Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

شهيد الفجر.. خالد معالي

شهيد الفجر.. خالد معالي

  بدم بارد قتل جنود من القوات الخاصة التابعة لجيش الاحتلال الشهيد عز الدين بني نمرة وسط مخيم جنين؛ ليكون الشهيد هو شهيد الفجر؛ فقد استشهد مع أذان الفجر، وكأنه على موعد مع الشهادة.

من أروع ما كتب الشهيد على صفحته الشخصية في (فيس بوك): "كان بإمكاني أن أعيش كما أريد، إلا أني فضلت الفوز مع الله؛ فليس كل إنسان يفوز مع الله؛ فمن يختره الله للشهادة فقد فاز فوزًا عظيمًا".

مع حالة الهدوء الحاصلة في الضفة الغربية دم شباب الضفة ما زال مستباحًا لجنود جيش الاحتلال، واختلاق الأسباب والذرائع والأكاذيب سهل جدًّا؛ فدينيًّا عندهم الشعوب الأخرى نساؤها وأطفالها ورجالها مسخرون لهم، ولا بأس في قتلهم والتدرب بهم؛ فشريعة "اللوثة الدينية" لديهم تحكم عقلية جنود الاحتلال.

الجندي القاتل الذي أطلق الرصاص على الشهيد عز الدين في منطقة الصدر أعماه الحقد والكراهية، وهو قرر إعدام الشهيد؛ ليهز مشاعر الفلسطينيين، ويبكي قلوبهم، دون ذنب سوى أنهم أحبوا أرضهم وعشقوها وتشبثوا بها.

قرار الأمم المتحدة بعدم إدراج الكيان العبري بين الدول التي تنتهك حقوق الأطفال شجعه على المضي بعمليات القتل العمد، وفي كل مرة وفي كل محفل دولي يزعم "نتنياهو" أن جيشه الأكثر أخلاقية، في الوقت الذي يعبئ فيه جنود ومجندات جيشه بالحقد والغل، وكره المعاني الإنسانية التي لا تجيز قتل الأبرياء.

إعدام أطفالنا وشبابنا في مخيمات ومدن وقرى الضفة وغزة رسالة واضحة للفلسطينيين جميعًا من القمة حتى القاعدة مفادها أن دمكم رخيص، ولا بواكي لكم؛ فالعرب منشغلون بحروبهم الداخلية.

منظومة القيم والأخلاق متدنية جدًّا، أو لا تكاد تكون لدى الاحتلال، وفي أحسن الأحوال هي مقلوبة ومنحرفة بصورة غير مسبوقة؛ فقتل شاب دون سبب وبدم بارد عادي جدًّا جدًّا، ويمر مرور الكرام.

قافلة الشهداء لا تتوقف؛ فاليوم ارتقى الشهيد الشاب عز الدين، وغدًا يرتقي شهداء آخرون أطفال وشبان، فما دام الاحتلال موجودًا سيبقى الصراع متواصلًا ولن يتوقف.

في جميع الأحوال لا توجد حالة في التاريخ أن احتل شعب ولم يقدم تضحيات لأجل التحرر، والشعب الفلسطيني ليس خارج السياق التاريخي، وسيبقى يقدم التضحيات حتى كنس الاحتلال، سواء أطال الزمن أم قصر؛ فإن سنن التاريخ لا يستطيع الاحتلال أن يوقفها بجبروته وظلمه؛ فقد كان تاريخيًّا من هو أقوى وأظلم وأطغى من "نتنياهو"، ولكنه في النهاية انهزم شر هزيمة، وخرج صاغرًا ذليلًا مدحورًا غير مأسوف عليه.