قررت مديرة التسويق لمنتجات جوجل التعليمية، أرييل كورين، الاستقالة من منصبها؛ احتجاجا على إجراءات "انتقامية" تنتهجها الشركة ضدها بعد رفضها توقيع عقد مع جيش الاحتلال بقيمة مليار دولار أمريكي، مشيرة إلى أن الموظفين الذين يدعمون الحقوق الفلسطينية يتلقون تحذيرات من قسم الموارد البشرية.
العالم - امريكا
وقالت موظفة في شركة غوغل، إنها ستغادر الشركة هذا الأسبوع بسبب سياسة الانتقام و"العداء" ضد الموظفين، مشيرة إلى أن الموظفين الذين يدعمون الحقوق الفلسطينية يتلقون تحذيرات من قسم الموارد البشرية، ومضايقات تخفيضات في الأجور.
قالت موظفة في شركة غوغل، عُرفت مؤخراً بسبب معارضتها صفقة بين غوغل وجيش الاحتلال الإسرائيلي، إنها سوف تقدم استقالتها بعدما كشفت أن الشركة الأمريكية حاولت الانتقام منها بسبب نشاطها، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأعلنت مديرة التسويق لمنتجات غوغل التعليمية، أرييل كورين، أنها مضطرة إلى ترك العمل مع محرك البحث العملاق، بسبب التصرفات "العدائية" التي تنتهجها الشركة، نتيجة إعلان "كورين" رفضها توقيع عقد مع جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيمة مليار دولار أمريكي.
وكتبت أرييل كورين تغريدة على تويتر قائلة: "سأغادر غوغل هذا الأسبوع بسبب سياسة الانتقام والعداء ضد الموظفين الذين يتحدثون وينتقدون".
وأشارت كورين إلى أن الشركة نقلتها إلى الخارج على الفور بعد أن عارضت عقود الذكاء الصناعي المراقبة التي أبرمتها مع "إسرائيل" بقيمة مليار دولار.
وأكدت أنها خلال عملها في غوغل شاهدت عملية إسكات منهجية للأصوات الفلسطينية واليهودية والعربية والمسلمة، القلقة بشأن تواطؤ الشركة في انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطينية، التي تصل إلى حد الانتقام، وفق تعبيرها.
وأوضحت: "يجرى إسكات زملائنا الفلسطينيين في العمل في جميع أنحاء الشركة، ويتلقى الموظفون الذين يدعمون الحقوق الفلسطينية تحذيرات من قسم الموارد البشرية، ومضايقات، وحتى تخفيضات في الأجور وردود فعل سلبية على مراجعة الأداء".
وتابعت في خطاب نشرته عبر حسابها في تويتر: "بدلاً من الاستماع إلى الموظفين الذين يريدون أن تلتزم غوغل مبادئها الأخلاقية، تسعى الشركة بقوة وراء العقود العسكرية، وتجرد أصوات موظفيها من خلال نمط من الإسكات والانتقام مني وضد كثيرين آخرين".
ونشرت كورين في تغريدة أخرى، فيديو ورابط يوضح مشاركة 15 من موظفي غوغل وحلفائهم الفلسطينيين قصصهم حول التحيز المؤسسي الذي شهدوه داخل الشركة، والذي يساعد غوغل في تبرير وحماية عقدها، الذي تبلغ قيمته مليار دولار، مع حكومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويتحدث عديد من موظفي غوغل "فلسطينيون ومسلمون ويهود وعرب" في هذا الفيديو علناً بلا كشف عن هويتهم، خوفاً من الانتقام، لحماية هويات الموظفين، ويقرأ متطوعون قصصهم بصوت عالٍ.
وأشارت أرييل إلى أن غوغل نجحت، من خلال خلق بيئة من الخوف بين الموظفين، في حماية مصالحها التجارية مع جيش وحكومة الاحتلال الإسرائيلي. ودعت موظفي شركتي غوغل وأمازون إلى قراءة مشروع "نيمبوس"، كما حثت العاملين في الشركتيْن على الوقوف ضد المشروع.
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أمضت كورين أكثر من عام في تنظيم الصفوف ضد مشروع نيمبوس، عبر توزيع الالتماسات والتواصل مع مجموعات للضغط على مسؤولين تنفيذيين، كما تحدثت مع مؤسسات إخبارية، في محاولة لحمل الشركة على إعادة النظر في الصفقة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، تلقت كورين إنذاراً مفاجئاً من غوغل، إما الموافقة على الانتقال إلى ساو باولو في البرازيل في غضون 17 يوم عمل وإما فقدان الوظيفة.
وأوضح تقرير "نيويورك تايمز" أن واقعة كورين هي الأحدث في سلسلة الموظفين الذين اتهموا غوغل بالانتقام من نشاطهم خارج الشركة، مع استقالة كلير ستابلتون وميريديث ويتاكر في 2019، وقالتا آنذاك إنهما واجهتا عقوبة بعد تنظيم إضراب للعمال في 2018 للاحتجاج على سياسات متعلقة بالسلوك الجنسي الخاطئ في الشركة.
وعارضت كورين مشروع نيمبوس بعد إعلانه في أبريل/نيسان 2021 لقلقها من استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي هذه التكنولوجيا في مراقبة الفلسطينيين وإلحاق الأذى بهم. ودخل العقد حيز التنفيذ في يوليو/تموز 2021 ويستمر لمدة سبع سنوات.
ما هو مشروع "نيمبوس"
وفي نهاية العام الماضي، أعلنت شركتا غوغل وأمازون عن مشروع تحت اسم "نيمبوس" بقيمة مليار ومئتي مليون دولار أمريكي لتوفير خدمات سحابية إلكترونية لإسرائيل. وواجه المشروع معارضة من موظفي الشركتين، وعبروا عنه برسالة نشرتها صحيفة "غارديان" البريطانية آنذاك تؤكد أن المشروع سوف يُستخدَم لقمع الفلسطينيين.
وتسمح هذه التكنولوجيا الأمريكية بمزيد من المراقبة وجمع البيانات بشكل غير قانوني عن الفلسطينيين من حكومة الاحتلال وجيشه، وتسهل توسيع المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
وكشف العاملون في غوغل وأمازون أن التكنولوجيا التي تعاقدت الشركات على توفيرها لصالح الكيان الإسرائيلي ستجعل التمييز المنهجي والتهجير الذي يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر قسوة وفتكاً بالفلسطينيين.