استقالت مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركية، كيمبرلي تشيتل، من منصبها، اليوم الثلاثاء، بعد الثغرات الأمنيّة التي كشفتها محاولة اغتيال الرئيس السابق، دونالد ترامب.
يأتي ذلك فيما شهد السباق إلى البيت الأبيض، تحوّلين كبيرين خلال مدة قصيرة لم تتجاوز ثمانية أيام، ما أعاد الزخم إلى المنافسة، وتسبب بخلط الأوراق قبل الانتخابات المقررة في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر؛ فقد تعرّض الرئيس السابق والمرشح الجمهوري ترامب لمحاولة اغتيال في 13 تموز/ يوليو، وأعلن الرئيس جو بايدن في 21 منه انسحابه، ليرضخ بذلك إلى ضغط واسع من المعسكر الديمقراطيّ نفسه.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن رسالة مديرة الخدمة السرية لموظفي الوكالة، قولها: "أتحمل المسؤولية الكاملة عن الخلل الأمني"، مضيفة: "اتخذت بقلب حزين القرار الصعب بالاستقالة".
وقال بايدن: "أخطط لتعيين مدير جديد لجهاز الخدمة السرية قريبا"، مضيفا: "ممتن للخدمة التي قدمتها المديرة المستقيلة لجهاز الخدمة السرية التي كرست حياتها لأمننا طوال مسيرتها".
في المقابل، قال ترامب عبر منصة "تروث": "بايدن و(نائبته كامالا) هاريس، قد فشلا في توفير الحماية الكافية لي، وتعرّضت لإطلاق الرصاص من أجل الديمقراطية".
وبعد قرار الاستقالة، قال رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب، إن "جلسة الاستماع أدت لاستقالة مديرة الخدمة السرية، وستكون هناك محاسبة مستقبلا".
وشدّد على أن "الإخفاقات الأمنية الفادحة، أدت إلى محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب".
وأشار إلى أن "الخدمة السرية لا يمكن أن تفشل، لكنها فشلت في عهد تشيتل".
وقال نواب جمهوريون، إنه "يجب استدعاء مديرة الخدمة السرية إلى الكونغرس، حتى بعد استقالتها، لتقديم إجابات عما حدث".
كما نقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين بالخدمة السرية، أن "تعامل تشيتل مع محاولة اغتيال ترمب، أدى لتآكل الدعم لقيادتها داخل الوكالة".
وأقرّت مديرة جهاز الخدمة السريّة الأميركيّ، أمس الإثنين، بأن الوكالة "فشلت" في مهمة منع محاولة اغتيال الرئيس السابق.
وقالت تشيتل أثناء إدلائها بشهادتها أمام لجنة المحاسبة والإشراف التابعة لمجلس النواب الأميركي، أمس، إن "مهمة جهاز الخدمة السريّة الرسمية هي حماية قادة بلادنا. في 13 تموز/ يوليو، فشلنا".
وأضافت: "بصفتي مديرة جهاز الخدمة السريّة في الولايات المتحدة، أتحمّل المسؤولية الكاملة عن أي ثغرة أمنية".
وأفادت تشيتل التي واجهت دعوات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للاستقالة، بأن محاولة اغتيال ترامب الذي أصيب بجروح طفيفة في أذنه أثناء تحدّثه خلال تجمّع انتخابي تمثّل "الإخفاق العملياتي الأكبر لجهاز الخدمة السريّة منذ عقود".
وأطلق توماس ماثيو كروكس (20 عاما) النار على ترامب من بندقية، بعد دقائق فقط على بدء الرئيس الجمهوري السابق والمرشح الحالي لانتخابات الرئاسة، التحدّث خلال تجمّع في باتلر في بنسلفانيا.
وقتل أحد قنّاصة جهاز الخدمة السريّة كروكس بعد 26 ثانية على إطلاقه أول ثماني طلقات.
وخلص محققون إلى أن كروكس الذي يقطن بلدة تقع على بعد نحو 80 كيلومترا عن باتلر، قد تصرّف بمفرده، ولم يتمكنوا من تحديد أي توجّهات فكرية أو سياسية قوية له.
وجُرح شخصان كانا يحضران التجمّع في إطلاق النار بينما قُتل عنصر إطفاء.
ولدى افتتاحه جلسة الاستماع المرتبطة بمحاولة الاغتيال، قال رئيس اللجنة، جيمس كومر، أمس، إنه "كان ممكنا تجنّب وقوع هذه المأساة"، مضيفا "أعتقد بشدّة أيتها المديرة تشيتل أن عليك الاستقالة".
وأضاف: "مهمة جهاز الخدمة السريّة المرتبطة بالحماية تتمثّل بحماية الولايات المتحدة وقادة العالم الذين يزورونها وحماية الانتخابات الأميركية عبر حماية المرشّحين".
وتابع: "للخدمة السرية مهمّة تقوم على صفر فشل، لكنها فشلت في 13 تموز/يوليو وفي الأيام التي سبقت التجمّع".
وأكد أن "جهاز الخدمة السريّة لديه آلاف الموظفين وميزانية كبيرة، لكنه بات الآن وجها لعدم الكفاءة".
ومنذ 13 تموز/ يوليو، يواجه الجهاز، المسؤول عن حماية كبار الشخصيات الأميركية، انتقادات بشأن أوجه القصور المحتملة في عمله. وقد جاءت الدعوات لاستقالة تشيتل التي عيّنها الرئيس بايدن في عام 2022، من كلا جانبي الطيف السياسي.
لكن تشيتل، كانت قد رفضت الفكرة، قبل إعلانها الرسميّ، اليوم، قائلة: "أعتقد أنني أفضل شخص لإدارة جهاز الخدمة السرية في الوقت الحالي".
كما رفضت الإجابة على العديد من الأسئلة المحددة من أعضاء مجلس النواب حول الهجوم، بحجة أن ثمة تحقيقات عدة جارية. وقالت: "لا يمكنني التحدث إلا في العموميات"، ما أثار إحباط الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين في اللجنة.
وقالت تشيتل الإثنين إن إدارتها تم تنبيهها "مرتين إلى خمس مرات" بوجود "شخص مشبوه" خلال التجمع، لكنه لم يُعتبَر على الفور "تهديدا". وأضافت أنه تم إرسال فرق للتعرف إليه والتحدث معه، لكن هذه الفرق لم تتمكن من تحديد مكانه قبل أن يطلق النار.