Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

الشعارات البراقة والإجراءات الفاعلة.. رشيد حسن

الشعارات البراقة والإجراءات الفاعلة..  رشيد حسن

  الخطاب العربي والاسلامي لا يزال طافحا بالشعارات البراقة، التي تفتقر إلى التطبيق العملي، وهو ما تفضحه حالة العجز والهوان التي ترخي ظلالها السوداء عليه؛

ما دفع العدو الصهيوني إلى نهش لحم الأمة الحي، والاعتداء على أقدس مقدساتها في القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مناسبة هذا الكلام هو قرارات لجنة مؤتمر القدس التي عقدت مؤخراً في المغرب العربي الشقيق، وتحذيرها من الشعارات الفارغة التي لا تحرر القدس، ولم تحرر شبراً واحداً من أرض فلسطين، وفي تقديرنا.. فإن هذه القرارات أيضاً، ستفقد قيمتها اذا لم يقترن بالفعل، وبالإجراءات الفاعلة لوقف التهويد، وانقاذ المدينة من أخطر هجمة استيطانية استئصالية تتعرّض لها في تاريخها الطويل الممتد لاكثر من ستة آلاف سنة.

إن الأخطار المحدقة التي تتعرض لها القدس، تفترض ترجمة هذه القرارات إلى أفعال، لكبح العدوان الصهيوني، وكبح عملية التهويد الجارية على قدم وساق في سباق مع الزمن، لطمس معالم المدينة العربية - الإسلامية، وإسدال ستار الليل اليهودي عليها، ووقف التطبيع مع العدو، وعدّ ذلك قراراً ملزماً لكافة الدول العربية والاسلامية، رداً على استباحة العصابات الصهيونية للأقصى.

ومن هنا، فمن المهم وفي هذه المرحلة بالذات حيث تشتد المؤامرة الصهيونية – الأميركية، أن تبقى القدس على الأجندة العربية  والإسلامية، لا بل في صدارة هذه الأجندة، ومن الضروري اتخاذ قرار عربي جماعي ملزم، بأن تصبح القدس وتاريخها ومحنتها  جزءًا من المنهاج المدرسي، ومساقاً إجبارياً لكافة طلبة الجامعات، حتى لا تنسى الأجيال أقدس القضايا وأخطرها وخاصة أنها تمس العقيدة والدين،  فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى ومعراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومهد المسيح عليه السلام،  ومثوى عدد كبير من الصحابة والتابعين والعلماء والأئمة وقاة وجنود الفتح، وجنود صلاح الدين..الخ.

لقد عمل العدو الصهيوني على ترويج الأساطير والأكاذيب الصهيونية، وزرعها في عقول الناشئة في “الغيتوهات” اليهودية، حتى أصبحت في نظرهم حقيقة مسَلّم بها “شلت يميني إذا نسيتك يا اورشليم”..!! وقد تبين لهؤلاء المغرر بهم، إن “اورسالم” ليست مدينتهم،  ولم يبنوها، وإنما الذي بناها هم العرب الكنعانيون، وسموها باسم ملكهم سالم، كما أن كبير المؤرخين في كيان العدو د.فنلكشتاين يؤكد أن اليهود لم يبنوا القدس، ولا وجود للهيكل فيها، وقد تبين ذلك بعد حفريات مكثفة وعلى مدى أكثر من مائة عام، تحت الحرم،  وتحت أبنية المدينة القديمة وفي كافة نواحي القدس، ولم يعثروا على حجر واحد يثبت ادعاءاتهم.

القدس يجب أن تبقى حاضرة في الوجدان العربي والإسلامي، فهي أقدس المدن.. وعلى أرضها نزلت الرسالات، ومنها عرج الرسول محمد إلى السموات العلى، وفيها ولد المسيح، وسار على درب الجلجلة.

القدس.. تاريخ شعب وأمة، وشاهد على كافة الأقوام منذ الزمن الغابر وإلى اليوم الذين مروا بها، وعاثوا فيها خراباً، وبقيت؛ لأنها الباقية وهم جميعاً زائلون، وهي الطاهرة وهم آثمون.. وباب الله إلى السماء.

باختصار...

معركة القدس طويلة، تقتضي ترجمة الأقوال والشعارات إلى أفعال للجم العدوان، ووقف التطبيع، وتجميد المعاهدات، وإنزالها المنزلة التي تستحقها في المناهج المدرسية والمساقات الجامعية، لتبقى جمرة لا تنطفئ.. فهي البداية.. وهي النهاية، وهي عنوان الصراع مع الصهاينة.. فإمّا أن نكونَ أو لا نكون.