أكد عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي د.محمد الهندي، أن فلسطين هي جزء أصيل في تاريخ الحضارة والإنسانية التي تعتز بها البشرية ويعتز بها شعبنا بكل مكوناته، ولن نتنازل عن ذرة تراب من فلسطين، ونحذر من توقيع أي اتفاق يتنازل عن ثوابت فلسطين.
وفي كلمة له خلال فعاليات المؤتمر الوطني الـ11 للحفاظ على الثوابت الفلسطينية والذي عقد في مدينة غزة، تزامناً مع الذكرى السنوية الـ69 لنكبة فلسطين، قال الهندي: إن المؤتمر انطلق لإظهار وحدة شعبنا بكل أطيافه، وكان معنا الأب مانويل مسلم ممثل المسيحيين، والرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي والعلامة د.عبد الرازق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ومفكرون وشخصيات من كافة الأطياف هذا اليوم وعلى مدار الأعوام السابقة، تأكيداً على وحدة شعبنا وعلى مركزية قضية فلسطين، ففلسطين أرض الفلسطينيين جميعهم بكل طوائفهم ومذاهبهم ومكوناتهم، وهي جزء من تاريخ الحضارة التي تعتز بها البشرية.
وقال: اليوم يريدون منا أن نفقد كل هذا الزخم ونحن حريصون أن نمثل كل هذه المعاني، والقدس تلخص هذا الصراع مع العدو حتى إحقاق الحق واستعادة كل فلسطين.
وقال الهندي: نوجه التحية لأسرانا الأبطال المضربين عن الطعام، ونقول أن هذه المعركة ليست معركة الأسرى فقط، إنما هي معركة فلسطينية كبرى، معركة الإرادة الفلسطينية ويجب أن ننتصر فيها، وكل ألاعيب الاحتلال وعنف السجان فشلت في كسر إضراب هؤلاء الأبطال، وفشلوا في إضعاف المساندة لهم، وبعد ما يقارب الشهر سيلجأ السجان وحكومة العدو إلى التفاوض مع الأسرى، وهو مدخل نحو تحقيق الانتصار، هذه معركة تحتاج إلى الصبر وهو مفتاح كل مسألة، وهو سيحقق لنا الإنجار والنصر إن شاء الله، إنجاز ونصر هذا الجوع الكريم جوع النضال والمقاومة هو ليس كأي جوع، هناك من يموت بالتخمة وهناك من ينتصر بالجوع.
وقال: نحن مطالبون في الأسبوعين القادمين أن نساند بكل قوة ووحدة معركة الأسرى المضربين، لنظهر أنها معركتنا أيضاً ووحدتنا في نصرة الأسرى وكافة القضايا هي التي ستحمينا أمام تغول الاحتلال.
وتابع الهندي: في مناسبة الحديث عن النكبة لابد من الإشارة أن سيد البيت الأبيض قادم بعد أسابيع قليلة ليدشن حلفاً جديداً يحافظ على مصالح الولايات المتحدة والغرب وعلى رأسها مصالح "إسرائيل" التي ستقوم في قلب هذا الحلف، الحلف سيكون على ما يسمونه "الإرهاب" من وجهة نظرهم، ولكن ما هو "الإرهاب" في مفهومهم إنها المقاومة الفلسطينية هي "الإرهاب"، المناهج الفلسطينية "إرهاب"، مخصصات الأسرى والشهداء "إرهاب"، (وأخرجوهم من حيث أخركوكم) "إرهاب"، أما "إسرائيل" التي قامت منذ 69 عاماً بالمجازر والإرهاب والعنف وتمارس الإرهاب والعنف بالقوانين العنصرية وتحاصر غزة وتشن الحروب وتقصف المشافي والمساجد فهي "واحة الحرية والديمقراطية" وليست إرهاباً، هذا هو الحلف الذي يراد تدشينه في المنطقة.
وأضاف: نقول في ذكرى النكبة هم يريدون أن يصنعوا لنا نكبة جديدة "نكبة ثالثة"، قبل 69 عاماً احتلوا حوالي 80 بالمئة بالمجازر شردوا أهلنا وشعبنا في فلسطين، قلنا سنعود وحمل آباؤنا وأجدادنا المفاتيح وقلنا سنعود، واحتلوا القدس وبقية أرضنا في الـ67 وقلنا سنعود ولن نسنستلم، اليوم يريدون أن يصنعوا لنا نكبة ثالثة بأن يحتلوا عقولنا وقلوبنا حتى لا نحلم بالعودة هذه هي النكبة الثالثة التي يتأمرون بها علينا. يصبح المسجد الأقصى كأي مسجد كما قالوا لعرفات رحمه الله في كامب ديفيد 2، كل المقدسات الإسلامية والمسيحية هي ليست لها قيمة ونخوض بمسألة تبادل الأراضي بخلط المفاهيم هذه هي النكبة، هي نكبة يراد منها احتلال العقول والقلوب وقلب المفاهيم.
وفي سياق قلب المفاهيم واحتلال العقول، قال الهندي: نتحدث عن الاحتلال وكأنه احتلال طبيعي وعادي وهذا قلب للموازين بحيث لا نعرف الصديق من العدو، ويصبح التعاون والتنسيق الأمني مع العدو الذي يمارس بحق شعبنا وأسرانا واتخاذ خطوات ضد غزة كل ذلك أمر طبيعي، فهل أصبحت غزة عدواً لهم. النكبة التي تطال أبناء شعبنا في الشتات وكأنهم لا يعنونا، فمن أين أخذتم التمثيل وتتخذون خطوات ضد شعبنا في غزة ولا تمثلون شعبنا في الشتات، من أين أخذتم التمثيل.
وقال: الحقوق والمقدسات أصبحت ليس لها أي قيمة، اليوم تُشنّ حرب باردة ويتم تسخينها حيناً على حساب الضعفاء، اليوم يقولون لنا الباب المفتوح المتبقي لكم "الحرب على الإرهاب"، وذلك يعني بالنسبة لمفهوم "الإرهاب" لديهم أن جزءاً من شعبنا يخوض حرباً على جزء آخر، هذه هي النكبة الثالثة التي تريد احتلال عقولنا وقلوبنا وفكرنا.
وقال: عندما ناشدوا ترامب بعدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ليس حباً فينا وإنما لعدم تجييش شعبنا ولاسيما الشباب على ذلك وقالوا أجلوا نقل السفارة حتى تكتمل المؤامرة على شعبنا وتكون الفرصة سانحة لديهم لفعل ذلك.
وتابع الهندي: أريد أن أقول أنهم في فترة سابقة رفعوا شعاراً مشابهاً إلى حد ما لما يحاك الآن؛ فقالوا الأرض مقابل السلام، الأرض 67 يعطوها للفلسطينيين مقابل تطبيع الدول العربية كلها مع العدو، وموازين القوة التي عملوا فيها لم تكن تقيم وزناً لكل ذلك، موازين القوة لم تترك حتى أرض 67 التي أصبحت دولة للمستوطنين، هذه هي موازين القوى التي فعلت فعلتها. موازين القوى قبل أن تنهار المنطقة وينهار العرب حولت "أوسلو" ومنطلقاتها التي استغلها الاحتلال حولت أراضي الـ67 إلى "إسرائيل ثانية" "دولة للمستوطنين". واليوم بعد انهيار المنطقة ماذا يمكن أن ننتظر من خلال المؤامرة الجديدة بحشد المنطقة للحرب على ما يسمونه "الإرهاب"، نعود إلى المفاوضات العبثية دون وقف الاستيطان، وأن يتوقف المفاوض الفلسطيني عن مطلبه بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى ضمن اتفاق كان مقرراً سابقاً. ونحن نسمع اليوم من يقول مستعد للتفاوض عبر وسيط مع نتنياهو، أما السيد ترامب والغرب فيقولون هناك وقائع جديدة ننطلق من خلالها في ظل ما يحصل من انهيار للمنطقة.
وأضاف: اليوم التطبيع مع العرب أصبح مدخلاً للسلام أو بالأحرى للاستسلام، في السابق كان العرب يقولون نطبع معكم مقابل إعطاء الفلسطينيين دولة بحدود 67، اليوم أمريكا والغرب والاحتلال يقولون طبعوا مع "إسرائيل" ونتفاوض، أي لتوقيع استسلام كامل ونهائي، هذا هو السلام الجديد الموهوم.
وقال: الإرهاب في موقفنا الثابت وعند شعبنا هو الإرهاب الذي يحتل أرضنا وشعبنا ويهوّد القدس ويقوم بالمجازر والحروب، هذا هو الإرهاب الذي يمارس منذ قرن على الشعب الفلسطيني، و"إسرائيل" هي التي تغذي الإرهاب والتطرف في المنطقة حتى تهيمن عليها، هي مشروع استعماري يراد من خلاله الهيمنة على المنطقة.
وقال: أمام تسويق الوهم الجديد الذي يمارسه المفاوض الفلسطيني، وأمام التشدق بحل الدولتين فقط نذكر بالبديهيات التي يعرفها كل فلسطيني، كل أطفال فلسطين ومكونات الشعب الفلسطيني يعرفون أن طبيعة هذا العدو وطبيعة "إسرائيل" طبيعة عدوانية، هي جاءت بالإرهاب والمجازر وزرعت في قلب المنطقة وجوهرها، هي ليست احتلالاً عسكرياً بل احتلال إحلاي استعماري، اقتلع شعباً بالمجازر التي يواصل ارتكابها، وأن "إسرائيل" لم تكن وطناً لليهود إنما جاءت كمشروع استعماري للحفاظ على مصالح الغرب في المنطقة. وطبيعة الصراع ليست على قطعة أرض أو على الأقصى وكنيسة القيامة فقط بل هو في أعماق التاريخ والثقافة، ليس سياسياً فقط أو عسكرياً فقط أو ثقافياً فقط بل هو كل ذلك. هذه هي طبيعة العدو ووسائله وجرائمه وطبيعة الصراع مع هذا العدو، نقول إذا لم يكن هذا صراعنا والمسألة على حدود هنا أو هنا أو على قطعة أرض وصراع على المناطق الجغرافية فما هو هدف المناضلين والمقاومين في فلسطين بكل ألوانهم وأطيافهم، كان هدفهم فلسطين كل فلسطين. ونحن نذكر بهذه البديهيات لنحمي أجيالنا من النكبة الثالثة حتى لا نصبح مسخاً بين الشعوب.
وأكد الهندي: أن كل ذرة من تراب فلسطين هي أرضنا، كل القرى التي دمرت نعود إليها وهذا هو طريقنا، ونحذر من توقيع أي اتفاق يتنازل عن ثوابت فلسطين.
وختم الهندي كلامه بالقول: لا نريد من هذا المؤتمر أن يخرج بتوصيات، فقط 3 توصيات لإسناد الأسرى وتفعيل الانتفاضة الفلسطينية، وأخيراً التأكيد على أن التوقيع على أي اتفاق يفرط بالحقوق والثوابت لا يمثل شعبنا ولا يمثل قوانا.
(خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم)