سرعان ما ينقض عليك محاورك من انصار السلطة الفلسطينية، وقد بدت على وجهه ملامح الانتصار عليك في النقاش بعد ان يعجز في الدفاع عن سياسة المفاوضات والركوع وسياسة بيع الاوهام الجديدة المتمثلة في التحرك نحو مجلس الامن والمنظمات الدولية،
قائلاً وبصوت عال وبثقة مطلقة: طيب شو نعمل، شو البديل، تفضل احكي واعطيني ما عندك من الآخر،، ولا بس بدنا ننتقد ونهاجم ونسب،، ويواصل هجومه معتقداً بأنه،، أفحمك،، وان لا بديل الا المستحيل الان، وهو الكفاح المسلح الذي سمع عنه وأفهم بأنه ﻻ يمكن اطلاقاً العمل به في الظروف الفلسطينية والعربية والدولية الحالية، وأفهم بأن الانتفاضات من المحرمات. ومعتقداً بأنك ﻻ تجرؤ على تبنيهما لعدم واقعيتهما، او لأنك جبان ﻻ تستطيع التصريح بذلك فالتنسيق الامني بالمرصاد، وبالتالي فليس امامك سوى الإقرار بما يقول، وكفى الله المؤمنين شرّ القتال، ولا خيار ولا طريق امامنا الا خيارهم وطريقهم. مع ان هناك خيارات وبدائل واقعية ومنطقية، وكلفتها ﻻ تتجاوز مطلقاً الثمن الذي دفعته كافة الشعوب التي تحررت.
وتحاول جوقة القيادة الفلسطينية من خلال هؤلاء ومن خلال هذا المنطق البائس تسويق خطوتها بتقديم مشروعها لمجلس الامن والانتساب للمنظمات الدولية على انه عملاً بطولياً ندر ان يكون له مثيلاً في هذا الزمن، مع انه لم يكن سوى خطوة صحيحة من حيث المبدأ، لكنها باطل في باطل من حيث المحتوى والمضمون وما رافقها من مساومات وتنازلات كارثية، وباطل في باطل من حيث المسار السياسي، فلم يتم اي تغيير في سياسة المفاوضات حتى الممات، ولا في سياسة التنسيق الامني المقدس، الذي ﻻ هم ولا هدف له الا حماية الاحتلال والعدوان، وها هي جوقة القيادة على ما هي عليه من لمة مما هبّ ودبّ، ومن الواضح والمؤكد ان سياسة بيع الاوهام ستستمر، مع انه يجب ان يعاد النظر فيها وتقبر الى الابد ويعزل اصحابها نهائياً. وتستبدل باستراتيجية وطنية جديدة.
لم تكن تلك الخطوة الا سبيلاً للتخلص من الورطة التي وضعت القيادة نفسها والآخرين فيها، بما فيهم الاردن مقدم الطلب وكثير التذمر من مناورات وتكتيكات صاحب المشروع الفلسطيني، وانا هنا لا ازكي طرفاً على آخر، فكلاهما كان، بياع مهاود،،. فتم تقديم الطلب دون النظر للنتائج وبالتنسيق غير المباشر مع الامريكي من خلال الفرنسي الاب الروحي والفعلي للمشروع الذي استعان في صياغة مسودته، بالاسرائيلي اسحق مولخو المستشار القانوني للنتنياهو المفاوض الاسرائيلي للفلسطينيين، للتخلص من الورطة، بعد ان استنفد الوقت وانكشفت اللعبة، وتيقنوا بانها لم تعد تنطلي على احد، فمن هو الفلسطيني الذي سيصدق بأننا نستطيع ان نحصل على قرار من مجلس الامن ينهي الاحتلال قابل للتحقيق والتنفيذ في ظل الظروف الاقليمية والدولية الراهنة، وفي ظل موازين القوى الحالية. بينما عجزت البشرية عن تنفيذ وتطبيق أياً من القرارات الدولية التي صدرت منذ نصف قرن تقريباً وفي مقدمتها قرار 242 الصادر عام 1967م الذي نصّ على انهاء الاحتلال.
الجطوة لم تكن سوى هزيمة بكل ما في الكلمة من معنى، وأحد عناوينها نيجيريا الدولة الافريقية المسلمة ذات ال 90.000.000 مسلم التي وقفت ضدنا بكل وضوح وفجور،!!؟؟؟…. فمن المسؤول عن هذا يا قيادة الجوقة!!!؟؟ من المسوؤل عن هذا الانحدار وعن هذه الكارثة ؟؟. ليس الرب حتماً، وليس القدر، انه انتم وسياستكم الحمقاء التي اوصلتنا الى هذا المستوى من الانحطاط والاستخفاف فينا وبحقوقنا وبمقدساتنا، وإمعاناً في غيكم وضلالكم تستضيفون من اصدر تعليماته لنيجيريا بالوقوف الى جانب العدو في مجلس الامن، المسمى امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي، الذي يجب ان…. في وجهه بدلاً من استضافته في ديارنا المقدسة. وذكرتني دعوة امين عام المسلمين بالاحتفاء الرئاسي بتوفيق عكاشه بعد كل قذاراته بحق شعبنا، وانا ﻻ اعرف بأي عقل يفكر هؤلاء!! انهم يصرون على استفزازنا وتحقيرنا اكثر من ضيوفهم.
نعم…نعم هناك بديل واقعي
بالرغم من هذه الهزائم والكوارث التي جلبتها وخلفتها سياستهم الحمقاء الا انهم يزدادون تمسكاً بها، بادعاء عدم وجود البديل الواقعي، والحقيقة انها للحفاظ على مكتسباتهم وامتيازاتهم التي حصلوا عليها جراء اتباع هذه السياسة، وفي الواقع ان هناك دائماً بدائل، لمن يبحث عنها بجد واخلاص. ونقطة الانطلاق تبدأ بالتوقف التام والقبر النهائي والى الابد للسياسة الحالية التي ثبت فشلها وعقمها طيلة 22 عاماً، والتوقف عن مطاردة وقتل الروح الوطنية وهي في المهد، والكف عن سياسة اغلاق الابواب، وفتح المجال والطريق واسعاً امام الخيارات والبدائل الاخرى، وليقرر الشعب ما يريد وما ﻻ يريد، وما هو ممكن وما هو غير ممكن، فقد ثبت بما ﻻ يدع مجالاً للشك بأننا يجب ان نعود للداخل لإعادة بناء وتقوية وتعزيز العامل الذاتي الداخلي أولاً وقبل كل شيء،، وتنظيم اولوياتنا وصفوفنا، ووضع استراتيجية وطنية جديدة، بناءً على مراجعة شاملة لكافة التجارب السابقة واستنهاض طاقات وامكانيات شعبنا وكل عوامل القوة فينا، بما في ذلك كافة اشكال المقاومة والعمل المسلح حيثما امكن بدون جبن ورعب وبدون مغامرة ومكابرة، وهذا الامر ليس عصياً أبداً الا عند الجبناء والمتخاذلين، فنحن اصحاب حق وحقوق لم ننلها بالسلام فلننالها بالكفاح، فهذا واجب مقدس على كل فرد وشعب محتل، ولا حرية بلا ثمن أو تضحيات، وعلى كل جيل ان يحمل الراية ممن سبقه من الاجيال، ويدفع الثمن الذي تستحقه الحرية، والثمن الذي تستحقه فلسطين.