تواصلت العملية البرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أمس، من دون أن يُظهر جيش الاحتلال أي ضوابط في استخدام القوة النارية؛ إذ أظهرت صور التُقطت من الأقمار الصناعية، دماراً واسعاً طاول البنية التحتية وعدداً هائلاً من المباني في أحياء الشابورة والسعودي وتل السلطان والعودة. ووصلت الدبابات الإسرائيلية، أخيراً، إلى منطقة المواصي الغربية من المدينة المحاذية لشاطئ البحر، والتي لم يكن العدو قد دخلها بعد، ما يعني أن العملية التي ادّعى الاحتلال أنها ستكون محدودة ومضبوطة، استباحت نحو 85% من المدينة، ودمّرت نحو 50% من مبانيها، وفق تقدير أولي. ووسط ذلك، تواصل نمط المجازر الجماعية والقصف العشوائي ذاته؛ فأمس فقط، وثّقت وزارة الصحة في غزة أربع مجازر تسبّبت بسقوط 35 شهيداً وإصابة 130 شخصاً آخر.والجبهات الأخرى لم تكن أقل سخونة، حيث شنّت الطائرات الحربية غارة في وسط سوق جباليا المكتظ بالسكان شمالي القطاع، كما دكّت المدفعية شارع الجلاء بعدد من القذائف، ما تسبّب بسقوط عدد من الشهداء. وشنّت الطائرات المُسيّرة، أيضاً، عدداً من الغارات في مناطق متفرّقة من مدينة غزة. وفي مقابل ذلك، شهدت محاور القتال زخماً ميدانياً لافتاً، حيث واصلت المقاومة تسديد الضربات الدقيقة في محور القتال في مدينة رفح، وأعلنت «كتائب القسام» تنفيذ عدد من المهمات القتالية، فيما أبلغ «الإعلام العسكري» التابع لها عن استهداف المقاومين دبابتي «ميركافا» بقذائف «الياسين 105»، وحينما فرّ الجنود منهما، أجهز عليهم المقاومون بالأسلحة الرشاشة من مسافة صفر. ثم بعد ذلك، وفي تمام الساعة الثالثة عصراً، نشرت «القسام» تفاصيل جديدة، وقالت إنه «استكمالاً للكمين المركّب لجنود الاحتلال وآلياته في حي الشابورة، تمكّن مجاهدونا مجدداً من استهداف آليتين إسرائيليتين من نوع إيتان بقذائف الياسين 105، ورصدنا هبوط الطيران المروحي لإجلاء الجرحى والقتلى من الآليات الأربع التي تمّ تدميرها على مرحلتين». وبدورها، قالت «سرايا القدس» إن مقاوميها استهدفوا بقذيفة «آر بي جي» دبابة «ميركافا»، ثم أعلنوا عن تفجير دبابة أخرى بعبوة أرضية شديدة الانفجار في حي الشابورة.
جيش الاحتلال يستخدم القوة النارية في رفح من دون أي ضوابط
وفيما تحدّث الإعلام العبري عن «أحداث صعبة، تتطلب الدعاء للجنود المصابين»، وهو ما يمهّد عادة لاعتراف الاحتلال بوقوع قتلى وجرحى في صفوفه، جدّد المقاومون قصف القوات المتوغّلة بالعشرات من قذائف الهاون. وقالت «كتائب شهداء الأقصى» إن مقاوميها استطاعوا استهداف دبابة بقذيفة «آر بي جي» في محور حي الشابورة. وفي ساعات المساء، أعلنت «كتائب القسام»، مجدداً، تمكّنها من تنفيذ كمين محكم في الحي نفسه. ووفقاً لبيان الكتائب، «تمّ تجهيز لغم خاص بقوة تفجيرية كبيرة، ثم زُرع تحت طريق مرور آليات الاحتلال بعد عمليات رصد استمرت عدة أيام في شارع البحر، جنوب حي تل السلطان غرب رفح، وعند مرور القوة في الدقائق الأولى من تموضع دبابة ميركافا فوق اللغم، قام المقاومون بتفجيره، ما تسبب بتدميرها بشكل كامل وقتل طاقمها. واستمرت عملية إخلاء أشلاء الجنود القتلى وحطام الدبابات عدة ساعات».
أما في حي الزيتون ومحور «نتساريم» في وسط القطاع، فقد تواصلت عمليات المشاغلة والإرباك، حيث أعلنت «كتائب القسام» تمكنها من دكّ مقر القيادة والسيطرة لجنود الاحتلال جنوب الحي بوابل من قذائف الهاون النظامية الثقيلة، فيما تحدّثت مصادر إسرائيلية عن مقتل واصابة عدد من الجنود في الحادثة، وأبلغ عدد من فصائل المقاومة عن تمكنه من استهداف حاجز «نتساريم» المستحدث بوابل من القذائف والصواريخ التكتيكية. وفي صراع الصورة، بثّت «سرايا القدس» مشاهد أظهرت تمكّن مقاوميها من تذخير وتربيض عدد من الصواريخ، فيما كانت تلاحقهم طائرة من طراز «كوادكابتر»، وتحلّق فوقهم طائرات الاستطلاع المقاتلة. كذلك، نشر «الإعلام العسكري» التابع لـ«كتائب القسام»، مشاهد أظهرت استهداف مقاوميها عدداً من الدبابات في محاور القتال في رفح، فضلاً عن إطلاق العشرات من قذائف الهاون في اتجاه تجمّعات الجنود والآليات في مناطق التقدم.