أنهى قطاع غزة سنة أولى وفاق حيث مضى عام كامل على تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني دون أي إنجاز يذكر خصوصاً على صعيد تطبيق الوفاق والمصالحة على أرض الواقع، حيث فشلت الحكومة بمعالجة وحلّ العديد من الأزمات التي يعاني منها قطاع غزة
والتي تمسّ حياة المواطن مباشرة وعلى رأسها العمل على إنهاء الحصار وفتح المعابر وحل أزمة الكهرباء الطاحنة ومعالجة ازدواجية واختلاف القرارات والقوانين والتشريعات والإجراءات والضرائب والجمارك واللوائح والأنظمة والرسوم بين الضفة الغربية وقطاع غزة والتي نمت وزادت خلال فترة الانقسام، حتى على صعيد توحيد الوزرات والمؤسسات الحكومية لم يطرأ أي جديد وبقي الحال على ما هو عليه، كما أن الحكومة فشلت في إدارة ملف إعادة الإعمار، حيث لم يتحقق أي شيء من الإعمار بالرغم من مرور عشرة أشهر على وقف إطلاق النار.
وأصبحت الحكومة عاجزة بلا موازنة، بلا برنامج سياسي، بلا برنامج إقتصادي، كما فشلت على صعيد الهدف الرئيسى من تشكيلها وهو التجهيز والإعداد للإنتخابات.
عام كامل من الوفاق لم يتم التقدم ولو خطوة واحدة في أي ملف من ملفات الإنقسام والمصالحة وإزداد الوضع سوءًا والإنقسام يزداد والفجوة تكبر.
وهنا أودّ أن أنوّه بأن المواطن في قطاع غزة لا يهمه كثيراً من الطرف المعطل للمصالحة والوفاق بقدر ما يهمة إنتهاء الأزمات التى يعاني منها قطاع غزة وتنعكس بالسلب على كافة مناحي الحياة، وأضحى المواطن في قطاع غزة غير قادر على تحمّل أكثر من ذلك.
وأشير هنا بأن الكل الفلسطيني بكل أطيافة مشارك بجريمة إستمرار الإنقسام وعدم الدفع بإتجاة إتمام المصالحة وتطبيق الوفاق على أرض الواقع، والكل الفلسطيني يتحمّل مسؤولية ما وصلت إلية الأوضاع الكارثية في قطاع غزة.
وفي إعتقادي بأنه قد آن الأوان وبعد عام من الوفاق أصبحنا بلا وفاق وهذا يدفعنا بأن نتصارح ونتكاشف ونعلن الحقائق للمواطنين، كما يجب وضع حد لحالة اللامبالاة من كافة الأطراف إتجاة قطاع غزة وأزماتة المتراكمة، مما جعل المواطن ينوء بحمل هذة الأزمات المتراكمة المتلاحقة على مدار سنوات الإنقسام والحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر.
كما يجب الإجابة عن العديد من تساؤلات المواطنين ومن أهمها:
إلى أين نحن ذاهبون؟
هل يوجد وفاق أم لا؟
هل توجد مصالحة أم لا؟
إلى متى سوف يبقى مواطنو قطاع غزة ضحية للتجاذبات السياسية؟
كيف لنا أن نتحدث عن دولة فلسطين والقدس والوطن ولا يوجد لدينا الإرادة والقرار لتوحيد رقمين؟!
إلى متى سوف يبقى قطاع غزة بلا إعمار، بلا كهرباء، بلا مياه، بلا عمل، بلا معابر، بلا دواء، بلا حياة؟ الخناق يضيق على قطاع غزة.. والانفجار قادم لا محال.
وأخيراً المواطن في قطاع غزة هو من دفع ثمن الانقسام وهو من دفع ثمن الحصار وتعرّض لثلاث حروب والآن يدفع ثمن عدم الوفاق والمصالحة عنوة.
وفي النهاية لا بد لي من توجية رسالة إلى المسؤولين عن الوزرات بقطاع غزة بأن المواطن لن يستطيع أن يتحمّل أكثر من ذلك، المواطن لن يستطيع دفع ثمن عدم الوفاق والمصالحة.