تواصلت المواجهات العنيفة في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) في سوريا، حيث صعّدت جماعة "داعش" الإرهابية من قصفها العنيف للمدينة.
يأتي ذلك في وقت وافقت فيه الحكومة التركية على عبور مقاتلين عراقيين أكراد عبر أراضيها والتوجه إلى عين العرب، فيما ألقت طائرات أميركية أسلحة وذخائر لصالح المقاتلين الأكراد.
وتبدو معركة عين العرب أنها ستطول أكثر بين المقاتلين الأكراد في المدينة ومسلحي تنظيم "داعش" على وقع المعارك الدائرة والتجاذبات الدولية.
الناطق باسم الحزب الكردي نواف خليل والذي كشف أن التواصل بين الحزب والمسؤولين الأميركيين بدأ قبل عامين سراً، أكد أن محادثات باريس شملت تفعيل التنسيق العسكري بين الطرفين.
ويعتقد مراقبون أن معونات السلاح لأكراد سوريا تحمل وجهاً استراتيجياً تعتبره واشنطن أولوية لها وهو إدخال جميع الأطراف تحت رحمة رحى ما يحدث في عين العرب محولة إياها إلى أرضية لحرب استنزاف طويلة الأمد تفقد كل الأطراف قوتهم وقدرتهم على المواجهة؛ والنظر إلى واشنطن كأنها المخلص والقبول بها حكماً وحاكماً.
ميدانياً؛ صعّد تنظيم "داعش" من قصفه العنيف على مدينة عين العرب (كوباني). فيما استهدف المقاتلون الاكراد الذين يدافعون عن المدينة تجمعات لعناصر "داعش" بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة، بحسب ما أفاد الثلاثاء، المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "استهدف مقاتلو (وحدات حماية الشعب) فجر اليوم تجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية في مناطق تقع في القسم الشرقي من عين العرب مستخدمين القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة".
وجاء ذلك بعدما شنّ تنظيم "داعش" مساء الاثنين هجوماً جديداً على مواقع المقاتلين الأكراد في المدينة عقب تنفيذ اثنين من انتحارييه تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين في شمالها.
وتحدث بيان للمرصد صباح الثلاثاء، عن دوي انفجار قوي "يعتقد أنه ناجم عن انفجار سيارة مفخخة لتنظيم الدولة الإسلامية في القسم الشرقي" من عين العرب الحدودية مع سوريا.
في هذا الوقت، شنت طائرات التحالف الدولي ليل الاثنين الثلاثاء، غارات جديدة على مواقع التنظيم الإرهابي الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق ويحاول منذ أكثر من شهر السيطرة على عين العرب ثالث المدن الكردية السورية والتي تبلغ مساحتها 6 إلى 7 كلم مربع، وفقاً للبيان ذاته.
وقتل في غارات الاثنين على كوباني 5 مسلحين ينتمون إلى تنظيم "داعش"، فيما قتل 12 مسلحاً آخر من هذا التنظيم في الاشتباكات داخل المدينة بينهما عنصران فجّرا نفسيهما، وقتل 5 مقاتلين اكراد في الاشتباكات ذاتها، بحسب ما أعلن المرصد في بيان ثان.