شرعت عائلة الأسير الفلسطيني الشيخ خضر عدنان القيادي بحركة الجهاد الإسلامي والمضرب عن الطعام منذ 75 يوما، باعتصام مفتوح على دوار المنارة مركز مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية المحتلة بمشاركة زوجته وأبنائه التسعة، إثر نقله الليلة الماضية إلى مشفى إسرائيلي مدني قبل إعادته إلى سجن الرملة، وبالتزامن مع انعقاد جلسة محكمة استئناف للنظر في طلب إخلاء سبيله بكفالة، حيث أجلت المحكمة قرارها إلى الأحد المقبل.
وقالت رندة موسى زوجة عدنان إن محكمة سالم العسكرية عقدت الجلسة اليوم الخميس، لكنها لم تتخذ قرارها بالطلب المقدم من الدفاع بإخلاء سبيله بكفالة، وأجلت القرار إلى الأحد.
بدورها أكدت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، أن تأجيل القرار اتخذ بحجة العمل على إحضار تقرير طبي جديد حول حالة عدنان في ظل خطورة وضعه الصحي.
وافترشت رندة موسى زوجة عدنان الأرض على جانب ميدان المنارة مع أطفالها، فيما شارك محمد شقيق خضر وعدد من الشخصيات معها الاعتصام مثل محمود الأعرج والد الشهيد باسل الأعرج، وعلاء الأعرج الأسير المحرر الذي خاض إضرابا عن الطعام في سجون الاحتلال.
وقالت موسى إن أطفالها مضطرون للوقوف في هذا الموقف، بينما يستعد باقي الأطفال للاحتفال بالعيد، وتابعت: "هناك أسير يموت خلفه تسعة من الأبناء، من حقهم أن يفرحوا، ويجهزوا أنفسهم للعيد، وأن يستمتعوا بهذه الأيام الجميلة، وببهجة وفرحة العيد، لكن ذلك مفقود عندهم".
وأكدت موسى أن أطفالها لم يناموا الليلة الماضية في انتظار الخروج إلى الاعتصام، حيث يعتقدون بتفكيرهم البسيط أن أي شيء قد ينصر والدهم، متسائلين إن كانوا سيصطحبون أباهم إلى البيت بعد الاعتصام.
واعتبرت موسى أنه من المؤلم انتظار الجميع للعيد، في حين تنتظر هي وعائلتها خبرا قد يكون استشهاد زوجها.
وقررت العائلة تنظيم هذا الاعتصام بحسب موسى لاستشعار الخطر الشديد المحدق بعدنان، فهو كما يقول بين الشهادة والشهادة بعد 75 يوما من الإضراب عن الطعام.
وتابعت: "كان لا بد من التحرك هنا على دوار المنارة الذي كان دائما يشهد حضور الشيخ، دفاعا عن الأسرى وخاصة المضربين، وغيرها من القضايا، مطالبة الكل بالتحرك من أجله.
وأكدت أن عائلتها مستمرة بالاعتصام حتى لو طالت المدة، مطالبة الرئاسة الفلسطينية والفصائل وخاصة فصائل المقاومة، والجهات الرسمية بالتحرك قبل فوات الأوان.
وأبدت تخوفا من تغذية زوجها قسريا، حيث روت ما حصل في جلسة المحكمة الماضية من حديث النيابة له بأن خياره الإضراب لن يعني الإفراج عنه كالإضرابات السابقة، حيث أقر قانون التغذية القسرية ومن الممكن استخدامه.
ولا تعول موسى على محكمة الاحتلال، لأنها كما تقول كان أمامها الجلسة الماضية كل الوثائق الدالة على خطورة وضع عدنان، وكانت تسير في مسار الإفراج عنه بكفالة، لكن النيابة العسكرية قالت في اللحظات الأخيرة إنه يشكل خطرا، تماما كما يحصل مع المعتقلين الإداريين.
ووصف محمد عدنان شقيق خضر الليلة الماضية بالصعبة جدا، حيث وردت أنباء عن نقله لمشفى مجهول، وتبين صباحا أنه نقل إلى مستشفى كابلان الإسرائيلي لإجراء فحوص له، لكنه رفض إجراء تلك الفحوص، كنوع من الضغط على الاحتلال.
وتابع ان شقيقه في وضع صعب جدا حيث ذاب شحمه ولحمه، وهو بين الموت والموت، يتقيأ الدم، ووقع على رأسه قبل أسبوع بسبب فقدانه الوعي، ويرجح أن تكون قد تأثرت إحدى عينيه بسبب ذلك.
فيما طالب كل من الأسير المحرر علاء الأعرج ووالد الشهيد باسل الأعرج بنصرة معتبرين وجود تقصير في التفاعل مع قضيته.