Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

القدس... من المسؤول عن كل هذا القصور؟!... راسم عبيدات

القدس... من المسؤول عن كل هذا القصور؟!...  راسم عبيدات

  .... أبا غالب أنت لست رجل هذه المرحلة،  بل انك تريد أن تخدم وتقدم ما تستطيع من أجل القدس، رغم ملاحظة هنا او هناك في الأداء او المبادرة، او في الغوص في التفاصيل على حساب البرنامج والإستراتيجيات،

وإضاعة وقت في حضور الكثير من المناسبات المقدسية، ولكن لا احد يستطيع التشكيك لا بصدقيتك ولا بنظافتك ولا بإخلاصك ولا امانتك، وانا دعوتي لك للتفكير بجدوى بقاءك في هذا المنصب ليست من باب طمع في منصب او جاه او خدمة لمحاور او تكتلات، او إسترزاق او تملق، بل صراحتي التي كانت تسبب لي المشاكل والمتاعب دائماً، وليس كما هو حال البعض ممن يريد التخلص منك خدمة لأهداف واغراض ومصالح خاصة، ومن باب النكاية، وهناك من يرى بأن هذا المنصب يتيح له أن يرسم الأمور بطريقته الخاصة، وان يحسن ويعزز مواقع نفوذه، في وجه ما هو قائم.

أنت رجل تريد ان تخدم وتساعد وتقوم بواجبك ومسؤولياتك تجاه القدس والمقدسيين، ولكن هناك من يخططون ليل نهار ويضعون لك العصي في الدواليب من أجل تظهر كانسان عاجز وغير قادر على الخدمة والفعل والعمل، حيث تتعدد المصالح والولاءات، وهذا يتكامل ويتقاطع مع دور من يعطونك الفتات من اجل القدس التي تتعرض للأسرلة والتهويد والحرب الشاملة عبر سياسة تطهير عرقي ممنهجة، يضخ فيها الإحتلال من اجل مخططاته ومشاريعه في القدس مئات ملايين الشواقل، بل المليارات في سبيل تحقيق الحلم الصهيوني بالسيطرة على القدس،  فيما ترصد لك وللقدس 1% من ميزانية السلطة، مقابل 37% للأجهزة الأمنية، وبما يثبت بان الدول المانحة من الإتحاد الأوروبي والأمريكان، يتدخلون في تحديد صرف الميزانية للسلطة، واولويات صرفها، يعطونك للقدس 1% من الميزانية ويقولون لك اذهب انت وربك فقاتلا، إذهب وتحمل كل الوزر الذي سيلحق بنا من اهل القدس، امتص نقمتهم وغضبهم وكل سخطهم، وفي النهاية انت من يتحمل المسؤولية وليس نحن.

ولكن أبا غالب أراهنك بأن بعض من القيادات المتربعة على عرش السلطة والتنظيمات الفلسطينية، ليس لها معرفة وإطلاع بواقع القدس، إلا من خلال الإعلام والتصريحات والإجتماعات، حتى ان بعض موظفي السلطة يعتقدون ويؤمنون بأننا نقبض "أرنونا" ضريبة مسقفات من الإحتلال، ولا ندفع تلك الضريبة كأننا مستاجرين لبيوتنا.

اذا سألتني أقول لك لا جدوى من البقاء في هذا المنصب بل يجب تعرية كل العاجزين والمقصرين بحق القدس. فأين هي اللجنة التنفيذية والرئاسية ومجلس الوزراء وقيادة الاحزاب والتنظيمات، فهم يعلمون ان القدس بحاجة الى مبالغ طائلة شهرياً، وقل لهم كم تكلفة رخصة البيت الواحد في القدس، قل كم محل في البلدة القديمة مغلق ومهدد بالإستيلاء عليه نتيجة الضرائب متعددة الأشكال، قل لهم كيف هي اوضاع التعليم وكيف تتوجه المدارس الخاصة والأهلية الى بلدية الإحتلال ودائرة معارفها من اجل الحصول على الأموال، قل لهم لماذا الهجرة من المدارس التابعة للسلطة الفلسطينية طلبة ومعلمين الى المدارس الحكومية المدارة والتي تشرف عليها بلدية الإحتلال ودائرة معارفها، وقل لهم هل تكفي ميزانيتهم هذه فقط للغرامات ومخالفات البناء المفروضة على سكان القدس، الذين يريدون التشبث ببقائهم ووجودهم في المدينة بشتى الطرق ؟؟؟،  أم ل (30) مليون دولار التي تأخذها المدارس الخاصة والأهلية من بلدية الإحتلال ودائرة معارفها سنويا ؟؟؟ًقل لهم عن مشاكل المقدسيين مع مجلس الاسكان وشركة الاسكان والقضايا المرفوعة عليهم على مذبح الصراع والنفوذ على ادارة المجلس أمام المحاكم الإسرائيلية، والتي من اجل حلها طرقنا أبواب كل المسؤولين والقيادات، ولكن نكتشف ان تلك القيادات جزء من الأزمة والصراع وليس الحل، فأهل القدس يريدون الدفع ولكن خلافاتهم ومصالحهم تدمر حلم كل المقدسيين.

قل لهم عن المؤسسات الكبرى المهددة بالإغلاق كشركة الكهرباء والمشافي (المقاصد والمطلع) وغيرها، والتي لم تف السلطة بإلتزاماتها المالية تجاهها.

نحن نريد ان نعرف منك، من هو الذي يضع الميزانية الشهرية للقدس، هل هو انت ام ان هناك من يقرر هذه الميزانية للقدس؟؟، وهل هذه ميزانية المحافظة والوزارة معاً؟؟، أم ميزانية للجهتين، واذا كنت من يضع الميزانية، فهل يتم وضعها بناء على إحتياجات المقدسيين ام ان ذلك له علاقة بجهات أخرى تقر ذلك، وهل هناك أولويات للصرف للقدس كمدينة مهددة بالدرجة الأولى؟ ام ان وراء الأكمة ما وراءها؟.

ميزانيات التطوير التي يرصدها الإحتلال للمستوطنات المعزولة تفوق ميزانية القدس، فهل يعقل أن تفكر بعض القيادات بهذه الطريقة، لكي تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة..؟ ترصد الفتات من أجل القدس وتريد من محافظها ووزيرها، ان يحمي ويخدم ويساعد ويدعم اهل القدس، فهو ليس بالسوبرمان ولا بالمالك لخزائن الأموال، وحتى لو كان ابا غالب "جهبذ" عصره ومبدع القرن الواحد والعشرين، لا يستطيع ان ينقذ القدس بدون دعم جدي وحقيقي.

أبا غالب أنصحك ومن موقع المحبة، وكما قلت لك فأنا قد اختلف معك في نقطة هنا او هناك، او حتى في بعض جوانب إدارتك ومتابعتك للأمور، ولكن ليس من باب النكاية او الخدمة لهذا الطرف او ذاك، فانا بعد اربعين عاماً من النضال والعمل أقرا الخارطة جيداً، واعرف الأهداف والدوافع عند الكثيرين، والتي لن تضيف شيئاً جديداً للقدس والمقدسيين سوى ان يحصنوا ويحيطوا انفسهم باتباع واشياع يشيدون بانجازاتهم وخدماتهم.

فكر بإرادتك فهذا مرحلة ليست مرحلتك، فأنت ترى بأن الخراب عام وطام في القدس، فحتى هيئة شعبية جماهيرية بحجم هيئة العمل الوطني والأهلي تجري محاربتها، خوفاً من البعض ان تكون بديلا لدكانته، إذهب اليهم في الرئاسة والتنفيذية ومجلس الوزراء وقل لهم استثمروا اموالكم هذه في منطقة أخرى ونحن سنفترش ونلتحف الأرض والسماء، ونبقى عاضين على النواجذ مدافعين عن قدسنا بطاقاتنا وإمكانياتنا، اذهب اليهم وقل لهم هذا الفتات لا تستقيم مع الحرب الشاملة التي تشن على القدس، فلعلهم لا يقرأون إستطلاعات الرأي، حول الإرتباط الذي نشأ في القدس مع مؤسسات الإحتلال، في ظل غياب الحاضنة والمرجعية الفلسطينية الحقيقية والجدية.

أبا غالب قل لهم إما ان تكون الوزارة والمحافظة او اي عنوان آخر يتفق عليه عنواناً وحيداً للقدس، وان يكون كذلك القناة الوحيدة التي تمرر من خلالها الأموال والمساعدات والإحتياجات للقدس، وان تخصص الميزانيات الكافية، أو يصبح الرحيل حفاظاً على الذات والكرامة هو الحل، فهذا ليس هروباً، بقدر ما هو مصارحة للناس والصدق مع الذات.