نظّم القائمون على المؤتمر الوطني للحفاظ على الثوابت، اللقاء الوطني الـ10 في قطاع غزة، بعنوان " #الانتفاضة_طريقنا ".
وأكدت الكلمات خلال المؤتمر، على الثوابت الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة للشعب الفلسطيني، والقدس والأقصى وفلسطين كلها غير قابلة للقسمة أو التقسيم.
د. محمود الزهار ـ رئيس المؤتمر الوطني للحفاظ على الثوابت
المؤتمر في يومه العاشر الذي غطى به وجه الدنيا يقول هناك ثوابت لا تتغير بزمان ولا تتغير بمكان، الثابت الأول: أن هذا الإنسان الذي قال فيه ربنا «ولقد كرّمنا بني آدم..» إلى آخر الآية، قالها سبحانه وتعالى بالتفخيم، فهذا الإنسان المكرّم حقه ثابت؛ وكل شيء فيه ماله وأرضه وعرضه، هذا الشعب يؤكد وأنتم في طليعة هذا الشعب تؤكدون على حق الإنسان في كل شيء. الثابت الثاني: أرض هذا الإنسان، فلسطين جزء من الأمة العربية والإسلامية، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، ونحن لن نتنازل عن شبر واحد من فلسطين كل فلسطين. الثابت الثالث: أن مقدساتنا التي يحاولوا الآن أن يقسمونها زمانياً ومكانياً؛ والتي يُدفع ثمن من دماء أبنائنا وبناتنا ورجالنا ونسائنا وأطفالنا، حتى يمنعوا هذا التقسيم الزماني والمكاني، والذي استطاعوا أن يحققوا ذلك بالفعل في هذه الانتفاضة المباركة، انتفاضة القدس والأقصى التي استمرت بعد الانتفاضة الأولى، هذا كله يؤكد أن لا مساس ولن نسمح بالمساس بمقدساتنا الإسلامية والمسيحية على حد سواء. والثابت الرابع، هو أن عقيدتنا لا نغيرها، عقيدتنا التي ابتدأنا فيها هذا المؤتمر في سورة الإسراء التي تؤكد على معركة وعد الآخرة، معركة تحرير فلسطين، كل فلسطين. ثوابتنا: الإنسان، والأرض، والعقيدة، والمقدّس، دونها أرواحنا، وأبناءنا وبيتوتنا، حتى نحقق العودة الكاملة لشعبنا إلى كل شبر من أرضنا، لنصلي في مقدساتنا ونحمي أرضنا.
د.أحمد بحر ـ نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني
لا نريد أن نتجرّ الماضي، لا نريد أن نرجع إلى المآسي التي تسبب فيها هذا الكيان الصهيوني المجرم، ولكنا اليوم باسم شعبنا نؤكد أننا في حاجة إلى أمرين: أولاً: وحدة الشعب الفلسطيني، وأنا أرى في هذا الاجتماع الميمون في مؤتمر الثوابت الفلسطينية أن شعبنا الفلسطيني توحّد في هذا الاجتماع الميمون والمبارك، سواءً على مستوى الفصائل الفلسطينية بأجمعها، أو على مستوى الوجهاء والمخاتير، أو على مستوى المرأة الفلسطينية المقاومة والمجاهدة في سبيل الله، وشعبنا هناك في الشتات يقفون أيضاً معنا، فنحن موحدون على حق العودة رغم أنف هذا الاحتلال الصهيوني، أما الأمر الثاني: فإننا نؤكد أن لا تحرير لهذه الأرض، ولا يمكن لحق العودة أن يكون، لا نريد لا نبادلة ولا تهجير ولا تدويل ولا تعويض إلا بحق العودة، ولن يتم ذلك إلا بالمقاومة بكل أنواعها، وهذا حق كفلته القوانين الدولية؛ أن من حق الشعب الفلسطيني المقاومة حتى بالكفاح المسلح، ولذلك نؤكد بأن المقاومة هي الطريق الثاني بعد وحدة الشعب الفلسطيني لكي نحرر أرضنا ومقدساتنا. ونحن اليوم في ظل انتفاضة الأقصى المباركة التي تمضي بكل قوة وثبات. وأخيراً؛ نرسل رسالة إلى هذا الكيان الصهيوني وإلى نتنياهو المجرم أن هذه الأرض أرضنا، والمقدسات مقدساتنا، وعليك أن ترحل عن أرضنا، فنحن قادمون، قادمون، قادمون، بإذن الله..
د.مصطفى البرغوثي ـ الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية
نستذكر في هذه الأيام النكبة، ونحن على أعتاب ذكرى النكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني والتي ستكون يوم غد. نستذكر في الأربعينات النكبة والتي مازالت مستمرة بشكل أو بآخر، لأن العملية الصهيونية التي أنشئت بموجبها "إسرائيل" قامت على 3 عمليات محددة، وهي: فصل الأرض عن السكان، والاستيلاء على الأرض بالاستيطان، ومحاولة تهجير الفلسطينيين عن أرض وطنهم بالمجازر كما فعلوا عام 47 و48، وبالتضييق على الناس اجتماعياً واقتصادياً كما يفعلون الآن، ولكن في الواقع أن عملية التهجير والنكبة التي جرت مازالت مستمرة ولو بأشكال أخرى اليوم وبوسائل مختلفة. ومع تكريس فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، إلى أحد محاولات الاحتلال تشتيت الوجود الديمغرافي الفلسطيني، والوجود السكاني الفلسطيني باعتباره وجوداً مقاوماً، ومنع الفلسطينيين من التواصل، ومنعهم من حقهم في إقامة دولتهم المستقلة.
نحن مررنا بظروف مختلفة، وجرّبنا أشكالاً مختلفة، واليوم وهذا ما أثبتته الانتفاضة الشعبية الأخيرة؛ فقد ثبت بالوجه القاطع أن المراهنة على إمكانية التفاوض مع حكومات "إسرائيل" هي مراهنة على السراب، وأن اتفاق أوسلو فشل في الواقع فشلاً ذريعاً، وأن "إسرائيل" استخدمت المفاوضات غطاءً للتوسع الاستيطاني ولكسب الوقت. ولذلك عندما نتحدث عن الثوابت اليوم فإننا يجب أن نركّز على عدة أمور:
أولاً: أنه لا تنازل عن حق الشعب الفلسطيني في العودة، عودة اللاجئين إلى ديارهم، وعندما تأتي ذكرى النكبة اليوم فإنها تذكرنا بأن هذا الحق، حق مصان فردي وجماعي، ولا يجوز بأي حال من الأحوال التنازل عنه، وهو حق مشرّع في القانون الدولي.
ثانياً: حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، باعتباره يعيش على أرض وطنه ومن حقه أن يقرر مصيره.
ثالثاً: حقنا المقدّس في مدينة القدس عاصمة لفلسطين.
رابعاً: حقنا المقدس في المقاومة، ومقاومة الاحتلال حق شرعي ومشروع، مثل ما أن مقاومة "نظام الأبرتهايد" والتمييز العنصري أمر مشرّع ومشروع. وكل الضغط الإسرائيلي موجّه اليوم نحو حرماننا من حقنا في المقاومة؛ فالمقاومة المسلحة يسمونها "إرهاباً"، وحتى المقاومة الشعبية يسموها "استفزازاً وإرهاباً". وكذلك المقاومة بالمقاطعة وهي شكل سلمي للنضال يسمونها "لا سامية"، وحتى إن قاوم الناس بالكلام يسمونها "تحريضاً"، هدف "إسرائيل" تفتيت وجودنا وتفتيث مقاومتنا، منعنا من أن نقاوم هذه المخططات التي يعدون لها والتي هدفها ضم وتهويد الضفة الغربية بالكامل بما فيها القدس. وعندما نتحدث اليوم على أعتاب ذكرى النكبة فإننا نؤكد أن التصدي الحازم والقاطع والفعّال يكون بتبني استراتيجية وطنية كبيرة وبديل لما فشل، استراتيجية عنوانها المقاومة؛ وتصعيد المقاومة الشعبية أولاً، وتصعيد حركة المقاطعة وفرض العقوبات على "إسرائيل" ثانياً؛ وهي حركة ألحقت بـ"إسرائيل" خسائر كبيرة في العام الماضي وصلت إلى 15 مليار دولار. والعامود الثالث هو تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء هذا الانقسام البائس، وتوحيد صفوف أبناء وبنات شعبنا في إطار وطني موحد، وتبني الرؤيا التي تسمح للشعب الفلسطيني باختيار من يمثله ويقوده بالانتخابات الديمقراطية. أما العنصر الرابع فهو ضرورة دعم صمود الناس وبقائهم على أرض وطنهم. وخامساً تفعيل التكامل ما بين مكونات الشعب الفلسطيني الثلاث؛ في الأراضي المحتلة بما فيها الضفة وغزة والقدس، وفي الداخل بأراضي الـ48، وفي الخارج والشتات، تكامل هذه العناصر الثلاث هو الذي سيسهم في تغيير ميزان القوى. نحن نتحدث إليكم ونحن نعرف أنا من جزءٍ من الشعب الفلسطيني يعاني مثلما يعاني أهلنا وشعبنا في قطاع غزة، يعانون من الحصار الخانق الذي دام أكثر من 10 سنوات، يعانون من القمع والقتل والتنكيل، ولقد كنتم معكم خلال العدوان الأخير ورأيت بعيني كيف استشهد الآلاف، وكيف جُرح عشرات الآلاف، وكيف هُدمت المناطق بكاملها. وغزة تُحرم من مقاومات الحياة البسيطة، غزة صمدت وكافحت، وأنا قلت عندما نشبت الانتفاضة الأخيرة، أنها قامت على كتفين: كتف المقاومة الشعبية أولاً، وكتف الصمود البطولي لغزة خلال العدوان. لذلك أحييكم وأحيي ثباتكم وإيمانكم بالوحدة، ونؤكد بأننا لن نسمح لأحد بأن يفصل أو يفرق بيننا، ولن نترك غزة وحيدة. سنتعاون ونستعيد الوحدة، لأن الحركة الصهيونية التي استخدمت المجازرة والقتل والقصف والتنكيل تقف اليوم أمام فشلها الأكبر، فشل الحركة الصهيونية الأكبر لأنه على أرض فلسطين يعيش 6 ملايين فلسطيني بالإضافة إلى 6 فلسطينيين في الشتات، وهذا العدد يعادل إن لم يكن يزيد عن عدد المستوطنين. صمدنا وكافحنا وبقينا وسنصمد ونكافح ونحقق حريتنا واستقلالنا وكرامتنا وسعادتنا.
الشيخ عكرمة صبري ـ رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك
إن نكبة عام 1948 ليست نكبة فلسطين الأولى بل سبق ذلك نكبات عدة. فمن الحرب العالمية الأولى وما تبعها من اتفاقية سايكس بيكو التي مزّقت البلاد والعباد وكان ذلك في العام 1916، وتبع ذلك وعد بلفور المشؤوم عام 1917، لـ "منح اليهود وطناً قومياً لهم في فلسطين". ثم وقعت فلسطين فريسة لانتقامها تحت الحكحم البريطاني، وكان أول حاكم بريطاني لفلسطين هو المدعو هاربرت صموئيل وهو يهودي الديانة، الذي فتح باب الهجرة لليهود إلى فلسطين، وملّكم أراضٍ من فلسطين بنسبة 6 % من أراضيها العامة.
هذه النكبات المتوالية قد مهّدت لقيام وحصول نكبة فلسطين عام 1948، وما تبع هذه النكبة من مجازر ضد الشعب الفلسطيني. لقد قام اللوبي الصهيوني والعصابات الصهيونية بـ54 مجزرة مثبة في كتب التاريخ، بالإضافة إلى مجازر لم توثق بعد، كل ذلك يؤكد على أن أهل فلسطين لم يهاجروا بإرادتهم إنما هُجِّروا، وبالتالي فلهم الحق أن يعودوا إلى بيوتهم، فحق العودة مقدّس ولا مجال للتنازل عنه أبداً، إن هذا الحق لابد أن يعود، والاحتلال يحاول المراوغة بالقول إن قضية اللاجئين قد انتهت بحجة أن الذي هاجر قد توفي ولم يبق أحد من المهاجرين، وهذا تضليل وتزوير وتزييف، إننا نقول أن الذي هاجر من حقه أن يعود كما من حق أبنائه وأحفاده، هذا ميراث والميراث مثبت في القرآن الكريم، ومن الحق الشرعي أن الأب يورّث ابنه وأن الابن يورّث الحفيد وهكذا، فنقول بأن عدد اللاجئين والمهجرين يزيد الآن عن 7 ملايين مهجّر وبالتالي لابد أن يعودوا لتحلّ قضيتهم وبغير ذلك لن تحل.
إننا في نكبة ولانزال في نكبة ولا يمكن أن تنتهي هذه النكبة إلا بإعادة اللاجئين إلى ديارهم سالمين غانمين، ونسأل الله أن يهيأ الأسباب بإعادة اللاجئين وإعادة حقوقنا جميعاً، ولا يأس مع الأمل.
الأب مانويل مسلم/ عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات
شعبنا الفلسطيني لايزال تحت الاحتلال منذ أكثر من نصف قرن. نحن لانزال في نفق مظلم، لا نشعر فيه بدفء، ولا نرى قائداً يرمي مشاعل صغيرة على الطريق ليقودنا في الظلمة.. فلننتزع قرارنا من أيدي قادة المرحلة الحالية، فقد يكون الزمن المتبقي لنا قاتلاً، وتضيع فلسطين للأبد.
شعبنا يعرف حقه، وقضيته معروفة حقيقتها كاملة، لذا نرفض ما يسمى بالشرعية الدولية وقرار مجلس الأمن، فهي اللاشرعية التي ظلمته مع وعد بلفور، ويرفض أي حماية غير القانون ومحكمة الجنايات الدولية، ويرفض مؤتمراً دولياً للسلام، لأنه بمجرد وصول الشعب إلى هذه المؤسسات الدولية، فمعناها قبوله بالأمر الواقع، واعتراف صريح بـ"دولة إسرائيل". الشعب الفلسطيني يريد حقه كاملاً على كل تراب فلسطين، فهو لا يقبل "دولة إسرائيلية" بدل فلسطين، بل دولة فلسطينية في كل فلسطين وليرحل كل الغرباء، وسيضمن هذا الشعب حقه بقوة المقاومة وليس بلين المفاوضات.
النائب نجاة أبو بكر ـ عضو المجلس التشريعي الفلسطيني
أكدت على دور المرأة في المقاومة والوقوف ضد الظلم، إضافة إلى دورها كأم وفي بناء المجتمع. ووقفها ضد العلاجات المجتزأة مؤكدة أنها مع العلاجات الكاملة، كما وقفت ضد الاستيطان، ورفضت الانقسام ونشر ثقافة اليأس، فالمرأة الفلسطينية صاحبة الفكر الواعي القائم على الحوار والنقاش. هذه المرأة التي رفعت صوت فلسطين عالياً، وكانت شريكة للرجال في كل الميادين، بل والسباقة في كثير من الأحيان، فهي التي حملت السلاح إلى جانب الرجال، وهي التي كانت عندما يأتونها بخبر عن زوجها أو أخيها أو ابنها أو قريب لها؛ تقول سأكمل المشوار. وأكملنا هذا المشوار الطويل أمام المجتمعات التي لا تؤمن بثقافة المقاومة والحياة.
خالد مشعل ـ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
قد يخشى البعض أن كثرة الحديث عن الثوابت يضيّق مساحة المناورة السياسية، ونقول لهم هو يضبطها ولا يضيق عليها، ولا يصح للمناورة السياسية أو التكتيك السياسي أن يكون منفلتاً من عقاله، وغير منضبط بالاستراتيجيات والثوابت، هذا هو المنهج وكل يوضع في نصابه.
ونبدأ بالحديث عن الثوابت وهي: التمسك بالأرض ووحدتها ووحدة الشعب الفلسطيني، مضيفاً "لا يحق لأحد أن يختزل قضية فلسطين بجزء من الأرض أو الشعب".
وأضاف "لا شرعية للاحتلال ولا للاستيطان رغم تقادم الزمن، واختلال موازين القوى لا يعطي للمحتل شرعية وبالتالي لا شرعية له ولا اعتراف بهذه الشرعية".
ونبّه مشعل إلى أن "فلسطين ليست مجرد أرض عادية، بل هي أرض مقدسة مباركة لها عمقها الديني والحضاري وبالتالي يترتب على ذلك أن هذه الأرض بهذه البركة والقداسة لا يصح لأحد أن يصادر حق هذا الجيل ولا الأجيال اللاحقة لأنها قضية مرتبطة بشعب وأجيال وامة عظيمة".
وجدد مشعل تأكيده على أن مقاومة الاحتلال حق مشروع وواجب وطني وديني، مشدداً على أنها "طريقنا الاستراتيجي للتحرير، فقد يبدو الحديث عن المقاومة خارج سياق الحديث عن الثوابت باعتبار أن المقاومة ليست غاية وإنما هي وسيلة، لكن حين يشكك في حق الشعب في المقاومة وفي قداسة هذا الحق وحين يدافع البعض عن التنسيق الأمني لا بد من الحديث عن المقاومة في إطار الثوابت باعتبارها ثابتًا وطنياً وحقا".
ولفت إلى "التجارب المريرة (المفاوضات مع الاحتلال) التي استغرقت جهوداً وقيادات ومبادرات ووصلت لطريق مسدود حيث خرجت عن خط المقاومة وزهدت فيها وأيقنت أن ثمن الأوطان والشعوب الكثير من التضحيات".
وأوضح مشعل الثابت السادس والتي تشمل بعض الملفات وهي حقوق فردية وعامة لا يجوز التنازل عنها وهي حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وتطهيرها من الاحتلال والاستيطان، وحقه في تطهير القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية باعتبارها العاصمة السياسية لشعبنا، وحقه في العودة إلى أرضه ومدنه وقراه التي هجّر منها، وحقه في تحرير أسراه ومعتقليه، وحقه في بناء دولته الفلسطينية الوطنية المستقلة ذات السيادة الحقيقة على أرضه.
وشدد على أننا لسنا جزءًا من إقليم أو منطقة تحكمها المصالح كما أريد لها في مشروع الشرق الأوسط الجديد "إنما جزء في قلب أمة عربية وإسلامية عظيمة ذات هوية وانتماء وحضارة وثقافة ثرية بالتنوع والتعدد وتزخر بالثقافات والانتماءات الدينية والمذهبية وشكلت حضارة استثنائية في التاريخ الإنساني".
وأكد على الوحدة الفلسطينية وأهميتها قائلاً: "بيننا قواسم مشتركة عظيمة، ووثقناها في اتفاقات، لكنها تحتاج إلى إرادة، خاصة أننا أمام تحديات".
وأشار إلى أن: "قناعتنا أن السلطة الحقيقية بعد التحرير وليس قبلها، فلا دولة في غزة وحدها ولا دولة في الضفة وحدها"، مشدداً على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة بناء مؤسساته ومرجعياته السياسية على أسس ديمقراطية وعلى أساس الانتخابات مع الشراكة في المسؤولية والمصير.
د.محمد الهندي ـ نائب رئيس المؤتمر الوطني للحفاظ على الثوابت
أكد الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، ونائب رئيس المؤتمر الوطني للحفاظ على الثوابت، أن "إسرائيل لن تفلح في كسر صمود المقاومة، وأن الأمة تحتاج المقاومة في فلسطين أكثر من حاجة المقاومة للأمة".
وأوضح الهندي، أن الشرق الإسلامي اليوم تمرّ فيه أحداث كبيرة حروب ومؤامرات وتغيرات ورسم حدود جديدة، ويتحدثون عن الشرق الأوسط الجديد تكون فيه "إسرائيل" هي المهيمنة والمسيطرة وفلسطين منسية غائبة.
وشدد على أن المقاومة في فلسطين دورها إعادة الأمة إلى الصواب والحقيقة، قائلاً: "نشعر بقيمة دورنا ورسالتنا أكثر من أي وقت مضى، فقد كتب لنا شرف أن نواجه العدو المركزي للأمة "إسرائيل"، ويجب أن نواجه هذا العدو في كل المراحل كنا ضعفاء أو أقوياء، أو كان لنا ظهير في الأمة أم لم يكن، فلا عزة لنا إذا لم نواجه "إسرائيل"".
وتابع: "عندما تدخل الأمة في دوامة الدين بنزاعاتها الطائفية والمذهبية تحتاج إلى من يصوّب لها البوصلة، ويؤكد لها على العدو المركزي للأمة وهي "إسرائيل"".
وقال الهندي: "الأمة تحتاجكم أنتم أكثر من احتياجكم للأمة، تحتاج شعب فلسطين ومقاومة فلسطين وانتفاضة فلسطين، وإذا تخلى العرب والمسلمون عن القضية الفلسطينية فسيكونون هم أول الخاسرين".
وأكد الهندي أن الشعب الفلسطيني، شعب صغير بإمكانيات ضعيفة، وشعب محاصر يتنكر له القريب والبعيد، لكنه يشعر بالعناية الإلهية في وطنه، فيواجه المحتل، ويحقق انتصارات، مضيفاً أن "إسرائيل" التي يظن البعض أنها بوابتهم لواشنطن لا تستطيع أن تحمي نفسها من فتيان وفتيات الانتفاضة العزّل.
وشدد على أن واجبنا هو الحفاظ على فلسطين، وأن يستمر شعبنا في المقاومة والانتفاضة رغم الجراح، وأن تستعيد الوحدة على أساس الحفاظ على المقاومة والثوابت، والاتفاق على استراتيجية وطنية ترشدنا لمواجهة العدو، بعد فشل خيار المفاوضات التعيس.
كما أكد، على ضرورة دعم شعب الانتفاضة، والأسر الفقيرة والمحتاجة، موضحاً أن شعبنا قادر على تجاوز كل الصعاب ومستعد للتضحية رغم كل اختلال القوى وانعدام المصير.
وشدد: نحن في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين واجبنا وتكليفنا، وبوصلتنا تشير نحو القدس، وأوراقنا على هذا الأساس ولا أساس غيره، مهما كلفنا من تداعيات، وهذا واجبنا الشرعي والوطني، تجاه أمتنا وشعبنا.
وحيّا الهندي الشعب الفلسطيني المنتفض، والأسرى الأبطال الذين ضحّوا من أجل حماية الثوابت، والمقاومة التي تواصل عملها وإعدادها لحماية الثوابت الوطنية.
د.معن بشور ـ الأمين العام السابق للمؤتمر العربي
إن المقاومة والانتفاضة تثبت قدرتها في كل يوم على الصمود والتصدي لكل عدوان. والتي أشعر أنها تمثل اليوم بالنسبة لفلسطين وللأمة كلها نقطة ضوء، رغم كل العذابات والآلام التي تعانيها.
في هذا اللقاء، وأمام الذكرى الـ68 لنكبة فلسطين، هي مناسبة لأن نتأمل جميعاً وبعمق وبروح موضوعية مصير قضيتنا الفلسطينية، وبالتحديد مصير هذا الكيان الغاصب ومستقبله في ظل ما نشهده من مقاومة وانتفاضة. فلسطين هي همّ وقضية كل عربي في هذه الأمة.
إن ركائز الكيان الصهيوني تهتز اليوم. فعقيدة المحتل التي أقيمت على التوسع ليس فقط في فلسطين، لقد ثبت مع الأيام أن هذا المحتل اضطر للانسحاب من أراضٍ يحتلها، من أراضٍ عربية مثل جنوب لبنان ومن غزة هاشم، وهذا بحد ذاته هو نكسة لهذه العقيدة التوسعية الاستيطانية الإحلالية التي يقوم هذا المشروع الصهيوني والكيان الصهيوني، الركيزة الثانية التي قام عليها هذا الكيان هي ركيزة "الأمن"، وهذه الركيزة أيضاً بدأت تهتز بفعل المقاومة داخل فلسطين وخارجها. أهمية الانتفاضة الرائعة التي يقودها اليوم شباب وشابات من كل فلسطين، أهميتها أنها زعزعت هذا الإحساس بـ"الأمن" للكيان الصهيوني. وهو ما يعكس الهجرة المضادة من الكيان إلى الخارج بفعل الخوف وعدم الشعور بالأمن والأمان.
الركيزة الثالثة هي الدعم العالمي لهذا الكيان، وكلنا يدرك تماماً أن هذا الكيان قام على تأييد بمستوى عالمي بتقديم نفسه كضحية أمام نحن كجلاد، رافق ذلك دعم القوى الاستعمارية الغربية في تأسيس هذا الكيان الغاصب، وهذه الركيزة. وبفعل صمود غزة والحصار على غزة بدأت تتشكل حركة عالمية لعزل هذا الكيان الصهيوني.
والركيزة الرابعة؛ للأسف مازالت قوية وهي الوضع الرسمي العربي، وإلى حدّ ما الوضع الشعبي العربي.
(خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم)