Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

خسائر "نتنياهو" تتوالى..!!.. خالد معالي

خسائر

  لا يختلف اثنان على أن هيبة وغرور وعنجهية "بنيامين نتنياهو" قد وصلت الحضيض؛ بعد فشل أجهزة استخباراته المتطورة تكنولوجياً والتي تعد على الفلسطينيين أنفاسهم؛ في العثور على الجنود أو المستوطنين الثلاثة المفترض اختطافهم بحسب الرواية (الإسرائيلية) منذ أكثر من 12 يوماً دون طرف خيط، وتصريحات مسئولين وقادة الاحتلال صباح اليوم تؤكد ذلك بقولهم: نتائج البحث حتى الآن هي صفر.

"نتنياهو" كان قد صرّح قبل يومين من أنه سيقدم أدلة على وقوف حركة "حماس" خلف عملية الخطف المفترضة؛ إلا أنه وحتى اللحظة لم يبرز أي دليل يذكر، وهو ما زال يتخبط، وهذا يعد انتصار للخاطفين المفترضين من الناحية الأمنية؛ ليتفوق الحس الأمني لديهم على أقوى جهاز استخبارات في المنطقة؛ لأنهم بكتمانهم الشديد؛ منعوا طرف خيط من المعلومات يمكن أن يبني عليه "نتنياهو" في الوصول إليهم.

يلاحظ أن حركة ونشاط المستوطنين قد خفت بعد عملية الخطف المفترضة، داخل قرى وبلدات الضفة الغربية، وأن المستوطنين بدؤوا يشعروا بالثمن الباهظ الذي سيدفعونه في حالة إصرارهم على الاستيطان في الضفة الغربية.

يسجل للخاطفين المفترضين كسر حالة الجمود والركود، ولقنت "نتنياهو" درساً بليغاً من أن الفلسطينيين يملكون قوة برغم حالة الضعف الظاهرة، ويملكون بدائل كثيرة وموجعة عن خيار المفاوضات التي تسببت بتسارع غول ووحش الاستيطان بشكل كبير، وأن الفلسطيني لا يقبل بالذل والعبودية.

مسحت عملية الخطف صدى القلوب والنفوس، وأيقظت الحس الوطني خاصة لدى الجيل الصاعد؛ بعدما أخذ غفوة طالت لعدة سنوات؛ كان المستوطن فيها يسرح ويمرح في الضفة الغربية دون حسيب أو رقيب بتشجيع من "نتنياهو" عبر سياساته الاستيطانية.

تشير تقديرات قادة الاحتلال إلى أن الخاطفين تعلموا كثيراً هذه المرة من أخطاء المقاومة الفلسطينية السابقة؛ حيث كان التباهي وإظهار البطولة والتفاخر بالقيام بأي عملية حتى قبل نضوجها هو ديدن المقاومة، ليفشلوا لاحقاً؛ إلا أنهم هذه المرة لا يوجد تبني ولا أي صوت ظاهر لهم؛ ويبدو أنهم يتبعون إستراتيجية أمنية جديدة تعتمد الكتمان المطبق وهو ما يقلق "نتنياهو" بشكل كبير.

الاستهتار الأمني والمفاخرة كانت سبباً لتقديم معلومات مجانية وثمينة للاحتلال خلال الانتفاضتين، وطوال مراحل النضال الفلسطيني؛ بتحديد الجهة التي قامت بالعمل المقاوم بشكل مجاني وسريع، وإراحة الاحتلال من مشقة البحث؛ ودفع الشعب الفلسطيني ثمناً باهظاً نتيجة لها؛ والآن تشير تقديرات الاحتلال إلى أن الخاطفين تعلموا الدرس جيداً.

إن صح أن ما جرى عملية أسر – وليست فبركة من "نتنياهو" – فإن الحس الأمني لدى الخاطفين جعل "نتنياهو" في حيرة، وتفوق عليه وعلى مخابراته، حيث يتمنى الاحتلال خطأ بسيطاً من الخاطفين على شاكلة اتصال هاتفي كما حصل في عملية اختطاف الجندي "فاكسمان"، إذ خسرت حماس العملية بسببه.

هناك من الفلسطينيين من يقول أن العملية مفبركة، وهناك من يقول أنها حقيقية؛ لكن الجهتين تتفقان على أنها أدخلت الفرحة لهم؛ وجعلت الشعب الفلسطيني يشعر بالزهو والقوة والخروج من حالة الضعف والإذلال، برغم اعتداءات الاحتلال المتواصلة بعد الخطف، وقتله للأطفال بدم بارد؛ والتي هي أصلاً لم تتوقف قبل الخطف؛ بل زادت وتيرتها؛ ولنتأمل في خشية "نتنياهو" من تصعيد الأوضاع خلال شهر رمضان؛ فهو يريد احتلال مريح بلا ثمن، وبلا ضجيج.