شغلت مبادرة الدكتور رمضان عبد الله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي أطلقها خلال مهرجان الاحتفال بذكرى الانطلاقة الـ 29، وباستشهاد مؤسس الحركة الدكتور فتحي الشقاقي،
السياسيين والمفكرين، ووسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، والرأي العام الفلسطيني، خاصةً وأنها بنقاطها العشر جاءت للخروج من المأزق الوطني الفلسطيني.
فخطاب الدكتور رمضان، وكما رآه الكثيرون كان هاماً وضرورياً وجاء في وقته المناسب، خاصةً مع استمرار انغلاق الأفق السياسي الفلسطيني.
المتابعون وخاصةً الفلسطينيين وجدوا في هذا الخطاب أهمية كبرى، نظراً لأنه يخرج بنقاط قد تسهم – في حال تبنيها من قبل السياسيين- في إنهاء حالة الركود الفلسطيني، لاسيما إنهاء الانقسام الفلسطيني، والخروج من الطريق المسدود الذي يعيشه الفلسطينيون جراء استمرار الحصار والانقسام.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أن المبادرة تضمنت استنهاض للحالة الفلسطينية، والخروج من المأزق التاريخي التي تعيشه الحركة الوطنية الفلسطينية، ويمكنها أن تضع الشعب الفلسطيني أمام مسار صحيح لاستعادة الحقوق.
واعتبر أن البرنامج الذي طرحه الدكتور رمضان واقعي في ظل تراجع سلطات الاحتلال عن كل الاتفاقيات والسعي "الإسرائيلي" الواضح لحسم وضع الضفة والقدس المحتلتين، لافتاً إلى أنه عندما تتنكر سلطات الاحتلال لكل الحقوق الفلسطينية وتضع برنامج يلغي الشعب الفلسطيني؛ فإن الطريق الوحيد يتمثل في الاجماع على هذه النقاط.
المتابع عادل ياسين، أعرب عن احترامه وتقديره للأمين العام لسعيه لتوحيد الصف في مواجهة عدو واحد هو كيان الاحتلال.
ورأى المتابع نبيل دياب، أنه من الضروري التقاط الأفكار السديدة التي تم طرحها لتتقاطع مع الأفكار والتوجهات التي جرى طرحها مسبقاً، مشيراً إلى أن الخلاص يكمن في صياغة رؤية واستراتيجية وطنية متكاملة يتوافق عليها كل من تعنيه المصلحة العليا لشعبنا.
فيما كتب آخرون أن المبادرة مبادرة مهمة من قبل حركة الجهاد الإسلامي، مطالبين العمل بها من كل الفصائل الفلسطينية وعدم السماح باستمرار الوضع الحالي في فلسطين.
وفي مقال له تحت عنوان ليلة عزف "ابو عبد الله" نوتة الوحدة، قال الصحافي فارس الصرفندي: ابو عبد الله قرر هذا المساء وفي مهرجان انطلاق حركته في قطاع غزة ان يلقي بمبادرة سياسية حرص ان تكون نقاطها جامعة للفلسطينيين غير مفرقة وان تكون هذه النقاط للالتقاء لا للخلاف والصراع.. فكم من مبادرة فلسطينية القيت لجسر الهوة وفي تفاصيلها مزيدا من المفتجرات لزيادة الهوة..!
وأضاف: النقاط العشر التي وضعها الرجل هي محل اجماع للفلسطينيين ولم اجد نقطة من النقاط العشر يخالفها احد الا من اراد الخلاف لاجل الخلاف.
ولم تقتصر متابعة المبادرة التي أطلقها الأمين العام للجهاد على وسائل الإعلام المحلية، بل تعداها لكافة الصحف والفضائيات العربية والدولية، حيث برزت في العناوين الأولى لهذه الصحف الهامة.
وفي السياق، رحبت فصائل فلسطينية بمبادرة النقاط الـ10 التي طرحها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي د.رمضان عبدالله "نحو استراتيجية فلسطينية جديدة" للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن.
فقد رحبت حركة حماس بالمبادرة، واعتبرتها مبادرة شاملة لتصويب الوضع الفلسطيني.
ودعت الحركة في تصريح صحفي، جميع الأطراف الفلسطينية إلى دعم هذه المبادرة ومساندتها، مهنئة في الوقت ذاته حركة الجهاد الاسلامي بذكرى انطلاقتها الجهادية الـ29 والتي تعبّر عن التمسك بخيار المقاومة طريقاً للتحرير.
وأكد القيادي في حركة حماس محمود الزهار أن حركته وحركة الجهاد الإسلامي تتفقان على أن هناك ثوابت لا تمسّ، ورؤى واضحة ثابتة لا تتغير لا بزمان ولا بمكان.
وأضاف الزهار في كلمة له خلال مشاركته بمهرجان "الجهاد ميلادنا المتجدد" الذي نظمته حركة الجهاد في ساحة الكتيبة غرب غزة إحياء لانطلاقتها الـ29، "أن فلسطين هي كل فلسطين التي نعرف، لا تقبل القسمة على أي عدد، وأن وحدة الأرض ثابتة لا تتغير ولا تتبدل".
من جهتها، أعربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن ترحيبها بمبادرة حركة الجهاد الإسلامي للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن.
وأكد القيادي في الجبهة عبد العليم دعنا في مقابلة خلال نشرة على قناة فلسطين اليوم، إن أغلب النقاط التي ذكرها الدكتور رمضان عبد الله تشكل مطالب متفقاً عليها من قبل الشعب الفلسطيني.
بدوره، وصف مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، مروان عبد العال، مبادرة النقاط العشر التي أعلن عنها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، د.رمضان عبد الله، بأنها "مبادرة مهمة جداً خاصة في الظروف التي نعيشها في الواقع الفلسطيني".
ورأى عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية، أن المبادرة "محط إجماع" فلسطيني.
وقال: "أعتقد أنه لا يمكن الاختلاف مع أي نقطة من نقاط هذه المبادرة، خاصة لأنها تطالب بتعزيز المشروع الوطني الفلسطيني بكل ركائزه الوطنية".
وأكد مسؤول أن المبادرة تأتي "استجابة حقيقة للرسالة التي أطلقها شبان الانتفاضة في أراضي فلسطين"
كما أكد مسؤول حركة فتح ـ الانتفاضة في لبنان، حسن زيدان، على أن المبادرة التي أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أمس الجمعة، تعتبر "سابقة، على الأقل في السنوات الأخيرة في الساحة الفلسطينية، وعلى الجميع أن يتلقفها وأن لا يضيع هذه الفرصة الثمينة".
وقال زيدان إن "حركة فتح الانتفاضة تتطلع إلى ترجمة ما جاء على لسان الأخ المجاهد رمضان عبد الله شلح".
الأمين العام لحركة الأحرار الفلسطينية أ.خالد أبو هلال، رحّب بدوره، بمبادرة الدكتور رمضان عبد الله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين,
وأكد أبو هلال أن المبادرة تمثل موضع إجماع للكل الفلسطيني وقد رسمت خارطة طريق لتصويب البوصلة وترتيب البيت الفلسطيني والخروج من الأزمة الراهنة.
وشدد أبو هلال بأن المطلوب من الكل الفلسطيني التقاط هذه المبادرة الهامة وعقد حوار وطني معمّق لمناقشة بنودها وإيجاد آليات لتطبيقها.
من جهتها، قيادة لجان المقاومة قالت في تصريح صحفي، إن حركة الجهاد الإسلامي أحدثت إضافة نوعية للعمل الجهادي في فلسطين وقدمت نماذج مميزة في مسيرة العطاء والتضحية، وعلى رأسهم الدكتور الشهيد المفكر فتحي الشقاقي .
كما هنأ حزب الشعب الفلسطيني الأخوة في حركة الجهاد الإسلامي بالذكرى الـ29 ﻻنطلاق حركتهم التي وصفها بأنها جاءت استمراراَ لمسيرة الكفاح الوطني من أجل استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة، حيث لعبت حركة الجهاد دوراَ مهما في مسيرة النضال الوطني.
وقال الحزب في تصريح صحفي صدر عنه صباح اليوم السبت، إن المبادرة التي أطلقها الدكتور رمضان عبدالله في خطاب الانطلاقة، حملت العديد من النقاط والأسس الهامة، وجاءت لتعكس عمق الحاجة الفلسطينية لضرورة الاتفاق على رؤية استراتيجية فلسطينية جامعة، تعيد للقضية الوطنية مكانتها على مختلف الصعد.
وأضاف ان هذا لأمر بات يستدعي أكثر من أي وقت مضى، ضرورة عقد لقاء فلسطيني شامل على أعلى مستوى، يضم القوى الفلسطينية لبحث مقترحات د.رمضان، وأية آراء اخرى من القوى الفلسطينية بهدف اﻻتفاق على هذه اﻻستراتيجية ووضع آلآلية اللازمة لتنفيذها وفي مقدمة ذلك إنهاء اﻻنقسام في أسرع وقت ممكن.
* * * * * * * * * *
وفيما يلي نعيد نشر مبادرة النقاط العشر للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، د.رمضان عبد الله:
أولاً: أن يعلن الرئيس محمود عباس أبو مازن إلغاء اتفاق أوسلو من الجانب الفلسطيني، وأن يوقف العمل به في كل المجالات. قيادة منظمة التحرير وعدت الشعب الفلسطيني بدولة في حدود 1967، فبعد 23 سنة من الفشل الذريع والخيبة لم تقم الدولة، ولا أمل بأن يتحقق ذلك في المدى المنظور. ورئيس السلطة وعد وهدد مرات عديدة إذا لم تف إسرائيل بالتزاماتها في اتفاق أوسلو المشؤوم، فإن المنظمة لن تفي بالتزاماتها أي ستوقف العمل باتفاق أوسلو، فعلى رئيس السلطة أن يفي بالتزاماته ووعوده التي قطعها على نفسه لشعبه.
ثانياً: أن تعلن منظمة التحرير سحب الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني إسرائيل؛ لأن هذا الاعتراف هو أم الكبائر والمصائب والكوارث في التاريخ الفلسطيني، حيث تنازل صاحب الحق عن وطنه التاريخي فلسطين، لعدوه الذي بنى حقه على الأكاذيب والأساطير والخرافات، ويحتفل في العام القادم بذكرى مائة عام على وعد بلفور وخمسين سنة على احتلال القدس، وعادت المنظمة بأقل من خفي حنين.
ثالثاً: أن يعاد بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتصبح هي الإطار الوطني الجامع الذي يضم ويمثل كل قوى وأبناء الشعب الفلسطيني. منظمة التحرير التي مشت في جنازة بيرز لا تمثل في ذلك قطاعاً واسعاً من حركة فتح، فضلاً عن أن تمثل الجهاد وحماس وبقية القوى والفصائل وغيرهم.
رابعاً: إعلان أن المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ما زالت مرحلة تحرر وطني من الاحتلال، وأن الأولوية هي لمقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة بما فيها المقاومة المسلحة، وهذا يتطلب إعادة الاعتبار للمقاومة بل وللثورة الفلسطينية وتعزيز وتطوير انتفاضة القدس لتصبح انتفاضة شاملة وقادرة على هزيمة الاحتلال ودحره عن أرضنا بلا قيد أو شرط.
خامساً: إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، وصياغة برنامج وطني جديد وموحد، وإعداد إستراتيجية جديدة شاملة على قاعدة التحلل من اتفاق أوسلو، بما ينهي وجود سلطتين وكيانين في غزة ورام الله، وينهي حالة الصدام القائمة بين برنامجين، أحدهما متمسك بالمقاومة ورافض للاحتلال؛ والآخر يجرّم المقاومة ويلاحقها بالشراكة مع الاحتلال والتنسيق الأمني.
سادساً: أن يتم صياغة برنامج وطني لتعزيز صمود وثبات الشعب الفلسطيني على أرضه.. إننا نخوض صراع الوجود والبقاء على أرض فلسطين في مواجهة عدو يدير الصراع على قاعدة حشر أكبر عدد من الفلسطينيين في أصغر مساحة من الأرض، في انتظار أية ظروف أو متغيرات إقليمية ودولية تسمح له بتهجير أكبر عدد من الفلسطينيين من أرضهم وإعلان فلسطين «دولة يهودية» خالصة لليهود والصهاينة.
سابعاً: الخروج من حالة اختزال فلسطين أرضاً وشعباً في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتأكيد على أن الشعب الفلسطيني في كل فلسطين وأينما كان هو شعب واحد وقضيته واحدة. وهذا يتطلب أن تشمل الإستراتيجية الوطنية الجديدة كل مكونات الشعب الفلسطيني في الأرض المغتصبة عام 48، والأرض المحتلة عام 1967، وفي كل مناطق اللجوء والشتات حول العالم.
ثامناً: الاتصال بكل الأطراف العربية والإسلامية، ليتحملوا مسؤولياتهم التاريخية تجاه هذه الخطوات، وتجاه الأخطار والتحديات المصيرية التي تواجهها فلسطين وشعبها، وتجاه ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى، وأن يوقفوا قطار الهرولة نحو العدو الغاصب لفلسطين والقدس، وأن يسحبوا المبادرة العربية من التداول. وأيضاً العمل مع الشقيقة مصر على إنهاء الحصار عن قطاع غزة، والسماح بإعادة الأعمار؛ فلا يعقل أن عبقرية مصر، كما وصفها المرحوم المفكر جمال حمدان، عاجزة عن التوفيق بين متطلبات الأمن القومي المصري وبين مساعدة الشعب الفلسطيني على توفير متطلبات الحياة الطبيعية كباقي البشر بفك الحصار الظالم عن القطاع.
تاسعاً: أن تقوم قيادة منظمة التحرير من موقعها الرسمي، بملاحقة دولة الكيان وقادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية كمجرمي حرب، وأن يتم العمل على تفعيل وتعزيز حركة المقاطعة الدولية للكيان الصهيوني في كل المجالات. إن أخذ زمام المبادرة على هذا الصعيد يتطلب التحرر من حالة الاستسلام للإرادة الأمريكية والمشيئة الإسرائيلية. العالم يتغير والمنطقة تغلي، والسياسة في حالة سيولة غير مسبوقة، فقط السياسة الفلسطينية محنطة، وفي حالة شبه موات واستسلام كامل لإملاءات ورغبات وهواجس أمريكا وإسرائيل وحالة الضعف العربي.
عاشراً: إطلاق حوار وطني شامل بين كل مكونات الشعب الفلسطيني لبحث خطوات ومتطلبات التحول نحو هذا المسار الجديد الذي سيعيد الاعتبار لقضيتنا ويضعنا على الطريق الصحيح نحو استعادة الأرض والحقوق".