Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

فيتو أمريكي ضد إنهاء الاحتلال.. رحيل محمد غرايبة

فيتو أمريكي ضد إنهاء الاحتلال.. رحيل محمد غرايبة

  يقدم عباس رئيس السلطة الفلسطينية مشروعاً لمجلس الأمن الدولي من أجل إنهاء الاحتلال «الإسرائيلي» للأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها عام 1967م، خلال ثلاث سنوات بدءاً من هذا العام،

وتقول التقارير الإخبارية أن الكيان الصهيوني أعرب عن غضبه وامتعاضه من عباس نتيجة اقدامه على تقديم هذا المشروع دون موافقة «اسرائيلية»!، كما نشير التوقعات إلى عدم نجاح هذا المشروع، لان الولايات المتحدة الأمريكية سوف تستخدم حق «الفيتو» في مجلس الأمن في حالة تم عرضه للتصويت، رغم ما يصفه المراقبون من سوء العلاقة مؤخراً بين نتن ياهو وأوباما.

الفيتو الأمريكي المتوقع يأتي بعد مرور (66) عاماً على الاعتراف الأمريكي بدولة الاحتلال، التي تم إنشاؤها وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم (181) الذي يقضي بإنشاء دولة أخرى للفلسطينين على ما تبقى من ارض فلسطينية، وبعد مرور (47) عاماً على الاحتلال المتجدد لبقية فلسطين مع وجود قرارات دولية بإنهاء الاحتلال للارض التي تم الاستيلاء عليها عام (67)، وبعد مرور (21) عاماً على معاهدة أوسلو التي كانت من أجل وقف الحرب وتأسيس حقبة جديدة من السلام بين الفريقين، وبعد أن قدمت السلطة كل ماهو مطلوب منها  وزيادة من أجل انتظار تحقيق الوعود الدولية بالسماح بإيجاد دولة للفلسطينيين على بعض أرضهم أو على جزء منها، فما معنى هذا الفيتو وما هو التبرير والمسوغ السياسي لمثل هذا التصرف؟

«اسرائيل» التي أصبحت دولة نوويّة، وقوة إقليمية، ترتبط بمعاهدات سلمية مع معظم الأطراف العربية، وبقية الدول العربية تدخل معها باتفاقيات تجارية واقتصادية، وأخرى منخرطة في مبادرة السلام العربية التي طرحت في أوائل الثمانيات، وهناك دول أخرى أصبحت في براثن الفوضى وجيوشها لا تملك القوة الكافية لحماية نفسها من بعض المجموعات المتطرفة، وعند قراءة المشهد العربي والإقليمي على هذا النحو، كيف يمكن قراءة الفيتو الأمريكي؟ وكيف ينظر المواطن العربي إلى مجمل السياسات الأمريكية تجاه القضايا العربية بإجمال ومستقبل العرب برمته؟

الفيتو الأمريكي لا يمكن قراءته إلّا في سياق الإمعان في مواصلة سياسة الاستخفاف بالشعوب العربية ومواصلة الإصرار على دفع الشباب العربي إلى دوائر اليأس والإحباط، والكفر بكل الشعارات التي تملأ الفضاء حول مبدأ حقوق الإنسان ومبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، مما يسهم في دفع المنطقة نحو الثقب الأسود، وإيجاد البيئة العامة التي تسمح بنمو بذور العنف والتطرف، والسعي  الجاد نحو استنساخ طبعات جديدة من مجموعات القتل التي تجد الفرصة في الفوضى السياسية ،ونشوء أجيال جديدة تعيش الإحساس بالظلم والقهر، والإحساس بغياب العدالة عن المنطق الدولي، والنظر إلى هيئة الأمم ومؤسساتها أنها عبارة عن أدوات استعمارية، ووسيلة لصبغ الشرعية على اعتداءات الكبار وحلفائهم.

إن الفيتو الأمريكي غير المبرر عبر المنطق الغربي نفسه، وعبر منطق الأمم المتحدة وفلسفتها المعلنة، الذي يرفض سلوك عباس والسلطة المبالغ في الاعتدال، ويرفض ما يطلق عليه الاعتدال العربي الذي يصل إلى حد الخضوع والاستسلام، فكيف سوف يتم الحوار مع ملايين الشباب العربي والإسلامي الذين يملكون عقولاً مستنيرة وذاكرة واعية، وما هي الطريقة لاقناعهم بشرعية الحرب على الإرهاب!!.

ما يجلب الانتباه أن «كيمون» عندما زار ليبيا بشكل مفاجىء ووجه خطاباً إلى كل الأطراف الليبية بضرورة وقف الاقتتال والجلوس إلى طاولة الحوار، تفجر العنف في ليبيا على نحو غير مسبوق! وكأن نداء الأمم المتحدة كان عبارة عن زيت تم صبّه على نار مشتعلة، مما يؤشر بكل وضوح على أن التناقض في خطاب الكبار وعجز النظام العالمي عن الالتزام بأبسط معايير العدالة سوف يؤدي إلى حرب مجنونة وفتنة عمياء، لا يعرف مداها إلّا الله، وسوف يصطلي بنارها العالم كله بلا استثناء، لأن السلم العالمي يتصف بالشمول والتكامل، والبشرية تعيش في سفينة واحدة، وسوف تكون الحرب على داعش نوعاً من العبث الدولي في ظل حماية الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وفي ظل التواطؤ العالمي مع الانتهاكات الصهيونية لحرمة المسجد الأقصى والقدس ،وفي ظل الاصرار على حرمان الشعب الفلسطيني من حقوق البشر.