتباك
هذا وأظهرت مقاطع مصورة اشتباك قوات الاحتلال مع الشهيد باسل الأعرج داخل منزله في مدينة البيرة فجر اليوم.
وأوضحت اللقطات كيفية اقتحام وحدة خاصة من جيش الاحتلال منزل الشهيد الأعرج والاشتباك معه قبل أن يرتقي شهيدا برصاصها.
احتجاز الجثمان
ويواصل الاحتلال احتجاز جثمان الشهيد الأعرج.
وفي هذا السياق، تقدمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ظهر اليوم، بالتماس تمهيدي للنيابة "الإسرائيلية" في القدس للإفراج عن جثمان الشهيد الأعرج.
وأوضح بيان صادر عن الهيئة، أنها لم تتلق أي رد حتى اللحظة من قبل النيابة حول الالتماس، وفي حال عدم تلقي رد سيتم التوجه بالتماس للعليا "الإسرائيلية" للإفراج عن جثمان الشهيد الأعرج.