شنّ الطيران السعودي، مساء أمس الجمعة، غارات عنيفة استهدفت مقاراً ومراكز عدة في محافظة صعدة شمالي اليمن، وذلك بعد إعلانها منطقة عسكرية من قبل الجيش السعودي، ودعوة سكانها إلى مغادرتها، بحجة أنها أحد أهم معاقل حركة "أنصار الله".
وقد أدى القصف إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، دون تمكّن السلطات المحلية من إجراء إحصاء ميداني نظراً للقصف العنيف والمتواصل.
وكانت وسائل الإعلام السعودية نقلاً عن مصدر عسكري رفض الكشف عن اسمه قوله بأن: "أكثر من 100 صاروخ استهدف مناطق المنزالة، والكمب الحدوديتين مع السعودية والتي يتجمّع فيهما مقاتلو الحوثي".
وتابع بأن "الطيران قصف مدرسة في مران" بدعوى "استخدامها كمخزن للأسلحة من قبل الحوثيين (أنصار الله)، ومقار قيادية للحوثيين في ضحيان وجبل التيس، ومعسكر الأمن المركزي ومخازن أسلحة في صعدة القديمة".
وفي محافظة أبين جنوبي اليمن، سقط عدة قتلى وجرحى في غارات لقوات ما يسمى "التحالف" الذي تقوده السعودية، ومواجهات عنيفة بين مقاتلي حركة "أنصار الله"، ومناصرين موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقد استهدف القصف اللواء 15 مشاة ومراكز لحركة "أنصار الله" في المحافظة، ما أوقع العديد من الضحايا.
كان عشرات الضحايا قد سقطوا أمس الجمعة، فيما أصيب آخرون بجروح مختلفة، جراء تجدد القصف الجوي على مناطق عدة في اليمن.
ففي محافظة حجة لقي 13 شخصاً مصرعهم وأصيب العشرات جراء غارات سعودية على الأحياء السكنية بمنطقة سمنة.
كما سقط العديد من المواطنين بين قتيل وجريح جراء استهداف الطيران السعودي لمستشفى ومبنى حكومي ومنازل مواطنين بمديرية قفلة عذر في محافظة عمران، والتي تبعد عن العاصمة صنعاء (50) كيلو متراً.
إلى ذلك، احتشد عشرات آلاف اليمنيين في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء أمس، تنديداً بالعدوان السعودي على اليمن والحصار المفروض على البلاد.
وانطلقت المسيرة الجماهيرية تحت شعار "الحصار والعدوان جريمة إبادة للشعب"، وحمل المشاركون شعارات تؤكد سيادة اليمن وترفض التدخل العسكري السعودي وتدعو الشعب اليمني للوقوف صفاً واحداً في مواجهة العدوان الذي يستهدف أمن واستقرار اليمن.
من جهة أخرى، يذكر بأن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، كان قد أعلن الجمعة، وقفاً لإطلاق النار في اليمن يبدأ الثلاثاء المقبل 12 أيار/مايو ويستمر حتى 5 أيام، وذلك لدواعٍ إنسانية، بحسب تأكيده.
وأوضح الجبير بمؤتمر صحفي في باريس مع نظيره الأميركي، جون كيري، أن القتال سيتجدد، لكن ذلك سيعتمد على ما أسماه "امتثال الحوثيين وحلفائهم"، الذين دعاهم إلى وقف القتال، مشيراً إلى إمكانية تمديد الهدنة في حال نجاحها.
من جانبه، قال كيري بأن: الحل السياسي هو الذي سيضح حداً للأزمة اليمنية وعلى الأطراف البحث عن سبل للحوار.
وبعد مرور 43 يوماً على الغارات المتواصلة على اليمن، والتي يشنها "التحالف" الذي تقوده السعودية، حذرت منظمات حقوقية وإنسانية من تداعي الوضع الإنساني في البلاد، مؤكدة ضرورة إيجاد ممرات آمنة لعبور المساعدات الإغاثية والطبية للسكان في جميع المحافظات المتضررة جراء القصف المستمر.