ارتفعت سحب ضخمة من الدخان الأسود من الأطراف الشرقية والجنوب غربية لمدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا التي يدور فيها وحولها قتال شرس بين القوات الكردية المدافعة عن المدينة ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقالت مصادر كردية سورية من داخل المدينة إن مسلحي تنظيم "داعش" يعمدون إلى حرق المنازل وإطارات السيارات في محاولة لحجب الرؤية عن طيران التحالف الدولي، في الوقت الذي لا يزال يسمع صوت الطيران يحلق فوق المنطقة.
وكانت قوات قوات حماية الشعب الكردي قد أعلنت أنها استطاعت أن تستعيد السيطرة على مبنى المخفر القديم المعروف باسم الأسايش قرب مبنى السرايا في شرق مدينة عين العرب.
وتشهد تلك المنطقة اشتباكات عنيفة، كما استهدفتها غارة للتحالف الدولي الأربعاء.
كما تدور اشتباكات تمتد من مسجد الشريعة في الحي الشرقي إلى الخط الشمالي الشرقي.
وكانت مصادر سورية داخل المدينة قد قالت لبي بي سي إن تنظيم "داعش" شن هجوماً ليلة أمس، في المنطقة الشرقية من المدينة واستطاع التقدم باتجاه حي الصناعة بعد أن كان تراجع منه الثلاثاء.
ودارت اشتباكات عنيفة في الطرف الجنوبي بين مسلحي التنظيم والقوات الكردية المدافعة عن المدينة.
وتجمع عدد كبير من الأكراد على مقربة من المدينة ليتابعوا ما يحدث على الجانب السوري.
وأسفرت 3 أسابيع من القتال عن نحو 400 قتيل وقرابة 160 ألف نازح تركوا منازلهم متوجهين نحو الحدود التركية.
وكان عسكريون أمريكيون حذروا من احتمال سقوط مدينة عين العرب السورية والمعروفة باسم كوباني في أيدي تنظي "داعش".
ونفذت طائرات الولايات المتحدة والتحالف بقيادتها 8 ضربات جوية ضد مقاتلي "داعش" قرب المدينة الأربعاء، حسبما قالت القيادة المركزية الأمريكية للجيش الأمريكي.
واقترحت فرنسا دعم مقترح تركيا لإقامة منطقة عازلة عند حدودها مع سوريا يحظر فيها الطيران، من أجل حماية الأراضي التركية ومساعدة اللاجئين النازحين من ديارهم أمام تقدم مسلحي تنظيم "داعش" في المنطقة.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن هناك حاجة لتفادي وقوع مجزرة لسكان شمالي سوريا.
وتشترط تركيا للمشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" عدداً من الشروط من بينها إقامة منطقة حظر طيران على الجانب السوري من الحدود وهو ما تعارضه الولايات المتحدة. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الأربعاء إن المنطقة العازلة ليس خياراً متاحاً.
وكان البرلمان التركي قد وافق الأسبوع الماضي على التدخل العسكري ضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، لكنه لم يتخذ أي إجراء حتى الآن.
