نظمت حركة الجهاد الإسلامي، ظهر اليوم الأحد، مسيرة جماهيرية حاشدة في قطاع غزة، وذلك الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة القدس المباركة، وذكرى الانطلاقة.
وتوافد آلاف المواطنين إلى ميدان غزة للمشاركة في المسيرة إلتي دعت إليها حركة الجهاد، حيث انطلقوا من ميدان فلسطين وسط غزة إلى شارع الوحدة قرب مجمع شواء وحصري.
ورفع المشاركون صورة الشهداء وصورة الشهيد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي، وصور مفجر انتفاضة القدس المستمرة، الشهيد البطل مهند حلبي.
هذا وألقى الشيخ بسام السعدي القيادي في حركة الجهاد، كلمة مباشرة من جنين بجموع المحتشدين في غزة، أكد خلالها بأن الانتفاضة هي الطريق الأصوب وهي قاعدة الوحدة.
وفيما يلي نص كلمة الشيخ بسام السعدي:
«أهلنا في غزة هاشم غزة الصمود والتحدي أيها القابضون على جمرتي الدين والوطن، يا من نستمد من صبركم المنقطع النظير العزة الكرامة,.
أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم على امتداد هذا الوطن الجريح، وفي الشتات، وفي كل مكان..
تحل علينا في هذه الأيام ذكريات عطرة ذكرى انتفاضة الأقصى الباسلة وذكرى الشهيد فتحي الشقاقي وذكرى معركة الشجاعية المجيدة، ومرور عام على انتفاضة القدس المباركة..
انتفاضة الأقصى الباسلة جرعت العدو الصهيوين الألم والمرارة فكانت العمليات الاستشهادية التي ردت الصاع صاعين ولقنت العدو درساً لن ينساه أبداً، ومهدت بمعاركها وصمودها في مخيم جنين ونابلس وباقي مدن الضفة الغربية لمعارك أكبر في الإقليم كحرب 2006 في لبنان وحروب غزة التي جاءت تباعاً 2008-2009 و2012 و2014. تلك اتلمعارك أثبتت ولأول مرة على أرضنا الفلسطينية أنه بالإمكان هزيمة جيش الاحتلال.
نعم لقد خاضت الضفة وغزة الباسلة معركة الصمود والتحي في وجه الاحتلال الغاشم، ومازالت المسيرة مستمرة ومازال المجاهدون قابضين على الزناد يتظرون يوم المنازلة الكبرى مع هذا العدو المتغطرس، تلك المنازلة التي ستكون إن شاء الله بمثابة ملحمة تاريخية لها ما بعدها
شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية لم يمت ولن يموت بإذن الله بل هو جمر تحت الرماد رماد الاحتلال، ورماد التنسيق الأمني، يشتعل بين الفينة والأخرى رغم كل المحاولات لثنيه على طريق مقاومة الاحتلال. فشعبنا في الضفة ينتقل من انتفاضة إلى أخرى ومن مواجهة لأخرى ومن خندق إلى آخر لم يرفع الراية ولم ولن يستسلم بإذن الله، فمازال هذا الشعب يواص المسيرة؛ مسيرة معركة الشجاعية في سنة 1987 معركة البطولة والفداء، المعركة التي قدحت شرارة رئيسية من شرارات عام 1978، وهي المعركة التي طورت على محور الزمن لتكون معركة الشجاعية الكبرى عام 2014.
في الشجاعغية الأولى تبدت الإرادة والتصميم على مقاومة الاحتلال واستشهد أبطال المعركة وقتل من قتل من الصهاية. وفي الشجاعية الثانية انهار لواء غولاني بأكمله. هذا المعارك هي زرع القادة العظام المبادرين إنها معركة الشقاقي والياسين وأبي جهاد. لقد نهض القائد الكبير فتحي الشقاقي في وقت مبكرً لبعث العمل المسلح مدركاً ضورة النزول إلى هذا الميدان، فكانت معركة الشاجاعية الأولى مثالا ًعلى هذا النهوض، كان نبراساً ودليلاً في الطريق وعلامة على الدرب.
نعم أيها الأخوة تتداخل الأحداث بعضها مع بعض من انتفاضة عام 1987 وما سبقها ومهّد لها إلى انتفاضة الأقصى/ وما بينهما من عمليات استشهادية على مدار التسعينات وصولا إلى انتفاضة القدس. كما تتداخل هذه الانتفاضات والأحداث والعمليات مع ذكربات القادة الذين قضوا على هذا الدرب شهداء.
كلمتنا اليوم لهؤلاء القادة، كلمتنا اليوم للقائد الشهيد فنحي الشقاقي لتهنأ روحك عند ربك فها هو شعبنا الفلسطيني يواصل السيرة والمسيرة في الضفة وغزة. ففي الضفة تستمر حرب السكاسكين والدهس من كل أطياف الشعب الذي يأبى الضيم وفي غزة تحشد المقاومة وتراكم من القوة استعدادا للمنازلة الكبرى.. الله أكبر لقد أصبح الحجر رصاصة والرصاصة قنبلة والقنبلة قذيفة والقذيفة صاروخاً، وصار للمقاومة جيش فوق الأرض وتحت الأرض، يرابط في الميدان، وعلى الثغور يشتبك مع العدو مجابهة، ومن تحت الأرض وخلف الخطوط، ويأسر من جنوده أمام ناظرية ويضطر هذا العدو للتراجع، ليهنأ القادة الكبار والعظام وهم عند ربهم بهذه النتيجة التي سعوا من أجلها وعملوا لها ليل ونهار،/ أصبح الحلم حقيقة وصارت تترجم في الميدان، لا يسعنا اليوم إلا أن نطيّر التحية العطرة لروحك أيها القائد العظيم البطل فتحي الشقاقي.. لقد قضيت شهيداً على يد الصهاينة الذين تبجح رئيس وزرائهم مبدياً عدم الأسف من عاصمة عربية، ولإن كان استشهادك على يد الصهاينة يشكل فخراً لا يدانيه فخر، فإن مقتل رابين على يد متطرف منهم وكلهم متطرفون، يشكّل فضيحة بكل المقاييس. وشتان شتان ما بين روحين وموتين. لقد ذهب رابين بخزيه ووعاره، أما أنت فقد صنعت الحياة بموتك واستشهادك.. الله اكبر الناس جميعهم يموتون وتختلف الأسباب، ولكن الناس لا يترفعون هذا الارتفاع ولا ينتصرون هذا الانتصار ولا يتحررون هذا التحرر ولا ينطلقون هذا الانطلاق إلى ذاك الأفق؛ إنما هو اختيار الله وتكريمه لفئة كريمة من عباده تشارك الناس في الموت وتنفرد دون كثير منهم بالمجد في الملأ الأعلى.وفي دينا الناس.
أما شريك رابين في الجريمة وهو بيريز فقد هلك في هذه الأيام وتسابق بعض العرب على رثائه والحديث في شمائله فهنك من بكى منهم، ومنهم من قال عنه طبت حياً وميتاً، وهناك من عزى في موته، وهناك من شارك في جنازته، هؤلاء جميعاً يسيرون في الطريق الخاطئ، وضد إرادة شعبهم، ويبقى القادة وزرعهم الذي أثمر على أرض فلسطين «ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله»..
أيها الأخوة الأحباب في هذا الموقف وفي هذا الزمن الأمريكي الصهيوني الذي يحاصر ابناء شعبنا وأمتنا، نؤكد على التالي:
ـ إن الانتفاضة هي الطريق الأصوب والأقصر للخلاص من كل آثار أوسلو التدميرية التي شغلتنا عن مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض والمقدسات. وهي قاعدة الوحدة والإجماع الفلسطيني نحو تشكيل البرنامج المشترك لقوى المقاومة وهي الكفيلة بإعادة القضية الفلسطينية للشارع العربي والإسلامي بعيداً عن التنازع والانقسام الداخلي، والذي ارتكز عليه البعض للتخلي عن فلسطين للأسف الشديد.
لذا ندعو من موقعنا هذا أبناء شعبنا وفصائله للتوافق على برنامج وطني يرتكز على المقاومة لدحر الاحتلال وتفكيك الاستيطان وإنهاء الانقسام.
كما ندعو السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية للتوقف عن ملاحقة المقاومين ووقف التنسيق الأمني، الذي يخدم العدو في الدرجة الأولى.
ونؤكد على مشروعية الخطوات النضالية التي يخوضها اأسرانا الأحرار، والمقاومة الفلسطينية لن تدخر جهداً لكسر قيودهم وتحريرهم.
ولا ننسى أن نذكر الأمة العربية والإسلامية بأن القدس والمقدسات وفلسطين هي أمانة في أعناقهم..
وفي الختام نوجه التحية كل التحية لفصائل المقاومة الفلسطينة في قطاع غزة الحبيب، كتائب القسام، وسرايا القدس، وكتائب أبو علي مصطفى، وكتائب المقاومة الوطنية، وألوية الناصر صلاح الدين، وكل المجاهدين المرابطين على الثغور.
وكل التحية لأرواح شهداء على امتداد تاريخ مقاومة هذا الشعب الأبي.. الشهيد عز الدين القسام ورفاقه، وعبد القادر الحسيني، وأبو عمار، والياسين والشقاقي، وأبو علي مصطفى، والطوالبة والعياش، ومحمد الشيخ خليل، وأبو الوليد الدحدوح، ومفجري انتفاضة القدس ضياء التلاحمة، ومهند الحلبي، والشهيد ياسر الحمدوني، شهيد الحركة الأسيرة، وكل شهداء الحركة الأسيرة.. وكل شهداء شعبنا..
المجدد والخلود لشهداءنا الأبرار والحرية لأسرانا البواسل
وإنه لجهاد.. نصر أو استشهاد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته»
(خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم)