قناة فلسطين اليوم
بقلم / عماد العيسى
حركة الجهاد الاسلامي تمشي على حد السيف الداخلي والخارجي مع العلم ان تداعيات معركة وحدة الساحات في غزة تأخذ الكثير من ردود الافعال منها السلبي ومنها الايجابي , ورغم ذلك نتمنى ان تبقى رافعة للسيف في وجه الاحتلال الصهيوني حتى التحرير وستبقى . وهنا تبرز عدة اسئلة منها , هل الدخول في الحلول السياسية مع العدو ممكنة ؟ بالطبع لا واتفاق اوسلو اكبر دليل على تعنت العدو الصهيوني وممارسة الخديعة فمن المعلوم ان السلطة الفلسطينية قدمت كل شيء ولم تحصل على شيء سوى تفعيل الاتفاقات الامنية وهي لمصلحة العدو دون نقاش ,
ودول العالم بما فيها الانظمة العربية المهترئة ما زالت تمارس الضغوط عند كل نقطة دم فلسطينية وبشكل يريح العدو الاسرائيلي وآخرها ما جرى من تعهدات عربية اثناء وقف اطلاق النار مع العدو في المعركة الاخيرة ( وحدة الساحات ) وما زلنا ننتظر تنفيذ تلك التعهدات ,السؤال الثاني هل السلطة والمال هو المطلوب ؟ لو كانت السلطة والمال هي الحل لكان اتفاق اوسلو في احسن حالاته ولا داعي للتوسع في هذا , اذا ما هو الحل ؟
من خلال التجارب التاريخية لا يمكن لشعب محتلة ارضه ومشرد شعبه ان يساوم ولو على ذرة من التراب لذلك فان الحل الوحيد هو المقاومة ثم المقاومة وبكل الوسائل وخاصة مع عدو صهيوني عرفناه وجربناه على مدى سنوات طويلة مع العلم ان المحتل يبقى محتلآ مهما بلغ من المجد الاعلامي او الانساني المخترع لمصلحة هذا العدو , حركة الجهاد الاسلامي تواجه اليوم هجمة شرسة غير مسبوقة من القريب والبعيد وخاصة بعد ان اثبتت هذه الحركة انها لا تساوم وترفض منطق الحلول السلمية ( الاستسلامية ) وهذا من خلال المبادئ والاهداف الخاصة بحركة الجهاد الاسلامي , حتى الدخول في موضوع الانتخابات التشريعية الفلسطينية ترفض الخوض فيها , اذا هذه الحركة غريبة نوعآ ما عن المجتمعات الحالية في العالم , اذا المطلوب رأس هذه الحركة على كل المستويات لانها تؤثر بشكل اساسي على المسار الاستعماري في فلسطين ومن هنا يجب شيطنة هذه الحركة امام الشعب الفلسطيني اولآ وامام العالم ثانيآ وهذا ما حاول العدو ودول التطبيع واعلامه ان يعملوا عليه ولكن دون جدوى , فالشعب الفسطيني يلتف بشكل دائم خلف من يدافع عنه ولا يتخاذل تحت الضغوط مهما كانت , التركيز على ان حركة الجهاد هي جزء من منظومة الجمهورية الاسلامية الايرانية بسبب الدعم بالسلاح والمال ايضآ لا معنى له , فمعظم الفصائل الفلسطينية المقاومة تتلقى الدعم من ايران دون شروط رغم التباين في بعض القضايا الا في قضية واحدة وهي فلسطين وهذا كافي , اذا كيف السبيل للخلاص من حركة الجهاد ؟ الفتنة الداخلية الفلسطينية الفلسطينية وتحديدآ بين حركتي الجهاد وحماس وهذا ما تم التركيز عليه ليس اليوم ولكن خلال العدوان على غزة وما قبل ذلك , هناك نجاح ولو قليل في هذا الجانب ولو اقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي وهو لن يترك اي اثر على الوحدة الفلسطينية , ولكن يجب ايضآ العمل بشكل مستمر على تقوية هذه الوحدة والتركيز على سحب السيوف بشكل جماعي ضد العدو الاسرائيلي مع العلم ان الضغوط العربية ايضآ يجب التخلص منها بشكل اساسي والعكس من ذلك يجب ان تخضع تلك الانظمة لارادة الشعب الفلسطيني وهذا هو الصحيح , ماذا سيفعل العدو اذا ؟
سيبقى يحاول ويحاول وهذا من طبعه ولكن ان دل على شيء يدل على ان هذا الكيان في اضعف ايامه لذلك يجب التكرار! ليتعلم ! ان المقاومة وعدم الخنوع ولا البحث عن السلطة ولا المال هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين كل فلسطين وليس جزء منها كما تعودنا في البرامج السياسية المطروحة من قبل بعض الفصائل والتنظيمات وهي معروفة , ومن يريد ان يعرف كيف يفكر الشعب الفلسطيني ولمن فاته ذلك , فلينظر الى تفكير الشباب المناضل والمجاهد والاستشهادي, وآخرهم الشهيد ابراهيم النابلسي ورفاقه , عايشوا اوسلو وعايشوا الاحتلال فعلموا ان البوصلة الصحيحة لتحرير فلسطين هي المقاومة فقط المقاومة وليس المقاولة تحية لكل مقاوم مقتنع بهذا الخط وتحية ايضآ لمن يساوم على هذا الخط , هذه التحية الاخيرة واجب اخلاقي لانكشاف المساومة والشعب الفسطيني بحاجة لكشف الوجوه بل اكثر من ذلك , بحاجة لخلع ورقة التوت بشكل نهائي , وتبقى فلسطين وتبقى المقاومة الى ان يتم التحرير قريبا ان شاء الله .
مرَّةً بعد مرة تُثبتُ المقاومة أنها السيِّد ، وليست رصاصة في بندقية أحد
مرَّةً بعد مرة تثبتُ أنها تعرفُ إلى أين المسير .
مرة بعد مرة تثبت للقاصي والداني , متى ترد ومتى تشاء .
مرة بعد مرة تثبت للعالم ان الانياب والمخالب موجودة .
مرة بعد مرة تثبت للعالم ان العقلاء يتحركون بما يمليه الواجب .
مرة بعد مرة تثبت ان كل شيء مدروس وبشكل مميز .
مرَّة بعد مرة تُثبتُ أنها قادرة على لجم العدوان .
مرة بعد مرة تثبت ان يدها طويلة على امتداد الوطن من الناقورة الى ام الرشراش ومن البحر الى النهر .
مرة بعد مرة تثبت انها اذا ضربت اوجعت وانها جاهزة بشكل مستمر .
مرَّة بعد مرة تُثبتُ أنها المشروع الوحيد والناجح الذي يمكن الاعتماد عليه .
مرَّة بعد مرة تثبت انها نداً عزيزاً، لا ينحني، وإذا فُرض الموت فاهلا وسهلا ونموت واقفين ولا نركع.
مرَّة بعد مرة تؤكد ان السيف لن يدخل الى الغمد إلا بعد التحرير الكامل .
كل التحايا لكم فانتم العظماء وانتم الشرف وانتم العز والكرامة .
اتمنى ان تحتفظوا باحذيتكم لانه سيأتي يوم وتوضع في متاحف التاريخ .
حافظوا على الغبار الذي عليها لعلنا ننثره على رؤس المطبعين العرب علهم يعرفون معنى الكرامة , معنى الرجولة , معنى الوفاء , معنى الاخوة …….
اعلامي وكاتب فلسطيني